ساحر تائب يكشف أسرارا من ممارسة السحر أغرب من الخيال
اختص في سحر القبور لمدة 25 سنة
يُخبئ تحت العتبة ويُخفي تحت الوسادة يُرش في الطعام يذوب في الشراب يدفن تحت المقابر يوضع في كفن الميت، يقال إنه يُربح الثروات يقال إنه يعيد الحبيب ويجلب الحظ، يصدقونه ينجرون وراءه إذن هم في دائرة الخطر هم في شباك مشعوذ، أغلب النساء اللواتي يقصدن السحرة والمشعوذين لأجل مشكلات في الزواج، أما الرجال فبسبب المال، الأميون هم أكثر الناس ترددا عليهم، لكن كل هذه المعطيات تؤكد تجذّر هذه المعتقدات في مجتمعنا بقوة.
حسيبة موزاوي
بعدما تطرقنا في الجزء الأول إلى حقيقة السحر والشعوذة وشهادات حية تطرقنا هذه المرة إلى قصة يصعب تصديقها، قصة ساحر قضى قرابة 20 عاما يمارس كبيرة من الكبائر، ويرتكب من أجل أن يعينه الشيطان عليها كل أنواع الموبقات والكفر الأسود حتى أنه كان يسجد للشيطان من دون الله ويهين المصحف الشريف إهانة يعاف اللسان حتى عن ذكرها لكن شاء الله تعالى أن يتوب وأن يقاوم الشيطان ويترك هذه المعصية، لكنه لم يكتف بذلك وتكفيرا عن السنوات التي قضاها ساحرا أصرّ أن يوصل إلى كل الناس مساوئ هذا العالم الشرير ويعرض تجربته لعل القارئ لقصته يجد فيها العبرة والموعضة).
يرث السحر عن أبيه وجدّه
أنا كنت مشعوذا وساحرا وأكثر من ساحر، مارست مهنة السحر والشعوذة لمدة 25 سنة والأمر ليس سيطرة على الناس وإنما هناك علم اسمه علم الغيب يعني عندما يجلس أمامي رجل أو امرأة أو أي شخص أقول له أنت فلان ابن فلان وأعطيه تفاصيل عن حياته ربما لا يعرفها إلا المقربون إليه وبالمدة التي وقعت فيها هذه التفاصيل والأحداث يصدقونني ويتعجبون لأمري، أخذت هذا السحر عن أبي والذي ورثه هو الآخر عن جدي، أبي كان مشهورا كثيرا بهذه الأشياء يعني كان (طالب كبير) في ذلك الوقت كانوا ينادونهم ب(الطلبة) وليس الشوافين أو السحارين وربما سمعتم به كثيرا، ومن المتعارف عليه في هذا العالم أن الشياطين لما يرون الساحر يتقدم في العمر ويقترب إلى قبر الموت يختارون أحد أولاده وأنا وقع الاختيار عليّ، أنا لما كنت صغيرا كنت (أتيبس) يعني سكنني جن لكن من المفروض عند عامة الناس في هذا الوضع يجب أن أرقي يعني يستعينوا بالله لكي يخرج هذا الجن لكن في حالتي كان العكس، أبي كان يستعين بالشيطان ويسخر هذا الجن الذي بداخلي ليضيفه إلى الشياطين التي تتعاون وتتعامل معه، كان يأخذني أينما ذهب مع كل حالة تأتيه يجب أن أكون برفقته، حتى المقابر في الليل أو مع الفجر من كل صباح.
شروط الدخول إلى العالم الغريب
هناك شروط يجب أن يتبعها الساحر ليندمج في عالم السحر وكل السحرة تنطبق عليهم هذه الشروط يعني أطلب من الله العفو والمغفرة أول هذه الشروط الكفر الصريح بالله وكتبه ورسله والملائكه، وكلما كان الكفر أقوى والابتعاد عن الله يقترب الشيطان أكثر وأكثر ويستجاب للمطالب، ويجب أن تجعل والعياذ بالله القرآن حذاء مدة 40 يوما، وتدخل به إلى بيت الخلاء 40 يوما ولا يتم الاغتسال من الجنبة أو الاطّهار منها، أو الجلوس في أماكن فيها الذكر والقرآن أو تدخل بيت فيه القرآن أو تستمع للآذان أو تقيم الصلاة، فإذا سمعت المؤذن يتم نعله، بقيت 18 سنة أسجد للشيطان من دون الله سبحانه وتعالى هذه الشروط التي نفذتها وأصبحت أمارس السحر والشعوذة.
ممارسات شيطانية لخداع الناس
وبعد تأكد الشياطين أن هذا الإنسان أصبح مطيعا لهم وعاصي لله سبحانه وتعالى يسمحون له بممارسة بعض الأعمال الصالحة ظاهريا ليخدع الناس مثلا الصلاة أو الدعاء وقراءة بعض الآيات، حمل المصحف أمام الناس ليبين أنه إنسان ملتزم لكن هذا في الظاهر فقط وأمام الناس، حتى أن الساحر باستطاعته دخول المسجد وهو غير طاهر والهدف من ذلك كسب ثقة الناس، يصمت قليلا ليستغفر الله عدة مرات ليواصل الحديث (ربي عالم) كنت في أكثر الأحيان أدخل المسجد على غير طهارة وكل السحرة يمشون على هذا المنوال وكلما أعود للمنزل يفرض علي أن أسجد لكن للشياطين والعياذ بالله كان كل ما يأتيني شخص أعرف مشكلته وسبب مجيئه بدون أن يصرح لي وألبي طلبهم.
مختص في سحر المقابر
مرت الأيام وأصبحت معروفا والكل يشكرني لأنني كما يقولون (شاطر في خدمتي) كانت مطالبهم تختلف بين سحر الزواج أو الإنجاب وأشياء أخرى، هناك أنواع من السحر هناك حتى الذي يؤدي إلى الموت لكن أنا لم أكن أمارسه، كنت أمارس السحر الذي يدفن في المقابر وهذا السحر لديه وقت خاص إما في الليل زو في الصباح الباكر وهو من أخطر انواع السحر، فالشياطين تخرج من جحورها في الليل ويصبح جسدي كله يرجف كان الشيطان يتلبسني وعندما أذهب عند أي شخص لأذيته أدخل إلى المرحاض لهدف التوضؤ لكنني أؤدي بعض العبادات الشيطانية، كنت كلما دخلت المسجد أفر هاربا ما إن تنتهي الصلاة بحجة أنني مشغول لأن المسجد ليس مكاني بل مكاني المراحيض، مكان القذارة ومجلسي مجلس الغيبة والنميمة والشيطان أصلا مهمته إغواء الناس وإبعادهم عن طريق الحق هكذا كانت البداية. لكن صدقوني مهما كان السحر عظيما يأتي يوم وينقلب السحر على الساحر وأنا انقلب علي وقعت في مأزق كبير ناديت الشياطين في تلك اللحظة فسمعتهم يضحكون ساعتها أنزل الله عليا سكينة وصبرا جميلا استغفرت الله وإن شاء الله يغفر لي الله سبحانه وتعالى أنا أشركت بالله لكن مغفرة الله واسعة وهذه رسالة إلى كل من يمارسها او يفكر في الذهاب إليهم.
سحر القبر المنسي …من أخطر أنواع السحر
سحر المقابر … وضعية كارثية تعجز الألسن حتى عن ذكرها تعيشها مقابرنا منذ سنوات، فمن المفترض أن تكون هذه المقابر عنوانا للاستقرار الأبدي للموتى إلا أن فئة من الناس فضلت أن تمارس طقوس السحر والشعوذة وتدنس كل عزيز وتتحدى كل رقيب بممارسة أشياء تقشعر لها الأبدان وهي نبش القبور ووضع أمور السحر والشعوذة في التربة المقدسة لقبور الموتى، دخلنا برفقة إمام إحدى المقابر هذا المكان الذي يعتبر المأوى الأخير لكل إنسان فعندما رأيناه أصبنا بنوع من الرهبة والخوف واقشعرت أبداننا لكن وجدنا ما يدفن فيه غير الإنسان، سحر القبر المنسي أنه من أخطر أنواع السحر وأشدها تأثيرا وفتكا، ففي كثير من الأحيان يقصد المشعوذون والسحرة المستشفيات وبالذات مصلحة حفظ الجثث ويسرقون الماء والصابون الذي يغسل به الميت قصد استعماله لصد أي رجل أو امرأة عن الزواج مدى الحياة ويتم دفن هذا السحر في إحدى القبور المهجورة القديمة أو المنسية وبالتالي يبقى تأثير هذا النوع من السحر قائما لأطول مدة ممكنة إلى أن يشاء الله أن تتم إزالته. ونحن نجوب أروقة المقبرة وبعد بحث كثيف وجدنا أشياء يعجز اللسان عن وصفها حينما اقترب الإمام الذي رافقنا من إحدى القبور المنسية وإذا كانت المفاجأة ملابس داخلية لرجل مدفونة تحت القبر مشهد تقشعر له الأبدان واصلنا البحث وإذا به يخرج كتاب الله المقدس من تحت التراب وهو يقرأ طوال المدة القرآن الكريم، صدمنا لرؤية هذه المشاهد لنجد أيضا صورة لشخص لا تبدو ملامح وجهه بسبب قدم تواجدها في هذا المكان مرفقة بطلاسيم غريبة لا يمكن فهمها.
القانون لا يعاقب إلا بعد ثبوت الضرر
ونحن نكتشف هذه الأشياء كان دائما سؤال يتبادر في ذهننا أين هو القانون وكيف تمارس مثل هذه الأشياء في بلد مسلم له دين وتقاليد وأعراف لذا قمنا بربط اتصال هاتفي مع المحامية (م. خليدة) التي أكدت أن هذه الظاهرة متواجدة منذ القدم إلا أنه في المجتمع الجزائري أصبحت تمارس كالتجارة، وتكون عواقبها في الأخير وخيمة وخطيرة، موضحة أنه فيما يخص ممارسة هذه الأفعال قد وضعها المشرع الجزائري في باب خاص والمتعلق في باب المخالفات المتعلقة بالأشخاص في نفس المادة 456 من قانون العقوبات التي تنص في محتواها أن ممارسة هذه الطقوس يعاقب عليها القانون بغرامة مالية تقدر بين 6 آلاف إلى 12 ألف دينار جزائري وقد تصل إلى عقوبة الحبس أكثر من 5 أيام لكل شخص، لتواصل المتحدثة قائلة أما بالنسبة للأشخاص الذين يقصدون مثل هكذا الأماكن في حقيقة الأمر القانون غير واضح، لم يخص عقوبة أو تهمة خاصة لمثل هؤلاء الأشخاص، فالعقوبة تكون متى ثبت الضرر وتكون شكوى مرفوعة من قبل المتضرر مصحوبة بشهادة طبية لا أكثر.
السحر من الموبقات السبع
ولمعرفة رأي الشريعة في هذا الموضوع أوضح لنا الإمام الذي رافقنا إلى المقبرة قائلا (السحر كبيرة من الكبائر وربنا عز وجل يقول (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)، فالسحر آفة من الآفات الخطيرة وقد اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات وقال اجتنبوا الموبقات السبع، ولعل الإنسان الذي يلجأ للسحر إنما يلجأ من خلال خلل موجود في نفسيته وعلة تقدح في شخصه ومرض وسقم إنما يتصرف من أجل أن يؤذي، فالمرض الموجود في نفسيته هو الذي يدفعه دفعا لارتكاب هذه الآفة والعياذ بالله. ووجدت في تقارير كثيرة بأن كثيرا من الناس يعمدون إلى أنواع شتى من السحر ومن أشد الأنواع أن يلجأ الساحر ومن يعتقد بذلك إلى تلك الوسائل التي يحتاجها الإنسان في دفن الميت، أي أن الناس تلجأ إلى هذه الأمور وكثيرا، ويستعملون أدوات تغسيل الميت للأسف الشديد حتى أن بعضا من الناس يبيعون قارورة ماء تغسيل الميت ويتنافس السحرة على شرائه لاعتقادهم أن الصابون الذي يغسل به الميت أو قطعة من كفنه أو قطرات من ماء يغسل به الميت ليقذفوه على امرأة ظنا منهم بأنهم يحبسونها عن الزواج أو شاب يحبسونه على الزواج وهذا كثير ما يقع للأسف. ليواصل الحديث فليتقي الله هؤلاء جميعا إننا أمة تؤمن بأن الله عز وجل مطلّع على كل شيء، (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)، نعجب أشد العجب لماذا يحقد الانسان على أخيه، لماذا نحسد بعضنا البعض ونستخدم السحر من أجل ضر الناس هو نوع من الحقد ومن الحسد والحسد لا يمكن أن يشفى منه الإنسان إلا إذا تاب توبة نصوحة لله عز وجل.
نقلا عن موقع جَزَايْرِسْ