الأخبار

نصيحة للأخوين المسؤول والصحافي أو للزملاء الجدد والقدماء

أمهد للنصيحة التي أنوي تقديمها من خلال هذه الخاطرة بإطلاع القارئ الكريم على أن لصاحب هذه الصفحة علاقة قديمة بالحقل الصحفي، من خلال تجربة استثمارية سابقة، وكهواية من الهوايات التي يمر بها الإنسان في حياته.

فبعد إنهاء دراسة الهندسة بألمانيا والرجوع إلى موريتانيا، تعرفت بداية سنة 1999 على مجموعة من الإخوة الأعزاء العاملين في مجال الصحافة ممن أعجبتني أخلاقهم وقيمهم إضافة إلى كتاباتهم.
لذلك تواصلت مع بعض الأصدقاء في ألمانيا، وقررنا خوض تجربة للاستثمار في إنشاء صحيفة موريتانية وجعلها أول صحيفة تنشر على الانترنت، وعقدنا مع الأخ سيدي محمد ولد يونس ومجموعة من زملائه ومن الأصدقاء الهواة اتفاقا للعمل على إنجاح هذا المشروع بتغطيته لتكاليفه على الأقل.

نتيجة ذلك الاستثمار، سيتصورها بسهولة كل قارئ له إلمام ولو قليل بواقع العمل الصحفي في بلادنا.
نعم، لم يغط المشروع أبدا تكلفة أي عدد من أعداد الصحيفة، نظرا لغياب موارد الإعلانات، ولم يسمح مقص المادة 11 حينها بالتمتع على الأقل بحق حرية التعبير، ولم يكن من الوارد قيميا أن يفكر المستثمرون ولا الأخ سيدي محمد وزملاؤه ب”موارد أخرى”؛ فكانت النتيجة توقف المشروع.

لكن ربحت من ذلك ما هو أثمن، علاقات صداقة ومعرفة أعتز بها، منها على سبيل المثال لا الحصر:
سيدي محمد ولد يونس، حبيب الله ولد أحمد، محمد المختار ولد محمد فال، محمد عالي ولد عبادي، عبدالله ولد اجفغ المختار، منير ولد إخليه، عبد الباقي ولد محمد، التاه ولد أحمد، إلياس ولد محمد، محفوظ ولد الجيلاني، …. وكثيرون آخرون.
والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف.

كما بقي من ذلك العهد، في الوعي واللاوعي ربما، دعم تلقائي، بل تعاطف وإشفاق أحيانا، على من قرروا أن يهبوا فترة أوج عطائهم الفكري لمهنة الصحافة والإعلام عموما في بلادنا.

اخترت التمهيد بقصة تلك التجربة، قبل تقديم بعض النصائح المختصرة التي بدا لي أن أوجهها في هذه الخاطرة إلى زملائي الجدد (المسؤولين)، وزملائي القدماء (الصحافيين).

بالنسبة للأخ المسؤول:
=============
١- اعتمد على الله أولا وأخيرا، ثم على ما تعلمه من نفسك من إخلاص، واعمل، واستحضر قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
٢- فكر في الاحتياجات الإعلامية لمؤسستك، ولكل مؤسسة احتياجات إعلامية قلت أم كثرت، وأبحث قدر الإمكان عن المحترفين لتلبيتها.
٣- في مقابل ما تحتاجه المؤسسة الموكلة إليك، لا تستهوك فكرة وجود احتياجات إعلامية خاصة بشخصك، لا من حيث إظهار أو تلميع ما تعمله أو الرد على ما تتهم به شخصيا؛ فقط ركز على عملك، وقد تكفل الله بأجر عملك وبعاجل البشرى فيه، وتكفل المثل لدينا بأن المدرك ابليام عريان، فاترك المثل يرد في ظالمك لا فيك.

بالنسبة للأخ الصحافي أو المدون
====================
١- احرص على المهنية في علاقتك بالمسؤولين، واقصر ما تتناوله من شؤون حياتهم على دورهم العام، أي أداؤهم في مؤسساتهم، واحرص على الحصول على المعلومات الصحيحة عن نشاط مؤسساتهم، واسألهم عنها مباشرة، وحلل، واكتب حينها ما بدا لك كصاحب سلطة رابعة.
٢- استحضر واجبك كصحافي أو مدون مسلم، وراقب جانب الخير فيك، وابرزه وتوكل على الحي الرزاق.
٣- احذر من أن تستهويك ممارسات بعض دخلاء مهنتكم، كعدم تفريقهم بين الجانب العام والشخصي من حياة المسؤولين والناس عموما، وغفلتهم عن تذكر كون حرمة الأعراض كحرمة الدماء، وكاستسهالهم منكر القول وزوره. فإنهم بذلك مغبونون، فما عساه يساوي متاع الدنيا أو متعة إضحاك الناس مقابل ما يهبونه للمسؤولين من حسناتهم، ومقابل فضيحتهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد.

أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم، وليقم كل منا إلى عمله.

اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا.

 

المدير: المختار گاگيه ابييت


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى