ربح الدولة / محمد ولد سيدي
ربح الدولة، يختلف عن ربح الأفراد، ربح الدولة يكمن في توفير الخدمة العمومية لأكبر عدد من الأفراد، وبأقل الأثمان، وهنا تدخل سلسلة الندوات الحوارية التي تنظمها قناة الموريتانية، وإذاعة الخدمة العمومية، مع مجموعة من الوزراء، والمدراء الوطنيين .
وقبل الغوص في الموضوع ننوه الى أن مدلول كلمة ” الربح ” عرفياً يرتبط بممارسة مهنة البيع والشراء، والنفوذ والسيطرة على السوق، واستخدام النفوذ حتى في الحضارات الضاربة في القدم.
وفي كل عصر، و في،كل حضارة ، وإقليم يكون لرأس المال مكانته من عهد الفراعنة و النماردة، الى يومنا هذا…
يقول بدر شاكر:
عندما لا تشعر بالخسارة ،لن تشعر بالربح،في حصاد السنة الماضية 2020 هناك إنجاز سياسي، “ربح ” للنظان وللشعب هو المصالحة والتشاور والإنسجام بين الحكومة وقوى يطلق عليها ” سابقاً “المعارضة ، وهذا الإنسجام والتلاحم والتعاضد الى حد الإختفاء من المشهد السياسي، ووسائل الإعلام، وشبكات التواصل الإجتماعي، يقود الى الإستقرار، والإستقرار يقود الى التنمية، والنجاح، فما نمت أمة إلا مع الإستقرار والإبداع والإستفادة من التجارب السابقة.
نجح هرم السلطة، أو ربح نعمة التطبيع ،ومد يد التعاون، مع ماكان يطلق عليها بالمعارضة الراديكالية،من أجل توطيد اللحمة الإجتماعية، ولكن فسيفساء، الجهاز الإداري، من وزراء، ومدراء ،بإستثناء وزارة الداخلية، والدفاع، ومدراء صوملك، ووكالة التنمية الحضرية ،والى حد ما وزارة المياه و الصحة، فإن البقية حصادها أقل من رابح، أو مربح، ويعزز هذه الفرضية، ملتقى أمس لأعضاء الحكومة، لتنشيط الجهاز الإداري، ومن الطبيعي أن تكون ثمة اختلالات عميقة، فالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وضع الكرة في مرمى الوزراء، ومنحهم حرية التصرف في قطاعاتهم، عكس نظام التقييد السابق، إلا أن الأداء لم يعكس، لا تطلعات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ولا تطلعات الشعب في المدن والأرياف، وبالتالي فإن إقرار بوجود إختلالات في تسيير صندوق كورونا يؤكد فرضية الميل الى مادون الربح في حصاد السنة الماضية، وبما أننا في عصر الثورة الرقمية، ونفوذ الآلة وتأثيرها في واقعنا المعيشي، فإن أهل المحاسبة يرون أن الآلة- الجهاز- إذا أمضى فترة طويلة، سنتين، ثلاثة، فما بالك، بأربع الى خمس سنوات، يفقد قيمته، وعطاءه،لذا يجب تغيير الإستراتيجيات، وأبسط الإستراتيجيات والخطط، ضخ دماء جديدة، لتدعيم الجهاز الإداري، فالأعمدة التي يقف عليها، قديمة، وتحتاج لدعامات فولاذية، قوية وصلبة، قابلة أن تواكب عجلة الزمن والإنتاج.
تحدث بعض المحافظين ،من صقور النهج القديم، الموسوم بالتطبيل ،و المغالطات، عن فصاحة، وبلاغة الوزراء الذين كانوا- اركلو حصيلتهم للشعب- وكأنهم غيروا من الوضع المزري الذي يعانيه المواطن البسيط في قناة الموريتانية، وإذاعة الخدمة العمومية، والحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا، ف أزمة معبر الكركارات مازالت تلقي بظلالها على سوقنا الداخلي، والزيوت والألبان، والسكر والشاي والقمح والشعير والفواكه والخضروات كلها مازالت تأتي من الخارج، وبمجرد تتأخر سفينة تحمل إحدى هذه المواد الأساسية، تحدث أزمة،والمفارقات أن تزيد ميزانيات الإذاعة والتلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الموريتانية عن ميزانية مفوضية الأمن الغذائي لمالها من أهمية والأرقام تتحدث حسب تقرير استقصائي قام به أحد الوجوه الإعلامية البارزة يقول الهيبة ولد الشيخ سيداتي من موقع الأخبار:
أنفقت موريتانيا خلال 2020 حوالي 2,8مليار أوقية قديمة على مؤسسات الإعلام العمومي الثلاث الإذاعة والتلفزيون والوكالة.
وأنفقت 1,2مليار خلال 2020على مفوضية الأمن الغذائي.
أي أنها انفقت على الإعلامي العمومي خلال 2020 أكثر من ضعف انفاقها على الأمن الغذائي….انتهى الإستشهاد،
ربح الدولة، إنجازات ملموسة، يشعر بها المواطن، وتخفف من وطأة الفقر والبطالة وتدني الأجور، والتحكم في السوق، فأسعار المواد الغذائية الأساسية، تواصل الإرتفاع من حين لآخر فبالأمس 20ل من الزيت تقترب من 9000أوقية قديمة في العاصمة، وخنشة 25كلغ من الأرز الموريتاني بثمن 7500أوقية قديمة، الى متى نعجز عن تحقيق الإكتفاء الذاتي من مادة ومواد أخرى تعد أجزاء من حياتنا اليومية رغم أحجام ميزانيات وزارات الزراعة والتجارة والطاقة؟
أخيرا، القضاء على الفساد، ومحاربة المفسدين ،وإعادة الأموال المنهوبة، وليست بالقليلة، ربح للدولة ،وللشعب، ويعزز من هيبتها، ويعزز من ثقة المواطن في القيادة، وعليه، فإن التباطؤ في تنفيذ توصيات لجنة التحقيق البرلمانية، وتقريرها عن الفساد والمفسدين والغبن والتهميش والفساد الإداري، يزيد من اللاثقة، واللا اقناع في نفوس المواطنين الذين صفقوا وهللوا وتظاهروا دعماًومساندةً لتقارير الإصلاح والتغيير ،وهذا ما عكسته مسيرة، نذيرو لا تولي، وحملة، معاً لمحاربة الفساد …
نتطلع الى استعادة الأموال المنهوبة، وتشييد مدن ذكية في هذه الربوع الوديعة، وبناء الإنسان الموريتاني ،علميا وحضاريا ،وقطيعة ابستمولوجية مع فلسفات اتهيدين، والرضا بالقليل، وتقوية اللحمة الإجتماعية، و إنقراض مفردات البؤس والتعاسة من الخطاب السياسي، محاربة الفساد والغبن والتهميش والإقصاء…