حول مسألة النزول.. محمد فال ولد بلال يكتب: بطاقة تعريف
بطاقة تعريف
سألني بعض الأصدقاء لماذا لا أشارك في النقاش الدائر حالا حول مسألة “النزول”.. قلت: ومن أين لي أن أشارك في هذا النقاش؟ ومن أنا حتى أشارك فيه؟ رحم الله من عرف قدره وجلس دونه. ما أنا إلا شخص مجهول من عامة المسلمين. عندي جواز سفر عادي من بلاد شنقيط
لا يحمل تأشيرة الدخول في “أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس”.
– الاسم: فلان ولد فلان
– الدين: الإسلام
– المذهب: سني مالكي
– العقيدة: أشعري
– الطريقة: جنيدي
مسلمٌ، سنّي مالكي المذهب، أشعري العقيدة، جُنَيدي الطريقة. أو كما قال ابنُ عاشر:
“في عقد الأشعري وفقه مالك
وفي طريقة الجنيد السالك “.
نقطة على السطر.
أعرف من الدين ما هو معلوم بالضرورة، وجوبا أو تحريما. وأحفظ – كأي واحد من زملائي – سورا من القرآن العظيم وعددا من الأحاديث الصحاح. ومررتُ في صغري – مثلهم – بالرسالة (رسالة أبو محمد)، ومتن الأخضري، و “أقفاف” من الشيخ خليل. وتلقيت دروسا من فقه السيرة. و لي بضاعة مزجاة في اللغة العربية والنحو: مقدمة الأجرومية، ونظم عبيد ربه، وجزء يسير من الألفية.
عاشرت سلفا صالحا، بل أحسبهم كذلك، ولا أزكي على الله أحدا. رأيتُ افعالهم، وسمعتُ أقوالهم، ونهلت من معين علومهم وسلوكهم.. أزور الصالحين وأحبهم وألتمس منهم الدعاء والبركات. وإذا ما دعا لي أحدهم ونفث في يدي مسحتها على وجهي، وإذا ما كتب الدعاء وأعطاه لي، لا أجد حرجا في تعليقه تحت البذلة وربطة العُنق (الكرافات). أدعو لنفسي وأبحث عن الدعاء في مظانّه الصالحة؛ وأعلم أن الاستجابة من الله وحده وعليه التكلان. لا نافع ولا ضار إلاّ هو. أَلَا لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ.
أعيش حياتي هكذا. وأرضى بأن أكون من أهل “لخيام”، لا قدرة لي على الانفتاح العشوائي والترقي والتحضر المميت للقلب. ولا قدرة لي على الخوض في الكلام عن الذات والصفات والتشبيه والتجسيم، والتعطيل، وما إلى ذلك .. أخاف أن تتفرق بي السبل، وتزل بي القدم. أرى حفظ الموجود أولى من طلب المفقود. يكفيني التنزيه المطلق لله سبحانه وتعالى: “ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير”. وأقر بعجزي عن إدراك حقيقة ذاته تعالى، أتفكر في الخلق، ولا أتفكر في الخالق. وأعلم أن: “العجز عن إدراكه إدراك
والخوض في إدراكه إشراك”.
هذه بطاقتي الشخصية والتي كانت – وأظنها ما زالت – بطاقة تعريف السواد الأعظم من هذا الشعب.
أحترم لغيري مذهبهم وعقيدتهم وطريقتهم ورأيهم، ومعاذ الله أن أتهم مسلما في دينه، أو أنال من عرضه … ما عليّ إلاّ “خويصة نفسي”..
جزى الله خيرا من دعا لي بخير.”