ثقافة

من روائع الحكايات والأساطير الموريتانية”(12) / د. محمدو ولد احظانا

من حكايات الأسود:
حكاية المرأتين السباحتين وأسد النهر:

“قيل لكم في ما قيل لكم، والبال لنا والبال لكم، والبال لأولاد المسلمين”:
إن امرأتين من أهل “اجبي” في الدخيلة، كانتا عائدتين إلى أهلهما في شمامه، و لكي تعبرا نهرا عريضا يحول بينهما وبين أهلهما سبحتا في المياه العميقة، وكانتا سباحتين ماهرتين، فلما بلغتا منتصف النهر لاحظت إحداهما أن أسدا سبح في أثرهما لكي يتغدى بإحداهن وبهما معا، فقالت إحداهما للأخرى:
– سيدركنا الأسد بعد قليل، لأن المسافة بيننا وبينه تتقلص. اسبحي أنت ولا تلتفتي خلفك، وأنا سأحاول أن أتحايل عليه، وأشتت انتباهه، عل واحدة منا تنجو.

****
فكرت المرأة التي تراخت في سباحتها تفكيرا سريعا:
هل تسبح في اتجاه أخر حتى تشتت انتباه الأسد؟ أم تتصرف تصرفا آخر؟
لكنها استجمعت شجاعتها- والتخمين سريع- وقررت المواجهة غير المتكافئة.
كانت تسمع عند جدتها وهي صغيرة أن الأسد إذا كان في النهر يكون خفيفا الوزن، وأنه إذا شرق من الماء، وامتلات مناخره منه اختنق ومات.
فقررت على عجل أن تجرب حظها، وغاصت تحت الماء. وسبحت تحت الأسد حابسة أنفاسها حتى مر من فوقها ناشدا صاحبتها، فأمسكت ذيله بكل قوة وغاصت به أسفل، ولم تلق أي عناء في جره إلى الأعماق.
تخبط الأسد في الماء وصبرت عليه حتى امتلأت رئتاه ماء في لحظات لمفاجأتها له وحبسها له، ولم تفلته إلا بعد أن تيقنت من غرقه تماما.

****
خرجت المرأة إلى سطح الماء وهي تغالب الإغماء لطول مكثها تحت الماء حيث لم يتح لها أن تأخذ نفسا إلا أثناء معركة إغراقها للأسد وتخبطه فوق اللجة.
سبحت المرأة الشجاعة إلى الشاطئ. بصعوبة حتى وصلت، وجلست تستريح تحت شجرة ظليلة وهي لا تصدق أنها نجت. فسألتها صاحبتها:
– كيف أغرقت الأسد بهذه السرعة؟
– لقد أمسكت ذيله وسحبته إلى العمق وتركته في القاع. وإذاكان قد مات على ما اعتقدت فسيطفو بعد قليل على سطح الماء ويجرفه تيار السيل غربا.
– إذا، لنتخفى عنه بين أغصان الأشجار إذا لم يكن قد مات.
– أصبت. هيا.

****
بعد حين….
طفت جثة الأسد على صفحةالماء وجرفها تيار النهرغربا وعادت السيدتان ظافرتان إلى حيهما، وتحدث الناس بحكايتهما البطولية.

****
“وأفردت أنا نعلي ورجعت إلى أهلي سالما أحدث بحكاية السيدتين وأسد النهر، دائرأ عن دائر.”

سؤال البارحة بمناسبة السنة الشمسية الجديدة للترويح:
(ما ذا تتوقعون أيها القراء الكرام؟ هل نجا الأسد وأدرك السيدتين وافترسهما؛ أم طفحت جثة الأسد على سطح الماء وجرفها تيار النهر غربا؟)

أجابني متابع واحد لكن إجابته صحيحة، فله الشكر على التفاعل..

****


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى