مسيرة البناء مسؤولية الجميع / احمد حبيب صو
لقد ختم حكم الرئيس محمد الشيخ الغزواني سنتين من مأموريته والتي اتسمت بالهدوء وبناء الدولة من الناحية الانسانية والاخلاقية وتقارب وجهات النظر في اغلب القضايا وحقق الكثير ومازال ومازلنا نطالب بالمزيد في اطار تشكيل حكومتين عهد لها ذلك ،لتحقيق برنامج تعهداتي ولا يخفي علي احد بان التركة السلبية كبيرة وجائحة كورونا اعاقت سير البرنامج اذ لولا الإرادة الجادة لما تحقق شيء أبدا.
وعليه اريد من خلال هذه السطور الي الاشارة بأننا نحن أبناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية ونحن هم شعبها ونحن هم أبناؤها والعار واقف أمام أعيننا لنبنيها فلن يبنيها الآخر لنا ولذلك يجب توحيد الجهود و يجب أن نجعلها مسلمة ؛ موريتانيا حلقة وصل أفريقيا شمالها بجنوبها ولذلك قرابات في الجنوب والشمال ولكن تبقي القرابة الأكبر قرابة الدين والوطن.
إخوتي المؤمن الذي يعتصم بالله البر الرحيم، ذي العرش المجيد، الفعَّال لما يريد؛ يعيش على أمل لا حد له وهو املي أن أقول بأني موريتاني لتكفيني ، ورجاء لا تنفصم عراه.. إنه دائمًا متفائل بالدولة الوطنية ، ينظر إلى الحياة بوجه باسم للانسانية باستحضار الأخلاق والسلوك القويم، لا بوجه عبوس.
اخوتي دعونا من هي الا موريتانيا ،فهذه النظرة الانهزامية تقتل كل بادرة لبزوغ فجر التغيير ،أكاد أن أقول بأن المفسدين لن يتمكنوا من هذا الشعب والدولة الا بموافقتنا، فنحن من باركنا لهم فسادهم وسميناهم المتفكرجيين وحسبنا أن الحياة لاتستقيم بدونهم، ونحن مازلنا للاسف لانستطيع أن نسمع الحق أو نقوله الا بعد أن نتمعن في قسمات من نخاطب لونه ودرجته وقبيلته، فاختفي الحق واختلط الحابل بالنابل.
يجب علينا نشر الأمل بانتصار الحق، وإحياء الرجاء في المستقبل، وشحن نفوس الجيل الصاعد بهذا الشعاع الذي يُبدد ظلمات اليأس وغيوم الإحباط الكثيفة.
اخوتي الأعزاء إن مجرَّد تغيير القوانين وحده لا يصنع المجتمع ، إن تغيير ما بالأنفس هو الأساس . وأعظم ما يعين على تغيير ما بالأنفس هو الإيمان بالدين والوطن الذي ينشئ الإنسان خَلْقًا آخر، بما يضع له من أهداف، وما يمنحه من حوافز وضوابط، وما يرتبه على عمله من جزاء في الدنيا والآخرة.
زد عليه حان لرؤوس ان تقتطف لفسادها فقد أنكر النبي بشدة على مَن قتل عصفورًا عبثًا، وأخبر أنه سيشكو إلى الله قاتله يوم القيامة قائلًا: «يا رب: قتلني عبثًا، ولم يقتلني لمنفعة»! ويلحق بالعصفور كل المباحات التي يُحصل عليها بالصيد ونحوه، من ثروة برية أو بحرية؛ فلا يجوز العبث بها ولا المساس بها، بغير ما فيه منفعة معتبرة.
الأخوة في الإسلام تشمل كل فئات المجتمع، فليس هناك فئة من الناس أعلى من أن تؤاخي الآخرين، ولا فئة أهون من أن يؤاخيها الآخرون، لا يجوز أن يكون المال أو المنصب أو النسب، أو أي وضع اجتماعي أو مادي؛ سببًا لاستعلاء بعض الناس على بعض.
الوحدة المفروضة في الأمة المسلمة -ونحن في موريتانيا والحمد لله كذلك- لا تعارض التنوع الذي يقتضيه اختلاف البيئات والأعراف بتأثير الحضارات المختلفة، فهو تنوُّع في إطار الوحدة الجامعة، وهو أشبه بتنوع المواهب والميول والأفكار والتخصصات داخل الأسرة الواحدة، أو تنوع الأزهار والثمار داخل الحديقة الواحدة.
الأخوة الإسلامية فوق كل العصبيات أيًّا كان اسمها ونوعها، فلا ينبغي أن يفرق المجتمع المسلم ما يفرق المجتمعات الأخرى من العصبية للجنس أو اللون، أو الطبقة أو المذهب، أو غير ذلك مما يمزق الجماعات.
جو البغضاء والشحناء جو عفن كريه، تروج فيه كل بضائع الشيطان من سوء الظن، والتجسس، والغيبة والنميمة، وقول الزور، والسب واللعن، وقد ينتهي إلى أن يقاتل الإخوة بعضهم بعضا والعياذ بالله. وهذا هو الخطر، الذي حذر منه النبي الكريم واعتبره من أثر الجاهلية ، وقال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» التزييف والخداع لايغير الحقائق.
اخوتي وأولياء الأمر إن التشاور في الأمر يفتح مغاليقه، ويتيح النظر إليه من مختلف زواياه، بمقتضى اختلاف اهتمامات الأفراد، واختلاف مداركهم وثقافاتهم؛ وبهذا يكون الحكم على الأمر مبنيًّا على تصور شامل ودراسة مستوعبة.
يأمر الإسلام بالعدل في القول فأنا هنا اصدقكم القول، فلا يُخرج الغضب المسلم عن قول الحق، ولا يُدخله الرضا في قول الباطل ابدا كذلك .
يقول تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} .
مصلحة وطننا فوق كل الاعتبارات الضيقة ولن يتحقق برنامج تعهداتي الا بتحالفنا جميعا تحت مظلة الشرف والإخاء والعدل.