آراء وتحليلاتالأخبار

حول ” عروبية ” معاوية …/ عبد القادر ولد محمد _ وزير سابق

 

أشار الي من  يعز علي تجاهل إشارته  لكي أرد على سؤال يتعلق بعلاقة  الرئيس السابق معاوية ولد  سيد احمد الطايع
بفكر القومية العربية و ذلك  بناءا على قراءة  كتاب  ” نجاة العرب ” المنسوب اليه
..و الواقع أنني لم أتأكد إلى حد الآن من معرفة  هل هو  فعلا صاحب الكتاب  المذكور  ام أن الأمر يتعلق  بمغالطة تاريخية
.. فرغم قرابتي الأهلية من السيد الرئيس     و أواصر الود الثابت    التي تربطني بمحيطه المقرب  لا  امتلك  ولا معلومة واحدة عن نشاطاته   و لا عن اهتماماته  الثقافية  .
و كان آخر عهدي به يوم ودعناه  في المطار   و بعدها  أخرج من الحكم و لم يعد… و قد كتبت في الأسابيع  التي  تلت الاطاحة بنظامه  مقالا باللغة الفرنسية  تم نشره في الصحف المحلية و تمت  إعادة نشره في كتاب ” مورتانيا  حكاية الرمال المتحركة ”   بينت  بخلاصته  ما اراه  من إيجابيات في حكمه مشيدا  بوطنيته و  ببصماته في  تاسيس الديمقراطية المورتانية التي أعتقد ..  أننا نتفق جميعا على.. انها ما زالت  إلى حد الساعة   في فن الديمقراطية  طفلة بينها  و بين النظام  الديمقراطي الحقيقي  ابحر و جبال
.. و قد خلصت   حينها  إلى أنني سأكتفي  يذكر انجازاته  و اترك  لغيري  الخوض في  عيوبه  ..و لا زلت على ذلك  النهج   من باب  ”  شين  على فم   اشكر  العيب ”
و رغم   ذاك احاول    كلما  حل موجب أن أتحلى  في كتاباتي حوله   بقدر من الموضوعية  لكي اسلط  الضوء على   ما  كنت شاهدا عليه   في  حقبة من تاريخ البلد  لا يمكن اطلاقا  تجاهلها..
و  مع احترامي الشديد  للاراء المخالفة  لرايي الشخصي و لمشاعر  كل  الذين تعرضوا لظلم في ذلك العهد و تفهمي التام  لمشروعية  الانتقادات  في حق الشخصيات العمومية  فإنني أتجاهل عمدا  لا  سهوا   التجريح الشخصي و  عدم الإنصاف  إلى غير ذلك من الكلام الساقط الذي لا يساعد  على   كشف الحقيقة و بالطبع أعرض عن  نقاش  الجاهلين   …
و لكي لا ابتعد   بكم عن السؤال الذي طرحه الأستاذ الألم
الشيخ معاذ سيدي عبد الله
اقول بصراحة أنني  لا أعتقد أن الرئيس السابق معاوية  كان قوميا عربيا  بالمفهوم الحركي   و الاديلوجي للمصطلح  و إذا كان  طافه شيء من ذلك  الشعور القومي  في شبابه ايام  عز  حزب  النهضة  الوطنية  في مدينة اطار فإنه  أنسلخ  منه بفعل انتمائه للمؤسسة  العسكرية التي صارت عقيدته الثابته  حيث  أنه  أسقط واجب الضابط  في مهمته  على  نهجه السياسي  فكانت نظرته السياسية أمنية  بامتياز   و قد سمعته  أكثر من مرة   يقول    أن الأمن  مثل الماء هو عصب الحياة  و أن أهل مورتانيا لا يعرفون قيمته لانهم الله الحمد لم يفقدوه  و كان ذلك في  سياق  حديثه عن   الاضطرابات  التي شهدتها القارة الأفريقية في أعقاب التحولات الديمقراطية ببداية عقد التسعينيات..
.. و أعتقد أنه  بالجملة  تعامل   مع  جميع الحركات السياسية   بالمعيار الأمني  و  في عدة حالات بمعالجة أمنية قاسية .  . بل أنه اسس  في سبيل تأمين نظامه من مكر السياسيين
حزب الدولة على فكرة غريبة مفادها  انه  يتعين الحذر  من السياسيين   الحركيين  ..و هي الفكرة التي  أتت إلى السياسة بخلق جديد  يحصر العمل السياسي  في  أدب الموافقة  و ما يترتب عليه من تبعية عمياء و تصفيف مبتذل .
كما اعتفد أنني لمست في بعض أحاديثه كراهية للاديلوجيات  خصوصا  حين  تقود  أصحابها   إلى تعاطف مع جهات أجنبية  على حساب  موقف مورتانيا   الذي تمليه  في نظره حتما المصالح الوطنية   فهو  بالمختصر يرى في مخالفة ذلك الموقف خيانة عظمى  …
لا شك أن  عهده  ارتبط  بالتعريب  الذي ساهمت فيه أحداث إليمة كانت مناسبة لآخر خطاب رسمي يلقيه باللغة الفرنسية…
و قد سمعت احد  الأطر القوميين العرب   ( الخط الناصري )  الذي يتولى حاليا مهمة  سامية   في جهاز الدولة
يعلل  مساندته للمترشح معاوية  ابان انتخابات 92 بأنه  لم  يتصور أبدا أنه  سيأتي اليوم الذي يرى فيه وزير مورتانيا متفرنسا حتى النخاع    ( من فئة  اخوتنا لكور )  يجتهد  لمخاطبة المواطنين باللغة العربية!
لكن ذلك لا يعني اطلاقا أن  معاوية كان قوميا عربيا
.. فقد  قام في ظروف أخرى  لما كان قائدا  للدرك الوطني بصياغة الوثيقة المرجعية التي تم بموجبها إنشاء  معهد اللغات الوطنية و ذلك رفقة صديقة   الزعيم القومي كان  صيدو  رحمه الله   الذي سيكون فيما بعد أحد أشد خصومه السياسيين..
كما سمعت  العقيد  اءن مامادو  ببالي  يقول ابان محاكمة اجريده سنة 1987  انه هو  و  صديقه معاوية اقسما  على شرف الضابطين ( عقيدة الجيش ) ذات ليلة جمعتهما بفندق ايام  أحداث 66 أن  لا يتركا  الشعب المورتاني عرضة  للشقاق الذي سببته الأزمة اللغوية بين التيارات القومية ..
بالجملة كان معاوية بحكم ثقافته  و ميوله اقرب الى النخبة المتفرنسة لكن اسمه ارتبط  في ظروف معروفة   بالتعريب الذي يعد  مطلبا أساسيا بالنسبة للتيار القومي العربي…
و مع ذلك لا غرابة في  حبه للغة العربية   فهو  يحمل اسما  عربيا أصيلا  كما أنه  نشأ  في محيط  مليء بتلاوة القرآن و  الحديث   و السيرة  و الدعاء الصالح و  مديح ابن مهيب ..
و قد  حدثنا مفوض الشرطة الطالب احمد  قال  في  بداية   مساري المهني    شاركت في لجنة أمنية تابعة  للوزير الأول معاوية   و طلب مني حينها  أن اتولى صياغة محضر الاجتماع الأول   و لما سأل الوزير الأول معاوية  قبيل الاجتماع الثاني  عن المحضر    رد عليه   مسؤول امني    كبير   بأن   المحضر  لا يعجبه  أو كما قال بنبرة الاستخفاف    أعده  شاب عروبي
Un.jeune arabisant
فأجابه   معاوية :
Nous sommes tous des Arabisants
كلنا عروبيون….

عبد القادر ولد محمد


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى