حبّه جالَ في الفؤاد وصالا/ خديم رسول الله بن زياد
حبّه جالَ في الفؤاد وصالا
وتداعَى صبابةً وتوالَى
يا ليالٍ في حضنِ طيبةَ مرّتْ
لا عدمنا منكِ الهوَى والوصالاَ
كم دموعٍ تفجّرت من مآقٍ
وشجونٍ تنثالُ منّا انثيالا
وحديثٍ في الحبّ تلو حديثٍ
راقَ معنى وفكرةً ومقالاَ
في جوارِ الرّسولِ نحتضنُ البُشْـ
ـرى وننسَى الهمومَ والأوجالاَ
يا شفاء الأرواح بالقُرب منه
حيثُ قد عانق الجلالُ الجمالا
قد قصدناهُ هاشميّ الندى ما
قالَ في وجه زائرٍ قطُّ لا، لا
ورفعنا إليه شوق القوافي
وخفضنا رؤوسَنا إجلالا
وشهدنا أنوارَه صاعداتٍ
ملء آفاقِ طابةٍ تتلالى
ها هنا أُنزل الكتابُ عليه
فمحا بالآيات عنّا الضّلالا
ها هُنا سيرةُ النبيّ تجلّت
نعمت مُجتلًى وطابت مجالا
لكِ يا مُهجتي هُنا ما تشائين
ونُوّلتِ قُربَه الآمالا
يا رعى الله عنده لحظاتٍ
هُنّ من نعمة الكريم تعالى
تاهت النّفسُ فرحةً واطمأنّت
حين ألقتْ بباب طه الرحالا
حيّت المصطفى بشيرا نذيرًا
هاديا للكمال كان مثالا
حيّت الأبطحيّ في بيته أكرم
خلقِ الإله عمًّا وخالا
حيّت المُعتلي لأرفع قدرٍ
ولقد ساد في عُلاهُ الرّجالا
أحمدُ الحامدين يُرجى نداهُ
حاضرًا في دُنيا الورى ومآلا
حسْبُنا موقفُ الشّفاعة لمّا
نالَ من فضل ربّه ما نالا
صلواتٌ لم تنقطع وسلامٌ
مُرسلٌ من أعماقنا إرسالا
خديم رسول الله بن زياد