الأدب الحساني

الطلل والموسيقى”.. الثنائية التي شغلت أدباء منطقة الحوض الغربي/ الأستاذ: الداه شيخاتي

بسم الله الرحمن ارحيم

“الطلل والموسيقى”.. الثنائية التي شغلت أدباء منطقة الحوض الغربي وأثرت في إبداعهم

رغم شح مصادره وعزوف المنشغلين به عن تدوينه، وتجاهل القائمين على الأمر لدوره في ترسيخ الهوية البيظانية واستصغاره من قبل بعض النخب ومحاولة البعض الآخر تغيبه وجعله هامشيا، ظل الأدب الحساني مرآة عاكسة لحياة أجيال عم صداهم أفق سماء البيظان، وتناقل الركبان ما أنتجوه من لذيذ الشعر ومخاطبة الوجدان، فكان شعراً نابضا بالحياة مسكونا باللحن يخاطب الطلل مخاطبة الصديق ويودعه شكوى الغرام وتقادم الأزمان، مترجما الأحاسيس بصدق والتزام بأدق تصوير وأجمل تعبير في جميع مناطق الحوض الغربي: فوگ التخمام اركبت شور المنه طرب وامنين ابط جلبت وارگبت اعل گلب.
وعاش على أديم هذه المنطقة أدباء كبار متمكنون من ناصية “البدع” لا يشق لهم غبار، عشقوا الأرض وساكنيها، والموسيقى وعازفيها، من هنا كان لزاما علينا أن نغامر معكم في استنطاق ما خلفوا من موروث بديع متجاوزين بعض الأغراض حبا في الاختصار، ونهدف هنا إلى الوقوف على ما وقفوا عليه من أطلال عظام مستمتعين بما حكوا عن انتماس وآوديد وقوراس وتگرين وعن لرحال.
ولأن المنهجية تقتضي ذلك، سنقف مع عنوان المحاضرة وقفة قصيرة، حتى ندرك معنى الطلل؟ وماذا نعني بالموسيقى؟ ومن هم أولئك الأدباء؟، لنخلص إلى مضمون المحاضرة، وهو إلى أي مدى أثر الطلل والموسيقى في أدب هؤلاء؟.
أولا: الأطلال: جاء في المعجم الوسيط أن الطَّلل هو: ما بقي شاخصاً من آثار الدّيار ونحوها، فالطلل في الموروث الحساني وإن اتفق في الاسم مع مقدمات القصائد العمودية القديمة التي بكى أصحابها واستبكوا ووقفوا على الأطلال وخاطبوا الديار وشببوا، فإنه لدى الشاعر الحساني غرض مستقل قائم بذاته ومقصود، وليس مجرد مقدمة تنبيهية يستخدمها الشاعر لينتبه الممدوح إليه ثم بعد ذلك يتخلص إلى مدحه، فيكون ذلك حافزا للحظوة ومضاعفة العطاء، وهو ما جعل المتنبي يعترض على هذا التكلف والتصنع: إذا كان مدح فالنسيب المقدم أكل أديب قال شعرا متيم”.
إذا نحن نقصد بالطلل هنا الخريطة الجغرافية التي رسمها الشعراء بأبدع ريشة، والمسرح الذي دارت عليه أحداث تاريخية مفعمة بالوجدان في سماء الحوض الغربي، بدءا ب: شايف افم اگجرت ابانت ورقان اعين احمد مولود مرورا بامجيبير اجبر وتنبب والواد والمدوب والطرطيگة وام أمقيريف والبيجوج وصولا إلى التيكفاية ولزاز وترني وتنحماد والتيشليت اصكني.
ثانيا: الموسيقى: ونقصد بها التيدينت، تلك الآلة الموسيقية التي يعزف عليها الفنانون بطريقة معروفة لديهم، بدءا بكر وفاقو مرورا بسنييم، وصولا إلى لبتيت، لكن حديثنا عنها سيرتكز أساسا على ما يسمى بالفتح أو اغن الفتح محكمين قاضيها العادل أحمد ول بوب جدو جالسين معا في خيمة احسسن( أهل دندني) تاركين القوس لباريها يعزف لنا سمفونية قوراس بأنامله الذهبية شيخن ول أباشَّه، لينتهي المجلس عل عناق مع ول احمد للحاج وسيد المصطف ول اتلاميد، ذلك العناق الذي سيذوب في آخر ردة من بيگي عظال.
