الركب إنفو /حدث الأديب محمد (دمب) ولد أحمد ولد الميداح قال: يحكى أن رجلا من “أهل لمدافع” نزل بحي في منطقة “ادخل” وتقع بشمامه قرب روصو، بأقصى الجنوب الموريتاني، وكانت المنطقة أيامها منطقة خصبة، في حين ضرب الجفاف جميع البلاد المحاذية.
وجد الرجل الحي وقد قوضوا أخبيتهم مستعدين للرحيل، فسألهم قائلا: ما بالكم سترحلون عن هذه الأرض التي تنعم بهذه الدرجة من الخصب، في الوقت الذي لن تجدوا فيه كلأ في باقي المناطق؟ فردوا عليه بأن أسدا يسكن تلك “الدخله” التي يقيمون فيها، يعيث فسادا في ماشيتهم بكرة وعشيا، وهي على وشك التلاشي إن هم واصلوا إقامتهم بذلك البلد.
استرخى الرجل وشمخ بأنفه اعتزازا وقال: أليس هناك سبب آخر لرحيلكم غير الأسد؟ هل هو إلا أسد؟ ثقوا أنه سيصبح في خبر كان، ثم سألهم أين يوجد هذا الأسد فقالوا إن هناك شجرة تنضب (أيگنينه) يأتيها كل ضحوة ويقيل تحت ظلها.
بات أهالي الحي يبالغون في إكرام الرجل الرجل والاحتفاء به، وباتت زأرات الأسد مقترنة، وكلما زأر يقول الضيف: “ذاك اتدور اتشوفو” فلما أصبحوا وانتهت مراسيم جلسة الشاي الصباحية، طلب الرجل من مضيفه أن يريه الشجرة التي تعود الأسد على المقيل تحتها، فصحبه حتى أراه إياها ورجع، فوصل الضيف إلى الشجرة، وتسلقها حتى وصل قنتها، و أعد رصاصات في بندقيته، وكان على كامل الاستعداد في انتظار قدوم الأسد.
لم يطل انتظار الرجل، فقد قدم الأسد في وقته المعتاد اجثم تحت الشجرة، لكن عملية الاستعداد لم تطل هي الأخرى، فقد أحس الأسد بالرجل وتحرك تحركا جعل بندقية الرجل تسقط من يده لتستقر عروتها في رقبة الأسد الذي نفر من البندقية المعلقة في رقبته.
انتظر الرجل المذعور حتى ابتعد الأسد، ليذهب على أثر مطيته، ثم مر بها على الخيمة المضيفة ليضع عليها رحله، وكانوا اطلعوا على تفاصيل ماحدث، سألوه ماذا حدث في شأن الأسد؟ فأجابهم بالطلعة التالية:
ظاهر لي من گد السداد
ؤكاره بعد الجدب ؤلغراد
عن هاذ المخلوق اشبه عاد
حد إخليلو ذ المرتع
أطير لو لمگيل افواد
كان امّاس عنو لمنع
وامش مجلج ماه گاد
افبل امگيلو يتسع
ؤ هو گاع امگيل ثقيل
و الِّ شورو كامل يخلع
واشگال أطير لو لمگيل
ؤ عاد امل عندو مدفع