ثقافة

رائعة ولد الشيخ سيديا.. أدمعا تبقيان بغرب عين

أَدَمْعًا تُبْقِيَانِ بِغَرْبِ عَيْنِ …وَقَدْ عَايَنتُمَا دَارَ الْكُنَيْنِ

أَلَيْسَ مِنَ الْوَفَاءِ لِقَاطِنِيهَا …إِذَالَةُ مَا يُصَانُ بِكُلِّ عَيْنِ

بَلَى إِنَّ الْبُكَاءَ عَلَى الْمَغَانِي …بِمِنْهَاجِ الصَّبَابَةِ فَرْضُ عَيْنِ

وَإِن لَّمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيْرُ رَسْمٍ…كَوَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمَيْنِ

فَإِنَّ لَهَا يَدًا دَيْنًا عَلَيْنَا…وَحَقٌّ أَنْ يُؤَدَّى كُلُّ دَيْنِ

أَفَاوِيقَ الصَّفَاءِ بِهَا ارْتُضِعْنَا… بِهَا حَوْلَيْنِ كَانَا كَامِلَيْنِ

وَلَمْ يَسْحَرْ فُؤَادِيَ قَطُّ طَرْفٌ…سِوَى طَرْفَيْنِ فِيهَا سَاحِرَيْنِ

فَذَانِكَ تَارِكَا قَلْبِي وَرُوحِي…بِنِيرَانِ الْمَحَبَّةِ خَالِدَيْنِ

فَعُوجَا يَا خَلِيلَيَّ اللذَيْنِ…هُمَا مِنِّي بِمَنزِلَةِ الْيَدَيْنِ

عَلَيْهَا بَاكِيَيْنِ وَحَيِّيَاهَا…مَعِي حُيِّيتُمَا مِن صَاحِبَيْنِ

قِفَا ثُمَّ ارْجِعَا الْأَبْصَارَ فِيهَا…وَعُودَا فَارْجِعَاهَا كَرَّتَيْنِ

بِهَا مُتَرَسِّمَيْنِ بِهَا وَكُونَا…إِذَا لَمْ تَبْكِيَا مُتَبَاكِيَيْنِ

وَإِن جَمَدَتْ عُيُونُكُمَا كِلَانِي…إلَى عَيْنَيْنِ لِي نَضَّاخَتَيْنِ

وَكُونَا عَاذِرَيْنِ وَلَا تَكُونَا…إِذَا لَمْ تُسْعِدَانِيَ عَاذِلَيْنِ

فَمَا لَكُمَا سِوَى الذِّكْرَى سَبِيلٌ…عَلَيَّ فَلَسْتُمَا بِمُصَيْطِرَيْن

وَقَدْ حَوَتِ الْمَيَامِنُ مَنزِلَاتٍ…وَرِيعُ بَنِي الْمُبَارَكِ مَنزِلَيْنِ

وَمَغْنًى قُرْبَ ذَاتِ الْقَرْمِ عَافٍ…وَآخَرُ دَارِسٌ بِالتِّيرِسَيْنِ

وَدَارٌ حَوْلَ حِقْفِ النِّصْفِ أَقْوَتْ…وَأُخْرَى أَقْفَرَتْ بِالتَّوْأَمَيْنِ

سَقَاهَا كُلُّ مُنْهَمِرِ الْعَزَالِي…مِنَ الْأَزَمَاتِ يَغْسِلُ كُلَّ رَيْنِ

فَتُصْبِحُ غِبَّهَا الْأَجْرَازُ تَحْكِي…مَصَانِعُهَا تَعَاوِيذَ اللُّجَيْنِ

وَتُشْبِهُ فِي غَلَائِلِه هَدَايَا…بَرَزْنَ إِلَى الزَّفَافِ بِكُلِّ زَيْنِ

مَعَاهِدُ عِندَنَا فِي الْحُبِّ فَاقَتْ ..مَعَاهِدَ مَنْعِجٍ وَالرَّقْمَتَيْنِ

لَيَالِيَ لَا أُحَاذِرُ أَن أُلَاقِي…صُدُودًا مِن سُعَادَ وَلَا بُثَيْنِ

وَلَمْ تَقُلِ الْعَذَارَى أَنتَ عَمٌّ… نَعُدُّكَ عِندَنَا أَحَدَ الْأَبَيْنِ

تَحِنُّ إِلَى الشَّبَابِ وَلَسْتَ مِنْهُ…عَلَى حَظٍّ سِوَى خُفَّيْ حُنَيْنِ

فَقُلْتُ لَهُنَّ إِنْ يَّكُ وَخْطُ فَوْدِي…يَسُوءُ الْفَالِيَاتِ إِذَا فَلَيْنِي

فَكَمْ يَوْمٍ يَعِزُّ عَلَى الْفَوَالِي…بِهِ مِنِّي فِرَاقُ الْمَفْرِقَيْنِ

وَكَمْ يَوْمٍ وَتَرْتُ بِهِ الْعَذَارَى…كَيَوْمِ مُهَلْهلٍ بِالشَّعْثَمَيْنِ

يُجِبْنَ إِذَا دَعَا الدَّاعُونَ بِاسْمِي…كَأَنِّي عِندَهُنَّ ابْنُ الْحُسَيْنِ

تُلَاحِظُنِي الْعبُورُ مَعَ الْغُمَيْصَا…فَآنَفُ عَنْهُمَا لِلْمِرْزمَيْنِ

وَإِنْ أَبْدَتْ لِيَ الْجَوْزَا وِشَاحًا…سَلَكْتُ بِهَا سَبِيلَ الشِّعْرَيَيْنِ

وَإِن تُشِرِ الثُّرَيَّا لِي بِكَفٍّ…خَضِيبٍ قُلْتُ عَنِّي لِلْبُطَيْنِ

وَحَيْثُ بَنَاتُ نَعْشٍ دُرْنَ حَوْلِي…تَرَكْتُ وِصَالَهَا لِلْفَرْقَدَيْنِ

وَكَمْ شَمْسٍ بِهَالَتِهَا تَحَلَّتْ…وَلَاحَتْ فِي الزَّوَالِ خِلَالَ غَيْنِ

وَغَارَ الْبَدْرُ إِذْ وَلَّتْهُ مِنْهَا…نِوَارًا فَازْدَرَيْتُ النَّيِّرَيْنِ

وَلَا عَجَبٌ إِذَا خُنتُنَّ عَهْدِي…وَآثَرْتُنَّ إِقْصَائِي وَبَيْنِي

فَقَدْ خُنتُنَّ فِي الْقُدَمَاءِ عَبْــدَيْنِ قَبْلِي لِلْمُهَيْمِنِ صَالِحَيْنِ

وَمِن شَرْخِ الشَّبَابِ اعْتَضْتُ حِلْمًا…وَحَالُ الْحِلْمِ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ

وَكُنتُ إِذَا عَزَمْتُ عَلَى ارْعِوَاءٍ..وَجَدتُّ عَزِيمَتِي إِسْرَاءَ قَيْنِ

وَكَمْ سَامَرْتُ سُمَّارًا فُتُوًّا…إِلَى الْمَجْدِ انتَمَوْا مِن مَّحْتِدَيْنِ

حَوَوْا أَدَبًا عَلَى حَسَبٍ فَدَاسُوا…أَدِيمَ الْفَرْقَدَيْنِ بأَخْمصَيْنِ

أُذَاكِرُ جَمْعَهُمْ وَيُذَاكِرُونِي… بِكُلِّ تَخَالُفٍ فِي مَذْهَبَيْنِ

كَخُلْفِ اللَّيْثِ وَالنُّعْمَانِ طَوْرًا…وَخُلْفِ الْأَشْعَرِيِّ مَعَ الْجُوَيْنِي

وَأَوْرَادِ الْجُنَيْدِ وَفِرْقَتَيْهِ…إِذَا وَرَدُوا شَرَابَ الْمَشْرَبَيْنِ

وَأَقْوَالِ الْخَلِيلِ وَسِيبَوِيهٍ…وَأَهْلَيْ كُوفَةٍ وَالْأَخْفَشَيْنِ

نُوَضِّحُ حَيْثُ تَلْتَبِسُ الْمَعَانِي…دَقِيقَ الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ

وَأطْوَارًا نَمِيلُ لِذِكْرِ دَارَا…وَكِسْرَى الْفَارِسِيِّ وَذِي رُعَيْنِ

وَنَحْوَ السِّتَّةِ الشُّعَرَاءِ نَنْحُو …وَنَحْوَ مُهَلْهلٍ وَمُرَقَّشَيْنِ

وَشِعْرَ الْأَعْمَيَيْنِ إِذَا أرَدْنَا…وَإِن شِئْنَا فَشِعْرَ الْأَعْشَيَيْنِ

وَنَذْهَبُ تَارَةً لِأَبِي نوَاسٍ…وَنَذْهَبُ تَارَةً لِابْنِ الْحُسَيْنِ

وَإِنِّي وَالنُّهَى تَنْهَى وَتَجْلُو…خَفَايَا اللَّبْسِ فِي الْمُتَشَابِهَيْنِ

عَدَتْنِي أَنْ أُصَافِيَ كُلَّ خِلٍّ…مَخَايِلُ مِن مُّدَاهَنَةٍ وَمَيْنِ

كِلَا أَخَوَيَّ يُظْهِرُ لِي وِدَادًا…فَاَعْرِفُ مَا يَسُرُّ كِلَا الأَخَيْنِ

فَمَنْ يَكُ رَاغِبًا فِي الْقُرْبِ مِنِّي…يَجِدْنِي دُونَ مَاءِ الْمُقْلَتَيْنِ

وَمَنْ يُؤْثِرْ قِلَايَ فَلَيْسَ شَيْءٌ…يُوَاصِلُ بَيْنَهُ أَبَدًا وَبَيْنِي

أُلَاحِظُ مِنْ خَلِيطِيَ كُلَّ زَيْنٍ…كَمَا أُغْضِي لَهُ عَن كُلِّ شّيْنِ

وَلَا أُصْغِي إِلَى الْعَوْرَاءِ حَتَّى…يَرَى أَنِّي أَصَمُّ الْمِسْمَعَيْنِ

وَمَا جَهْلُ الْجَهُولِ بِمُسْتَفِزِّي…وَمَا لِي بَالدّنيَّةِ مِنْ يَدَيْنِ

وَأَحْمِلُ كُلَّ مَا يَأْتِي خَلِيلِي…لَهُ إِلَّا عُبُوسَ الْحَاجِبَيْنِ

وَلَيْسَ يَهُولُنِي مِن مُسْتَشِيطٍ …تَهَدُّدُهُ بِنَفْضِ الْمِذْرَوَيْنِ

وَعِندِي جَانِبٌ فِي الْهَزْلِ لَيْنٌ…وَآخَرُ عِندَ جِدِّيَ غَيْرُ لَيْنِ

وَقَدْ يُلْفَى إِذَا الْجُلَّى ادْلَهَمَّتْ…أُسَامَةَ مَنْ يُظَنُّ أَبَا الْحُصَيْنِ

وَمَهْمَا يَعْرُنِي لِلْهَمِّ ضَيْفٌ…يَجُرُّ مِنَ الْبَلَابِلِ ضَيْفَنَيْنِ

جَعَلْتُ قِرَاهُ أَكْوَمَ قَيْسَرِيًّا…هِجَانَ اللَّوْنِ جَوْنَ الذِّفْرَيَيْنِ

كَأَنَّ صُنَانَهُ الْمُنبَاعَ نِقْسٌ…تَحَدَّرَ مِن جَوَانِبِ قُمْقُمَيْنِ

عَلَى لِيتَيْنِ كَالطّرْسَيْنِ مُدَّا…إِلَى كَالْقصْرِ رَحْبِ الْقُصْرَيَيْنِ

يَزُمُّ عَنِ الْكَلَالِ وَكُلِّ نَعْتٍ…يُعَابُ سِوَى انتِقَالِ الْمِرْفَقَيْنِ

رَعَى رَوْضَ الْحِمَى غَضًّا نَضِيرًا…فَلَمْ يَحْتَجْ لِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ

وَعَن صَدَّى لَهُ السَّعْدَانُ أَغْنَى…إلَى أَمَدِ انسِلَاخِ جُمَادَيَيْنِ

لَهُ افْتَرَّ الْكِمَامُ بِكُلِّ ثَغْرٍ…وَبَكَّاهُ الْغَمَامُ بِكُلِّ عَيْنِ

فَمَلَّكَهُ الرُّعَاةُ الْأَمْرَ حَتَّى…كَسَاهُ النّيَّ نَسْجُ الْمِشْفَرَيْنِ

تُثَبِّطُهُ أَدَاهِمُ مِنْ حَدِيدٍ…يَنُوءُ بِهَا مُدَانِي السَّاعِدَيْنِ

إلَى أَن كَادَ وَهْوَ بِلَا جَنَاحٍ…يَطِيرُ بِقُوَّةٍ فِي الْمنكِبَيْنِ

هُنَاكَ عَلَوْتُهُ بِقُتُودِ رَحْلٍ…حَمَاهُ الْكَتْرُ مَسَّ الْمَتْنَيَيْنِ

فَحَاوَلَ أَنْ يُبَارِيَ فِي الْبَرَارِي…هِجَفّيْ سَابِقٍ بِالدَّوْنَكَيْنِ

يَسِيرُ الْخَيْطَفَى حِينًا وَحِينًا…يُرَاوِحُ بَيْنَ كِلْتَا الْخَوْزَلَيْنِ

يُوَلِّي الْمُعْزَ أَخْفَافًا خِفَافًا…تُغَادِرُ كُلَّ صَخْرٍ فَلْقَتَيْنِ

تَقَاذَفُ بَيْنَهَا الظِّرَّانُ شَتَّى…تَقَاذُفَ أَيْمَنَيْنِ وَأَعْسَرَيْنِ

بِهِ أُحْيِي التَّدَانِيَ كُلَّ حِينٍ…وَأُدْنِي لِلتَّنَائِي كُلَّ حَيْنِ

أُغَادِرُهُ وَقَبْلِي مُسْتَحِيلٌ…عَلَيْهِ الْأَيْنُ ذَا ظَلَعٍ وَأَيْنِ

وأَرْحَلُهُ سَلِيمًا مَنسِمَاهُ…وَأَرْجِعُهُ رَثِيمَ الْمَنسِمَيْنِ

وَلَوْ لَمْ أُلْفِهِ أُصْلًا لَطَارَتْ…بِيَ الْعَزَمَاتُ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ

فَلِلْعَزَمَاتِ أَجْنِحَةٌ تُدَانِي…كَلَمْحِ الطَّرْفِ بَيْنَ الشَّاحِطَيْنِ

فَشَطْرَ الْمَشْرِقَيْنِ تَؤُمُّ طَوْرًا…وَآوِنَةً تَؤُمُّ الْمَغْرِبَيْنِ

وَلَيْسَ كَمِثْلِهَا وَزَرٌ لِلَاقٍ…مِنَ الدَّهْرِ ازْوِرَارَ الْحَاجِبَيْنِ

فَمَا حُرٌّ يُقِيمُ بِأَرْضِ هُونٍ…وَلَوْ كَانَتْ مَقَرَّ الْوَالِدَيْنِ

وَأَهْلُ الْمَرْءِ نَيْلُ غِنًى وَجَاهٍ…وَهَلْ يَسْعَى الرِّجَالُ لِغَيْرِ ذَيْنِ

فَمَسْقِطُ رَأْسِهِ نَفْعٌ وَضُرٌّ…وَإِلَّا فَاتِّبَاعُ الْقَارِظَيْنِ

فَمَالُ الْمُنذِرَيْنِ يُعَدُّ فَقْرًا…بِلَا عِزٍّ وَمَالُ الْحَارِثَيْنِ

وَعِزُّ الْحَارِثَيْنِ يُعَدُّ ذُلًّا…بِلَا مَالٍ وَعِزُّ الْمُنذِرَيْنِ

فَعِشْ حُرًّا فَإِن لَّمْ تَسْتَطِعْهُ…فَضَرْبًا فِي عُرَاضِ الْجَحْفَلَيْنِ

وَهونٌ فِي أَقَاصِي النَّاسِ هَيْنٌ…وَهونٌ فِي الْعَشِيرَةِ غَيْرُ هَيْنِ

فَمَا الْمَنكُورُ مِنْ أَصْلٍ وَعَيْنٍ…بِكَالمَعْرُوفِ مِنْ أَصْلٍ وَعَيْنِ

وَلَمَّا صَاحَ مِن فَوْدِي نَذِيرٌ…وَصَرَّحَ ثَانِيًا بِالْعَارِضَيْنِ

وَقَبْلَ الشَّيْبِ إِيجَادِي نَعَانِي…فَلَيْسَ الشَّيْبُ أَوَّلَ نَاعِيَيْنِ

وَدَاعِي الْعَقْلِ بِالتَّجْرِيبِ نَادَى…وَدَاعِي اللهِ أَندَى الدَّاعِيَيْنِ

سَلَا قَلْبِي عَنِ الدُّنيَا لِكَوْنِي…وَمَا أَهْوَاهُ مِنْهَا فَانِيَيْنِ

وَإِنِّي إِن ظَفِرْتُ بِهِ فَلَسْنَا…عَلَى حَالٍ تَدُومُ بِبَاقِيَيْنِ

وَلِكِنَّا إِذَا طَبَقٌ تَوَلَّى…عَلَى طَبَقٍ تَرَانَا رَاكِبَيْنِ

وَعَنْ عَهْدِ الشَّبِيبَةِ وَالْمَلَاهِي…وَأَيَّامِ الْمَيَامِنِ وَالْكُنَيْنِ

سِوَى أَنِّي اسْتَبَاحَ حَرِيمَ صَبْرِي…هَوَى الْحَرَمَيْنِ أَشْرَفِ مَوْطِنَيْنِ

وَسَوْفَ تَفِي الْعَزَائِمُ والْمَهَارَى…بِوَعْدٍ مُنجَزٍ مِن وَافِيَيْنِ

فَقَدْ مَنَّيْنَنِي قَبْلَ الْمَنَايَا…مُرُورَ رَكَائِبِي بِالدَّهْنَوَيْنِ

يُنَازِعْنَ الْأَزِمَّةَ سَالِكَاتٍ…مَمَرَّ الْجَيْشِ بَيْنَ الْعُدْوَتَيْنِ

تُبَادِرُ بِالْحَجِيجِ وُرُودَ بَدْرٍ…وَيَحْدُوهَا الْحَنِينُ إِلَى حُنَيْنِ

قَوَاصِدَ رَابِغٍ تَبْغِي اغْتِسَالًا…وَإِحْرَامًا لَدَيْهِ وَرَكْعَتَيْنِ

تَمُرُّ بِذِي طُوَى مُتَنَاسِيَاتٍ…لِفَرْطِ الشَّوْقِ كُلَّ طَوًى وَغَيْنِ

مِنَ التَّنْعِيمِ يَدْعُوهَا كَدَاءٌ…إلَى الْبَطْحَاءِ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ

عَلَى بَابِ السَّلَامِ مُسَلِّمَاتٍ…بِتَطْوَافٍ وَسَعْيٍ عَاجِلَيْنِ

تُنَاخُ  لِحَاجَتَيْ دُنيَا وَأُخْرَى…هُنَاكَ فَتَنثَنِي بِالْحَاجَتَيْنِ

بِبَيْتِ اللهِ مَلْمَسِ كُلِّ حَاجٍ…تَعَالى اللهُ عَن كَيْفٍ وَأَيْنِ

حِمًى إِنْ أَمَّهُ لَاجٍ وَراجٍ…يَكُونَا آمِنَيْنِ وَغَانِمَيْنِ

فَمَنْ يَجْهَلْ حِمَايَتَهُ يُسَائِلْ…أَمِيرَ الْجَيْشِ عَنْهُ وَذَا الْيَدَيْنِ

إِلَى خَيْفِ الْمُحَصَّبِ رَائِحَاتٍ…بِكُلِّ أَشَمَّ ضَاحِي الْوَجْنَتَيْنِ

وَتَغْدُو بِالشُّرُوقِ مُبَارِيَاتٍ…بِنَا إِجْلَيْ نَعَامٍ جَافِلَيْنِ

مِنَ التَّعْرِيفِ مُسْيًا صَادِرَاتٍ…يَخِدْنَ مُنَكِّبَاتِ الْمَأْزِمَيْنِ

وَمِن جَمْعٍ يَسِرْنَ مُغَلِّسَاتٍ…لِوَقْفَةِ سَاعَةٍ بِالْمَشْعَرَيْنِ

بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ مُتَرَامِيَاتٍ…لِاُولَى الْجَمْرِ دُونَ الْأُخْرَيَيْنِ

وَتَرْجِعُ إِنْ أَفَاضَتْ لَابِثَاتٍ…ثَلَاثَ لَيَائِلٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ

وَلِلْبَيْتِ الْعَتِيقِ مُوَدِّعَاتٍ…قَدِ ارْتَاحَتْ لِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ

وَأُخْرَى لَمْ تَكُن لِتُنَالَ إِلَّا…بِزَوْرِ مَحَلِّ أُخْرَى الْهِجْرَتَيْنِ

إِلَيْهَا مِن كُدًى يَهْبِطْنَ صُبْحًا…هُبُوطَ السَّيْلِ بَيْنَ الْقُنَّتَيْنِ

إِلَى عُسْفَانَ تَعْتَسِفُ الْمَوَامِي…إِلَى الْبَيْدَاءِ دُونَ الْحَرَّتَيْنِ

تَمُرُّ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حَالِفَاتٍ…عَلَى الْإِلْبَابِ بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ

تَوَخَّى مَسْجِدَ التَّقْوَى تَحَرَّى…مُنَاخَ مُحَمَّدٍ وَالصَّاحِبَيْنِ

فَتَسْتَقْصِي بِهِ الرُّكَبَاتُ مِنْهَا…مِنَ الْقُصْوَى مَكَانَ الرُّكْبَتَيْنِ

وَلَا تُلْقِي عِصِيَّ السَّيْرِ إِلَّا…إِذَا وَصَلَتْ لِثَانِي الْمَسْجِدَيْنِ

ضَرِيحِ الْمُصْطَفَى صَلَّى عَلَيْهِ…مَعَ التَّسْلِيمِ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ

يحفُّ خَلِيفَتَاهُ بِهِ فَأَكْرِمْ…بِهِمْ مِن مُصْطَفًى وَخَلِيفَتَيْنِ

وَأَصْحَابِ الْبَقِيعِ وَمَنْ حَوَتْهُ…مِنَ الْأَبْرَارِ كِلْتَا الْبُقْعَتَيْنِ

جُزُوا عَنَّا بِرَيْحَانٍ وَرَوْحٍ…عَلَيْهِمْ لَنْ يَزَالَا دَائِمَيْنِ

وَأُوتُوا جَنَّتَيْنِ دَنَتْ عَلَيْهِمْ…بِخَيْرِ جَنًى ظِلَالُ الْجَنَّتَيْنِ

أُولَاكَ النَّاسُ أَهْلُ اللهِ حَقًّا…حُمَاةُ الدِّينِ بِالْأَسَلِ الرُّدَيْنِي

بِهِمْ يَا رَبِّ عَامِلْنَا جَمِيعًا…بِلُطْفِكَ دَائِمًا فِي الْحَالَتَيْنِ

وَبِالْمَأْمُولِ جُدْ فَضْلًا عَلَيْنَا…وَقِ الْأَسْوَاءَ فِي الدَّارَيْنِ تَيْنِ

وَبِالْحُسْنَى لَنَا فَاخْتِمْ إِلَهِي…كِتَابَ الْحَافِظَيْنِ الْكَاتِبَيْنِ.

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى