بعد جريمة أمس.. أحد تجار نقطة ساخنة يكتب عن خفايا مما يجري فيها – مؤسف
نقطة ساخنة !هذا المسمى الذي يحمل بين ثناياه شحنة من التناقض واللا معقول .
أحببت أن أشارككم بعض ما أعرفه عن نقطة ساخنة في هذه اللحظات المؤلمة بعيد قتل الشاب اليافع عبد الله بدم بارد على مبلغ رخيص.
لقد خيم الحزن و الأسى على أصدقاء المرحوم و عائلته و معارفه و الغضب أيضا على كل من سمع بنهايته ،فكيف يقتل عبد الله بألف أوقية ؟
وهل صارت الدماء رخيصة إلى هذا الحد ؟
عبد الله ليس الوحيد الذي طعن في نقطة ساخنة على الفخذ أو في الرقبة و تُرك يسبح في دمه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بل أمثاله كُثر وفي كل الحالات تكون الأسباب تافهة.
و المؤكد أنها لن تكون الفاجعة الأخيرة ما دامت ذات الأسباب متوفرة ولا أحد سيتدخل لإنفاذ سلطة الدولة الغائبة و القانون و تنظيم السوق.
الإجرام في نقطة ساخنة القديمة لا يقتصر فقط على التطفيف و الغش ،بل هي وكر لبيع المخدرات و حبوب الهلوسة و ترويج الدعارة و إخفاء المسروقات من أجهزة و هواتف و ملابس و العمليات الربوية الواضحة …إلخ.
هذه المظاهر الوقحة من بين أسباب أخرى جعلت كل الذين يحترمون أنفسهم و لا يرضون بالعيش في غابة إجرامية كهذه الهروب بجلودهم منها رغم من تدره من دخل.
نحن لا ننكر بأنها وسيلة ناعمة لامتصاص البطالة و مصدر رزق لمئات الأسر و قبلة لآلاف الشباب، تغنيهم عن الشذوذ،الحرابة و مستنقعات الإجرام .
لكننا نطالب بتدخل جاد و سريع لإنقاذ الأموال و الأرواح و تجفيف أوكار الجرم المنتشرة بين أزقتها.
من صفحة المدون التاجر بنقطة ساخنة: حمادي عاشور