ثالثا: الأدباء: أما الأدباء فسنقتصر في جانب الطلل على: سيد المصطف ول اتلاميد وول الداودي والتيجان ولد سيدي ولد خيري واحماه الل ول الكيمي وول بباجة ومحمد الامين فال ول يباوه وامهادي ول أوجه وعمري ول أساتيم والفنان المقتدر أحمد ولد بوب جدو، وفي جانب الموسيقى على: سيدي عبد الله ول الشيخ المهدي وول أحمد للحاج والعلامة صالح ولد عبد الوهاب.
وبعد هذا التمهيد والتقديم نصل إلى كنه المحاضرة وطرح سؤالنا الجوهري: إلى أي حد أثر الطلل والموسيقى في هؤلاء؟
حين نحاول استنطاق ما بين أيدينا من نصوص القوم، سنلاحظ ذلك الدور البارز والتأثر الظاهر والخط الرابط بين تلك النصوص فيما يخص ظاهرتي الطلل والموسيقى .
فلتستمعوا مثلا إلى نص سيد المصطف ول اتلاميد، حين يحاول استحضار تلك الأطلال بعفوية ويرسم بها خريطة بديعية، جاعلا منها شريطا عازلا لولاية الحوض الغربي منطلقا من آخر طلل ينتمي إداريا إلى ولاية الحوض الغربي وهو من جانبها الشرقي “قرچوگ وبانت ؤصام صك ابيلهندات “حتى آخر نقطة تربطها بجانبها الشمالي لعيون أمگف لكحلات، جاعلا من الطلل مؤنسا مستحضرا بذلك تلك المسافة القريبة في قلب أديبنا المتباعدة جغرافيا، حيث يقول:
دون ألِّ شوفــــانُ يشرحْ لخلاگ إيل كان إستحفاتْ
بـانت، ورقـان، ؤعين أحــْ ـمدْ مولـود، ؤبيلهنــداتْ
ؤدون ألي من بعد محشوشْ گلبي وبتخمـام مقشـــوشْ
وعن بقي إلِّ غيرُ منيــوشْ فگفــــاه ؤگــدامُ نَـــداتْ
وظهر بوعنز، ؤفم إدمـــوشْ. ولعيـــون، ؤدخل إمكريَــات
ولژاژ ، ؤدون مـــقـــــروشْ ترني، وگــراف إبريشـــاتْ
ؤدون ألي من بعد مهيــونْ گلبي وبتخمــامُ مگـــرونْ
للــدلال ؤلاهُ بلهــــــونْ حسبيلُو ݣعدُ جگرگــــاتْ
وگادل، وم الخز، ؤعيجــونْ وزيرت صام ؤصك، أصراتْ
من تخمام الفگد الي جابْ عزمي والبعد إفكل إترابْ
ذان نعذب يالتـــــوابْ بالتشباش ؤلخلاگ ابكـاتْ
لزم إخــلاگي منها يگرابْ قرچوگه گعدت وقبيبــاتْ
والواد ؤمليق ومــگـــابـْ ـلْ إكحالْ أُمگف لكحالاتْ
ونجد عبد الرحمن ول الداودي، يبدأ من حيث انتهى سيداتي شمالا، حيث مضارب الأهل والأحبة في امجيبير اجبرة، متجها نحو لحدادة غربا بدقة قل نظيرها جاعلا من الطلل درعا تقيه السنة “الگراظ” ويمنحه الدفء والحنان، إلا أن الذي فيه “المراد افيه الطمعه ذلي تلياع مايبر”، حيث يقول:
ذَ الِّي تليـاعُ مَــايبرَ وَانَ وايّــاه ابلا ربعَ
من حكم امجيبير أُجَبْرَ أمنحرْ لگلَيبَاتْ السبعَ
أحكم إنيمش والمخروگاتْ والعگلة، والعين، أُلگــلاتْ
والتيشلــيتْ، ألگليبــاتْ السّبعَة، وانبــاكْ الظبْـعَ
هذُو نعـرف فيهم ليــلاتْ تســـعَة، وِلا گلُّو سبـــعَ
واتزاريگْ ابهگ مندفعاتْ ف الگــلّابة وشعَ وشْعَ
واتژرگِيگ اجغــامِ لَغْـديرْ من لمسايل دهر القديرْ
وِگرجَــــان، أُيَمْ اتگدويرْ اکحالْ اندرمـــوز أُرَگعَ
أُوّكر انصفني، واتذرذيـرْ بَهْگْ امن الكديَ منگطعَ
هذا وكر إليّع واشـــريرْ غير المعلوم امن البقعَ
امن الواد امنَــادم گوّاد گام امشرّگ ينظر لحداد
خد الواد إلى گد أُلادْ من بُــودمغَة گد المنعَ
ونْفَدْ لگليتَ من مِـرادْ ذاك انسمُّوه اسعَ مسعَ
ژدف اخلاگي غير المرادْ عندي واللي فيه الطّمْعَ
ذَ الِّي تليـاعُ مَــايبرَ وَانَ وايّــاه ابلا ربعَ
من حكم امجيبير أُجَبْرَ أمنحرْ لگلَيبَاتْ السبعَ
وهذا التيجاني ول سيدي ول خيري، يحدثنا عن أطلال ظلت قرونا طوالا ديارا للأهل معترفا بحبه لهم، معللا ذلك بما لا يدع شكا في تعلقه بهم، بقوله:
الجار أن عزت ذا من لبلاد كون أن لوايل لخيار
كان اديار الهم واحن عاد آن عاكبهم زاد اديار
ويقول:
أكجرت، ابيظه ، ومـــاتْ لخبر، والبيبة، واحسيـاتْ
ابلمحــاظرْ، وتويشــلاتْ ولْعدِ نبقـوهم، وجَّـــارْ
لبيظْ نبقُـــوهْ ألعوينــاتْ والحفر و اكليب المصادرْ
تشكــانِي واتويمــراتْ. لحليليفيَـــات أُلَجـــارْ
أنَّ عزت ذا من لبلادْ كون أنَّ لوايــل لخيـارْ
كان اديار الهم واحن عادْ إنَّ عـاكبهم زاد اديـارْ
وهذا حماه الله ولد الكيمي ينتظر في لحظة مفصلية من حياته وصول من ينتظر إلى الموضع المسمى أشايف، ضاربا بذينك العصفورين حجرا واحدا:
نبقي نعرف ذ الهون رد بين الراقب بشايف
كانُ سامعه عند حد. ولل يكانُ شايف
وهذا محمد ول الغوث ول بباجه فتى الحلة، حين تدور في ذهنه لحظة خاطفة بعد أن وقف على تلك الشخوص المتناثرة لتلك الشجرة المعروفة بظلالها الوارفة وبأنسها وأنيسها وخيولها ومجالسها الطربية، فيطوف به الحنين ويعزف على دقات قلبه ذلك النص الخالد المملوء تحسرا على ما أصاب تلك الشجرة من صروف الدهر ويقينا بتصريف الخالق، صابّاً جام غضبه على أولئك البدو الرحل “غير الرحالة ماه اعمار”، حيث يقول:
شوف التيكفايَ صحيحْ اجدرهَ نعرفه والــريحْ
اعليه تتكرع واتميحْ كفتهَ خظرة والنَّــوارْ
كادلهَ مَـامتهوم اطيحْ والخلق امَّــاسيه عقَـارْ
وزوان امگيم لبـريحْ افظل اظحاه كل انهارْ
والين ازول اظل ابيحْ بيكي يفَـاوت بتصبـارْ
واتلاويح الخيل اتلاويحْ غير الرحالة ماه اعمَــارْ
من تصريف الحي الرؤوفْ شوفت تيكفـاية قفـار
وزربه كبلته منســوفْ وجدره عَـاد افبل غارْ
واجماعتهَ متاتْ اتشوفْ عينك منه رداد اخبَـارْ
وهذا محمد الامين فال ول يباوة يسرد لنا تفاصيل بعض من المناطق الجميلة، والتي حركت وجدانه، وأثرت في بصره روعة وبهاء وحسنا قل نظيره، لكن حين تذكر مرابع الأهل ومراتع الصبا أظلمت الدنيا في عينه: “گال امن اخلاگ هذا سط”
شفت انوار، أُتـــومُ زلّينْ وابطــاحْ افريْوات الثنتينْ
اُشفت الگَفْلَه وُوْديْ العيْن الخظره، وألا شفت اكشطْ
اُ تاگُ يامس من بلْ امنينْ زاد اتّحت اعلَ الخط اخلطْ
اُ غارشْ عن هذا كامل زينْ فالعيْن، أُتِيَّــارُ، والخــطْ
واكْتنْ حجلُــولِ يالَطِيفْ ادوَيْرَات انزلْنَــاهُمْ گطْ
بِالطّرطَيْگَه، وامْ اغَيْرِيفْ والْبَيْجُوجْ، أُلَگْرَافْ، أُشَطْ
احسَيْ الدَّفْعَه، تَوْ الصَّيفْ گالْ امْنَ اخلاگِ هذا صَطْ
وهذا امهادي ول أوجه يتمنى أن يعود به الزمن إلى الوراء، ليضع عصى الترحال عند “لحسي” ويرجع “لحسي” إلى عهده القديم كما كان، ويعود امهادي كما هو محاولة منه لتدوير الزمن في لحظة فارقة من حيات صاحبنا، حيث يقول:
يلالي من صاب انزلنـاكْ يلحسي امنيزلنَ ذاك
وجهرنَـاك أُرگبنَ مَــاكْ وعدنا كل وقيت نججوكْ
كيفت حيلتنا ذيك معَـاكْ يلحســي الْيالينَ ذوك
ورجعت إنت هو هذاكْ ورجعنَ احنَ هومَ هاذوك
وهذا عمري ول أساتيم يتحسر على ما مضى من الزمن في “انيور”، وحين عاد إلى مرابع أهله وأحبائه ألزم عينه أن تسيل دموعها فرحا بتلك الربوع، حتى أنه يكاد لا يستوعب الحالة الشعورية التي أصابته بقوة الدهش ويستشف ذلك من قول:
يعيني من عاكبْ لغرورْ ذاك ألِّ فوتي فنيُــور
والتجلاج الكامل مصبورْ أمنينْ أمركتيــلُ ظني
شوفي گلب أمشابه كامورْ راص ألـــژاژ، أُتـــرنِي
لزمك دمعك يمشي تفياخْ شوفي يالعين أُور دنِي
تنحمادْ، أذاك البخَــاخْ والتيشلـيت، أُصكـــنِي
وهذا الفنان المقتدر أحمد ول بوب جدو يصرح بتعلقه بهذه الأرض مرتع الأحباب والأهل، وخاصة” ذاك العلب النابي”، ويبدع بؤسلوبه الفذ وتعابيره الرنانة والفاظه المناسبه:
ألا لُكنت المولْ اشقاب فـ الدنيَ مزلت ؤالاَحباب
والل نبغي مزلت اتراب والل مزلت اعل بابِ
نبغِي ذا كامل من الاَعلاب ؤنبغِي ذوك العلب النَّابِ
مخلاه الِّ فوگُ دار اذهابِ عن بل أحبابِ
ؤهو زاد الِّ شفت النار اعليه ؤجيت امن اذهاب
والأمثلة كثيرة..
ولتسمحولي أن أنتقل بكم إلى الشق الثاني من المحاضرة، وهو الشق المتعلق بالموسيقى، حيث سنكتفي بحكاية بعض النصوص المتعلقة بهذا الجانب تاركين للجميع “حگ” الاستمتاع بجودة تلك النصوص، لئلا أشوش عليهم بتلك القصص المشهورة، بينهم فهذا الفتي السالك ولد الحاج يقول مخاطبا أحمد ول بوب جدو:
يَ أحمد من لبياظ إلَ طابْ خلي عنك جيهة لكحـــالْ
واخبطلي لعتيگ ولكـلابْ والرمگاني واخبط ْ لرحَــالْ
وإلا درت اتروژ أتكحـــلْ مَــانك لاهي بعد اتزحـلْ
گــوم امعظل لا تتوحــلْ كـافي من لكحال أعظــالْ
واخبط بيگي فم ونحّــلْ تگنعلك شعار التنحَـــالْ
وخبط رتفد ماني عـاني يحمد محصر ولبــراني
وخبط للـــواگي وراني نعرف عن ذا لكحال گبالْ
ولي ماگلتو عســـراني گولو لا بدالو ينگـــالْ
أخبط للبله أولترهـاجْ واخبط للموضع لا تعواجْ
عن شور الموضع ول الحاجْ مخلوق مسگم من لقلالْ
يختير ألي لاهي يتحَــاجْ من لشعار إيواسيك افصالْ
يَحمد..
وهذا الفتى سيد المصطف ولد اتلاميد مخاطبا أيضا الفنان أحمد ول بوب جدو:
يَ أحمد يلِّي بيك أتمونيكْ كل أخلاگ أفهول التنحــالْ
يلي من سغرك گالت فيكْ فت النــاس ألاهِ ينگــالْ
كانك نگريت أفكل أوقيتْ فالهـول إلين ألحگ لبتيتْ
سبگلك بيگـــي وإل جيتْ أعلَ رداتو مـــانك مــالْ
تم أفلبتيت أنشدلك بيتْ راهُ ذاك إجيب إلِّ قــالْ
وأخبط لتغنزير أعظـــالْ وأخبط لخبال أولاتنظــالْ
وأخبط رتفد محصر لطالْ لخبيط أتجيبو بالتفصـالْ
والرمگاني جيبو يالبـــالْ راهــوالك شورو مــزالْ
وأخبط للبرانِ منظــــالْ وأيّاهْ الواگي يلِهـــلالْ
وأخبطْ للبُله أولاتگـــدرْ بخبيطك كون أتجيبو فرْ
وأخبط شور التعگال أبذرْ أعليك أخبيطو مايزحـالْ
وأمسيكنــات أعليهم مرْ يخيــار إلِّ يطرح للـدالْ
وأترك عنك ذَ الحال ؤتيگ بخبيطك هك أعلَ لعتيكْ
وأخبط لدخولو بتزرگيگْ عاگب ذاك أخبطلك لرحالْ
وأخبط للبدع أو لطّوليــگْ وأخبط لغزيّلْ يَالنهــوالْ
وأخبط لكلاب أواسي سيگ هذا لخبيط أورَ لكحـــالْ
وآن سيد المصطف في افريگ من “تنـوَ “ياالشــاعر لهلالْ
أندورك كانك خلگ الظيگ فالشعر ولل خلگ اخبال
أتعود أتگيسك بتلاحيگ لاه أدور عندك لفصـــالْ
يَ أحمد..
وهذا سيدي عبد الله ول الشيخ محمد المهدي مخاطبا مولاي أسماعيل ولد أباشة:
تَخبطْ قَوراس اِبْلانزاعْ جِبتُو وُاتْجيب أجنـاسُو
شاعر غيرك فالحگ گّاعْ رابطْ راصِي قَـــوْراسُو
تَخبطْ لِلمَيز ؤتَگّْـــرينْ تخبطْ لَقيام اِخبيط زين
تخبط للــرّجّ اِبلالْهِيــنْ وَژوانــــك تِخنــــاسُو
افمقچّــــوگه فَمّْ زينْ ؤزين اِمَّلِّي تنقـــاسُو
تخبط فالهول اِخبيط سيگْ ؤتخبط لكــلاب اِبْلاعْتيگ
ؤْتخبط لگريّن بطّْليگ فِيه اِلشِّعْرَه لَكـــــاسُو
عند اِلتُّلاه ؤْفَامْـــرِيگْ مَـــا يَعرفُو شِـــواسُو
ليخاطب أحمد ول دندني بعدها بقوله:
ما ايگدْ إعانَدكمْ فـرْ شاعرْ استنبَطْ باتمَيْريرْ
زَينْ لَخْبيطْ ؤكانْ اكْثَرْ فيهْ لَمْدير ؤعادْ اشْريرْ
كلْ شاعَرْ خبْطْ انتَماسْ وَاوْديدْ ؤخَبْطْ التَّتْيـاس
واجْرادْ ؤيخبط للسّــاسْ زَكْرُ واخبطْ باتنَاعيـرْ
زادْ گِيراتْ اخبيطْ اجْناسْ فاظْهورَ يَگْلعْ وإديرْ
ذاكْ رَيتُ ياسَرْ فالنَّاسْ زَينْ هولُ كامَلْ يَغيرْ
ما ايگدْ إعانَدكمْ فـرْ شاعرْ استنبَطْ باتمَيْريرْ
زَينْ لَخْبيطْ ؤكانْ اكْثَرْ فيهْ لَمْدير ؤعادْ اشْريرْ
وهذا عالم الحوض وقاضيها ومؤرخا، العلامة صالح ول عبد الوهاب، يشارك أهل هذا الفن بگاف من “شور”يسمى “كر انگافيه”، حيث يقول فيه للفنانة الطاهرة منت احمد زيدان:
لولالِ مَذَمّةْ لَعْبادْ انتومَ يَلْ مَنْكُمْ مَمْكونْ
نَمْشِ ويّاكُمْ واسْوَ زادْ يَنْكال اني عالَمْ مَجْنون
ومن گفان هذا الشور أيضا:
ابْكَيْتْ اعْلَ طَبْ الْمَقْواسْ الْبَكْي اللي ماهو مَنْ دونْ
والْبَكْي اعْلَ حَيْوانْ الناسْ ذاكْ إِواسيهْ أَللّا كابونْ
ومما سبق نستنتج
أن أدباء الحوض الغربي، قد تركوا موروثاً ثقافياً ثرياً، حيث تركوا بصماتهم على الأدب الحساني بصفة عامة والموسيقى بصفة خاصة، وقد لاحظت أنهم رغم تفاوت اهتماماتهم وتخصصاتهم، لن تجد خيطا يربط بينهم إلا وكان ذاك الخيط طلل دارس أو ذوق فني حوضي متأصل.
ونسأل الله الرحمة للجميع وليحاول وخاصة الشباب منا أن يحذوا حذوهم ويتأسوا بهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الداه ولد شيخاتي ولد محمد رارة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى