القبض على أخطر عصابة بعد مطاردات جابت عدة ولايات (تفاصيل)
ألقت الشرطة الموريتانية القبض على عصابة مسلحة متهمة بتنفيذ عشرات الجرائم بعد مطاردة بالسيارات جابت عدة ولايات .
وقال مراسل صحيفة الحياة الوطنية إن عصابة مسلحة بأسلحة نارية من بينها بندقية (G3) وبندقية (Mass36) تتألف من تسعة أشخاص يقودها صاحب سوابق شهير يحمل اسما حركيا هو “إزبك” نفذت عدة جرائم نوعية كان أهمها السطو على مقر شركة للصيد تقع قرب ميناء الصيد التقليدي بنواكشوط واختلاس مبلغ 13.600.000 حسبما صرح به خازن الشركة للشرطة.
رأس الخيط
حسب مراسل الحياة الوطنية فإن الثغرة التي أوقعت بالعصابة هي هجومها على بقالة واحتجاز كل عمالها وزبنائها حتى أنهم أنزلوا زوجة وأبناء أحد زبنائها من سيارته التي كانت متوقفة أمام البقالة وهو الحدث الذي أبصره عامل بمحطة مجاورة لتزويد الوقود قرب مستشفى أمراض السكر بمقاطعة الميناء بولاية نواكشوط الجنوبية الذي هرع إلى مبنى شركة سونيف المجاور حيث يوجد الكثير من العمال مما أدى بالعصابة إلى الفرار مستقيلن سيارة مرسيدس 190 تحمل لوحة أرقام مزورة كانوا قد سرقوها في عملية سابقة .
التحريات
قال المراسل إن عامل محطة الوقود وصف للشرطة شكل أحد أفراد العصابة حيث قال إنه شاب أهْتم الثنية أبيض البشرة قصير القامة مشوه قليلا ويملك جمجمة ضخمة يشبه من يظهرون في بعض أفلام الرعب على أنهم قادمون من الفضاء .
وبناء على المواصفات الدقيقة التي أدلى بها عامل محطة الوقود فقد اشتبهت الشرطة بصاحب سوابق وألقت القبض عليه ليعترف بصدق التوقع وبمشاركته مع صاحب سوابق آخر يدعى “ولد بوسحاب” يحمل اسما حركيا في عالم الجريمة هو “إيزبك” و7 آخرين نفذوا ما يربو على 40 جريمة من جرائم السطو والسرقة والاغتصاب، وبناء على المعلومات التي أدلى بها ألقت الشرطة القبض على أربعة آخرين، وبدأت التحريات عن الأربعة الباقين الذين من ضمنهم قائد العصابة “إيزبك” وفي خضم ذلك وصلت معلومات عن رصد السيارة التي كانت بحوزة العصابة في مدينة روصو الواقعة على الحدود مع السنغال.
المطاردة
انطلق كوماندوز من فرقة البحث والتقصي التابعة لمفوضية السبخة1 بقيادة الرقيب أول أحمد ولد الراجل بأمر وتحت رعاية مفوضها الدد ولد محمد الأغظف إلى مدينة روصو “القوارب” وبعد بحث قصير عثروا على السيارة في حدود الساعة العاشرة ليلا مركونة بجانب أحد الأزقة وتركوا أحد عناصرهم لمراقبتها وللاتصال بهم فور قدوم عناصر العصابة وذهب بقية الأفراد لقضاء بعض حوائجهم في المدينة.
وفي الصباح عاد عناصر الأمن فوجدوا السيارة قد غادرت ولم يعثروا على زميلهم الذي كلفوه بالمراقبة .. اشتبهوا في الأمر فاتصلوا به لمعرفة ملابسات القضية، فقال إنه قد أنهكه الملل فانصرف هو الآخر لقضاء بعض حوائجه. حيث يبدو أنه أثناء غيابه عاد أفراد العصابة الذين باتوا ليلتهم في السنغال وسهروا في علبها الليلية واستقلوا سيارتهم وغادروا مدينة روصو التي لم يسجل ضدهم من العمليات فيها أكثر من اختطاف شنطة نسائية خاوية، وانطلقوا يشربون عباب الريح على قارعة طريق روصو-بوغا .
الشرطة ربما لم تبلغ الدرك حتى لا يستأثر بسمعة وصدى التمكن من إلقاء القبض على عصابة إيزبك أو ربما فعلت ذلك لمرام آخر.
معلومات وصلت الشرطة عن رصد سيارة العصابة وهي تعبر مدينة “بوغا” متجهة صوب مدينة “ألاق” عاصمة ولاية البراكنة على إثرها انطلق عناصر الكوماندوز في نفس الاتجاه وفي “ألاق” لم يعثروا على أي أثر للسيارة .
معلومات أخرى وصلت للشرطة أن السيارة انطلقت من مدينة “ألاق” باتجاه الشرق فانطلق الكوماندوز مغادرا المدينة من بوابتها الشرقية لعله يعثر على ضالته ويفوز بالقبض على العصابة التي دوخت البلاد والعباد والتي يرى بعض رجال الأمن أن شرطيا نافذا موقوفا هذه الأيام كان يقدم لها الحماية ويعطيها المعلومات التي تمكنها من زحلقة رجال الأمن.
دخل الكوماندوز مدينة “مقطع الحجار” فإذا بسيارة العصابة وهي توشك أن تتوقف أمام بائع للحم المشوي .. راقب أفراد الشرطة السيارة من بعيد وانتظروا حتى نزل منها أربعة أشخاص وتأكدوا من عدم اصطحابهم للبنادق ساعتها قاموا بمباغتتهم وألقوا القبض عليهم جميعا فأقروا بكل ما نُسب إليهم من الجرائم واعترفوا أنهم كانوا منطلقين صوب مدينة “كيفة” لتنفيذ عدة عمليات هناك.
خاتمة
في النهاية وانطلاقا من خبرتنا في كواليس وعالم البوليس وتقفي الجريمة وجدنا ثلاثة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح:
السؤال الأول: ألم يكن حريا برجال أمننا التفرغ لمهمتهم حتى يكملوها قبل أن ينشغلوا بقضاء بعض حوائجهم الآدمية العابرة التي يمكن التفرغ لها في أي وقت آخر!؟
السؤال الثاني: لما لا تواكب أجهزتنا الأمنية بعض التطورات التكنولوجية البسيطة الرخيصة الثمن وتستخدم جهاز تعقب بسيط متوفر في الأسواق وتثبته أسفل سيارة العصابة وبذلك تستطيع تحديد إحداثيات مكان وجود السيارة في أي وقت بدل مراقبتها بطرق بدائية يمكن كشفها واختلالها ببساطة!؟
السؤال الثالث: كيف استطاعت السيارة التي تحمل أسلحة نارية عبور هذا الكم الهائل من نقاط الدرك التي تزعج وتحرج المواطنين المسالمين بتعسفها في تفتيش أوراق وصناديق سياراتهم بينما تغفل أو تتغافل عن سيارة مسروقة تحمل لوحة أرقام لا تتناسب مع شكلها وتحمل بندقيتين غير مرخصتين وتحمل أربعة من أصحاب السوابق الذين يظهر على سحناتهم وأساريرهم تراكم سنوات من الجريمة وموت الضمير.
نقلا عن موقع الحياة الوطنية
