أقبل موسم الأمطار فلنحسن استغلاله / حمود أحمد سالم محمد راره
بدأت بشائر موسم الأمطار تثير الفرح والسرور في أهل الأرياف والبوادي،
تثير الفرح لأن الأمطار التي سجلتها مصالح الرصد الجوي تشير إلى موسم أمطار بإذن الله يبشر بخريف ممتاز.
ولعل تلك المصالح تتوقع وفقا لمعطيات هي ادرى بها بكميات معتبرة تبلغ سقفا جيدا، إن شاء الله وهذه بشارة ينتظرها كل موريتاني يحن بطبعه إلي البادية وما يرافقها من أمور شكلت على مر الزمن تقاليد وعادات وممارسات هي في واقع الأمر من خصوصيات مجتمعنا.
فكل موريتاني يتوق بحكم تلك الطبائع إلي باديته ليتمتع بالمناظر الخلابة الجميلة ويتمتع بأ كل اللحوم وشرب اللبن كما هو معتاد الإنسان في البادية إن جاز هذا الوصف.
فما يمكن أن نصفه بالسياحة الداخلية وما يرافقه من استجمام وراحة وتمتع بما تجود به الطبيعة في هذه الفترة بالذات لا يتأتى الا حين تمطر السماء بسخاء على ربوع وطننا الغالي.
ولذا فإن موسم الأمطار بالنسبة لنا يعني الكثير ؛ يعني في المقام الأول ما ذكرناه من سياحة داخلية وما يترتب عليها من فوائد معروفة معلومة.
كما يعني كذلك أن تستخلص الدروس والعبر من الفترات التي مر فيها العالم بكوارث وأحداث أبانت عن جانب الأنانية المكتوم كجائحة كرونا، والحرب الروسية الأوكرانية.. إذ دفعت هذه الكوارث بالدول المنتجة الي منع التصدير لضمان استمرارية المؤمن والاحتياجات لمواطنيها، غير عابئة بما يترتب على ذلك من مخاطر للدول المستوردة. وكان مبدأ تحقيق الاكتفاء الذاتي هو الخلاصة التي لم يكن عنها محيد ؛ فالأمن الغذائي يدخل في صميم الأمن القومي.
ومن هنا فإن استغلال موسم الأمطار بشكل جيد يفرض علينا الإقبال على الزراعة المطرية بشكل كبير حتى لا نضيع فرصة مياه الأمطارهدرا , ولتساهم الزراعة المطرية إلي جانب الزراعة المرورية في تحقيق هدفنا الأسمى المتمثل في ضمان الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وهذا الشق الأخير من آكد الأمور ، ومن واجبنا القيام بحملة توعية وتحسيس شامل تنخرط فيها كل الأطراف المعنية من وفرة كل الظروف والامكانات للمزارعين من تأطير وتكثيف الإرشاد الزراعي واستصلاح الأراضي وتوفير البذور والأسمدة.
وحينما تجتمع كل هذه الجهود نكون قد أصبنا الهدف وأحسنا استغلال موسم انبأتنا مصالح الرصد الجوي أنه سيجزي بحول الله علينا ماء غدقا مباركا يغاث فيه الناس ويعصرون.