جميل منصور: ما ورد في كلمة الرئيس أمس ليس من عادة الرؤساء
حديث رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لجاليتنا في اسبانيا حديث صريح، ولم يكن من عادة الرؤساء في هذه البلاد مثل هذه الصراحة (كان الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله استثناء فيمن أدركت من الرؤساء وكان يصف الواقع كما هو )
نحن فعلا دولة فقيرة، ونعاني من تحديات حقيقية ومتنوعة، ونحتاج قومة جدية تخرجنا من هذه الوضعية، والأمر ممكن ومتاح خصوصا مع الآفاق الاقتصادية المتوقعة.
بقي أن أحد الأسباب الرئيسية التي عمقت فقرنا، وأفسدت مشاريعنا، وقللت من قيمة وأثر التمويلات الكثيرة التي وجدنا، وجعلت إدارتنا عاجزة ومستعصية على الإصلاحات الضرورية، هو الفساد الذي لا تخطئه العين في عدد من المواقع والقطاعات، والذي أصبح بعض أباطرته يشعر بشيء من الأمان.
إن حربا حقيقية ومؤسسية وطبعا متدرجة وملتزمة بالقانون على الفساد أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
أنا لست من المبالغين وأدرك أن خطوات ومبادرات قيم بها في هذا الصدد، وأكثر من ذلك أعرف أن بعضا ممن ينعتون بالفساد ليسوا كذلك.
ولكن الأمر يحتاج وضوحا في المقاربة واستمرارية في الخطوات وجرأة اتجاه دوائر الفساد الكبيرة والخطيرة.
نعم نحن دولة فقيرة، ولكننا لوأحسنا استغلال ثرواتنا وتسيير مواردنا وتوظيف المساعدات والقروض التي حصلنا لكان حالنا مختلفا.
سيدي الرئيس الصراحة محمدة، والصرامة استحقاق، وكنتم قد أجبتم أحد الصحفيين مرة حين سألكم عن الفساد والمفسدين : ” إن ما يملكه الموريتانيون قليل، وهم في حاجة ماسة إليه “.
من صفحة القيادي في حزب “تواصل” محمد جميل منصور
