الأخبارثقافة

عندما أعرض العلامة ولد عدود عن الإمامة في صلاتي الصبح والمغرب

 

عندما أعرض شيخُنا لمرابط محمد سالم بن عدُّود عن الإمامة في فرضيْ الصبح والمغرب بحجة أنه مقصّرٌ !..

السبت 22 يناير 2022م

حدثني شيخنا الشيخ علي الرضا الصعيدي أنه رأى مرة في ما يرى النائمُ في بداية أمره أنه يؤمُّ الصلاة بجماعة من المصلين من ضمنهم شيخنا لمرابط محمد سالم بن عدُّود وأنه لم يزل يستغرب تلك الرؤيا لاستحالتها عقلاً لمجموعة كثيرة من العوامل منها فارق العلم والسن بينهما! ولم يزل كذلك إلى أن شيّد لاحقا المسجد القائم الآن باسمه في حيّ تفرغ زينه ” مسجد الشيخ الرضا “. وكان ربما أم الصلاة في ذلك المسجد في بداية عهده .. وقال إنه أقيمت عليه صلاة المغرب مرة في المسجد وبينما هو يستعد ليؤمَّ الناس إذا بالشيخ محمد سالم عند ظهره في الصف الأول ، فما كان منه إلاّ أن تأخر عن المحراب تلقائيا و قدمه للإمامة بإلحاح شديد ولكن لمرابط محمد سالم امتنع بقوة من الإمامة وأصرَّ عليه أن يؤم الناس وهو يكرر بالحسانية : آن امقصرْ .. آن امقصر .. آن امقصّر ! قال الشيخ فما كان مني إلاّ أن قبلتُ عذره وامتثلت أمره.. قال الشيخ الرضا : وبعد الفراغ من الصلاة رافقتُ لمرابط محمد سالم إلى خارج المسجد فعلمتُ أنهم نزلوا دارا جديدة بجوار المسجد وهنالك قال لي لمرابط محمد سالم إن حكاية مماثلة حصلت له مع لمرابط محمد سالم بن ألُمَّا في حيهم في تندكسمَّ . قال لمرابط محمد سالم بن عدُّود إن العلامة ابنَ ألُمَّا فوجئَ مرة بوجودي خلفه في الصف الأمامي وهو يستعد ليؤم الناس في المسجد في صلاة الصبح فما كان منه إلاّ أن تأخر بسرعةٍ وألحّ عليّ بأن آخذ مكانه في الإمامة ولكنني اعتذرتُ له بإلحاح وأنا أقول : آن امقصرْ .. قلتها مرات بحزمٍ كالجازم! ففهم بذلك حجم إعراضي وابتسمَ وأمَّ بنا الصلاة !

هذا و يقول لمرابط محمد سالم في تزكية الشيخ عليٍّ الرضا الصعيدي :

[أما بعد فإن الشاب الناشيء في طاعة الله تعالى الشريف من جهة سيّدَيْ شباب أهل الجنة: سبْطيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما، الشيخ عليا الرضا بن محمد ناجي بن سيدي محمد بن عابدين بن محمد مولود بن الشريف سيدي محمد الإمام بن سعد الصعيدي، من العلماء العاملين الزهاد المنفقين، المجتهدين في الاتباع والابتعاد عن الابتداع (….) و ما يعرف به من الرقى إنما هو الشرعي منها الذي هو بالقرآن و أسماء الله الحسنى (…) و لا يتعاطى شيئا من الرقية إلا تنفيسا عن مكروب و استجابة لدعوة ملهوف فيدعو فيستجاب له أو يوجه همته فيظهر الله تعالى من خوارق العادة ما يظهر، وقلما يلجأ إلى الرقية وإن لجأ إليها فإنما تكون بما ذكر مما لا يختلف أهل العلم في مشروعيته. هذا، علمنا به و فوق كل ذي علم عليم].

أما الشرفاء الصعيديون الحسيْنيون عموما فيقول فيهم قطعته المديحية المشهورة :

آلَ اﻹمام بنِ سعد حزتمُ الشرفا
كل لكم ماتيْ عام به اعترفا

وذاك مُثبتُه شرعا وتثبته
طبعا حُلاكمْ فأنتم سادة عرفا

محافظون على الأعراق لم تضعوا
أسراركم عند غير القادة العرفا

بالعلم فزتم وبالتقوى فكلكمُ
من إرث جد أبيكم حائز طَرَفَا

من سبط سبطيْ رسول الله فاض لكم
فيضٌ ومن جمِّه “مأموننا” اغترفا

فنلتمُ فى بني يعقوب منزلةً
ماكان حاسدكم فيها ليفغر فا

صلى على جدكمْ طه وعترته
مَنْ عنكم الرجس بالتطهير قد صرفا!

وفي قطعة لمرابط محمد سالم إشارة إلى قول الشاعر الكبير المامون ولد الصوفي اليعقوبي مرحبا بجد الصعيديين الشريف سيدي محمد الصعيدي ابّان قدومه إلى هذه الربوع سنة 1222هجرية :

بشرى لقد نشر الرحمن رحمته
فينا فما برحت رحماه تنتشر

أهدى الامامَ ابنَ سعد نحو بلدتنا
من الصعيد كما قد شعشع القمر

أفضى الى مجمع البحرين مبتغيا
ما يبتغي قبله بالمجمع الخضر

ما كنت أحسَب حتى حلَّ بلدتنا
أَنْ صار يجري على إسعادنا القدر

يا سبطَ سبطيْ رسول الله خذ بيدي
إنّ الشفاعةَ منكمْ للورى ذُخُرُ !

أما الجدْ الشريف سيدي محمد الصعيدي فهو شريف حسيْني وصل إلى منطقة تيرس سنة 1222 هجرية قادما من صعيد مصر وهو إذ ذاك شاب يافع عمره حوالي 22 سنةً وكان ذا علم أزهريّ غزير كما قال عنه شيخ الشيوخ المختار بن بونه الجكني وذا صلاح كبير كما شهد له به معاصروه ومنهم الإمام سيدي عبد الله بن الفاظل بن باركل بن أحمد بزيد والشاعر المشهور امحمد بن الطلبه اليعقوبي وغيرهم كثير ..
هذا وقد ذكر الشريف الصعيدي أن شيخه هو العلامة العارف بالله الشيخ عبد العليم الفيومي ويبدو أنه هو الذي أمره بأن يخرج من مصر سنة 1212 هجرية ( توافق وفاة العلامة الصالح محمد والد بن خالُنا الأبهمي الديماني )في سياحة علمية وروحية استغرقتْ عقدا من الزمن وشاءت الأقدار أن تقوده إلى موريتانيا في آخر المطاف ، حيث عاش عقدا من الزمن كذلك .وأما الشيخ الفيومي فهو أحد العلماء العارفين الأجلاء خلفاء الشيخ أحمدْ الدرديرْ الثلاثة في الطريقة الخلْوَتِية وهم : الشيخ عبد العليم الفيومي و الشيخ أحمد الصاوي و الشيخ صالح السباعي .وقد كان الشيخ عبد العليم الفيومي آنذاك شيخ المالكية في مصر والناظر على رواق الصعايدة بها وقد أثنى عليه الجبرتي في تاريخه أكثر من مرة فوصفه بالعلم و الصلاح و السعي في مصالح المسلمين ..
توفي الشريف سيدي محمد الصعيدي سنة 1232 هجرية وعاش حوالي 33 سنة وخلف ولديْن هما : ابّاه الشريف : خليفته في الجنوب وبدِّي : خليفته في الشمال وبنتا اسمها مريم وهي والدة أحفاده آل الصبّار المجلسيين الكرام ..

رحم الله السلف وبارك في الخلَف .

من صفحة الإداري: محمدن (بدنه) ولد سيدي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى