غدا الشوط الثاني.. من يفوز برئاسة فرنسا؟
يقصد ملايين الفرنسيين صناديق الاقتراع، غدا الأحد، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لانتخاب رئيس جديد يحكم البلاد لـ5 سنوات.
ويتنافس الرئيس المنتهية ولايته وزعيم “الجمهورية للأمام”، إيمانويل ماكرون، ضد مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، على بطاقة العبور للإليزيه، والمقعد الأهم في فرنسا.
وكشفت النتائج النهائية للجولة الأولى التي جرت في 10 أبريل تصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته السباق بحصوله على 27,85% من الأصوات، متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (23,15%)، وصعدا معا إلى جولة الإعادة.
وبذلك، أفرزت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2022 نفس نتائج انتخابات 2017.
وفي الجولة الثانية في 2017 حصد ماكرون 66.10% من الأصوات، فيما حصدت لوبان 33.90%، وهو ما قاد الشاب الطامح ليكون أصغررئيس في تاريخ فرنسا، وسيد قصرالإلبزيه خلال السنوات الـ5 الماضية.
إلا أن استطلاعات الرأي تمنح ماكرون تقدما مريحا على مارين لوبان قبل الجولة الثانية من اقتراع 2022، لكن ليس بنفس اتساع الفجوة بين الطرفين في سيناريو عام 2017.
وأظهر آخر استطلاع أجرته مؤسسة “إيبسوس”، ونشر مساء الجمعة، حصد ماكرون 57% من نوايا التصويت، فيما حصدت لوبان 43%.
وكان مدير الأبحاث بالمعهد ماثيو غلارد، قال : “نحن بعيدون جدا عن سيناريو 2017 حين فاز ماكرون بـ66% من الأصوات، لكننا بعيدون في الآن نفسه عن الطرح الذي يتحدث عن نتائج متقاربة جدا بالجولة الثانية، وهو ما أشارت إليه العديد من استطلاعات الرأي عقب الدور الأول للاقتراع”.
وأضاف “غالارد” أن الرئيس المنتهية ولايته سجل أيضا نقاطا خلال المناظرة التلفزيونية التي وضعته بالمواجهة، الأربعاء، مع لوبان، مشيرا إلى أن 43% من المستطلعين يعتبرون أن إيمانويل ماكرون كان الأكثر إقناعًا، مقابل 24% لمارين لوبان.
وبخلاف تصدره الاستطلاعات بفارق مريح، يحظى ماكرون بدعم واسع من أحزاب الطيف السياسي فضلا عن الفنانين والرياضيين، ما يجعله الأقرب للفوز، خاصة في ظل المناخ العام الرافض لتولي يمينية متطرفة الرئاسة، وفق مراقبين.
ودعا ثلاثة مرشحين يساريين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى هم المدافع عن البيئة يانيك جادو (أقل من 5% من الأصوات) والشيوعي فابيان روسيل (2 إلى 3%) والاشتراكية آن إيدالغو (أقل من 2%) فضلا عن مرشحة اليمين فاليري بيكريس، صراحة ناخبيهم إلى التصويت لصالح ماكرون.
فيما لم يدع المرشح صاحب المركز الثالث في النتائج النهائية، ميلانشون (21,95% من الأصوات)، بشكل واضح لدعم ماكرون، لكنه دعا أنصاره بشكل واضح أمس إلى عدم منح صوت واحد للوبان.
كما شكل ما يقرب من 500 فنان ومثقف فرنسي جبهة فنية لدعم الرئيس المنتهية ولايته، إلى جانب جبهة رياضية من مئات الرياضيين الفرنسيين، وفق تقارير فرنسية.
تلك الجبهة الفنية التي أعلنت عن نفسها، السبت، تسير بالتوازي مع جبهة سياسية تتشكل من الأحزاب والمرشحين الخاسرين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي.
ويعيد هذا الدعم إلى الأذهان ما حدث في عام 2017، حين كان فوزماكرون مرتبطا بحملة قوية عابرة للأحزاب تعرف بـ”الجبهة الجمهورية”، والتي توحدت خلف شعار”لن تمروا” لمنع لوبان مرشحة اليمين المتطرف من العبور للإليزيه.
الصمت الانتخابي
واعتبارا من منتصف ليل الجمعة/السبت (22.00 بتوقيت جرينتش)، بدأ سريان الصمت الانتخابي في فرنسا، فيما سبقه بأراضي ما وراء البحار بيوم (ليل الخميس/ الجمعة) باعتبار أن التصويت في هذه المناطق ينطلق السبت.
وبسريان الصمت الانتخابي، منعت الاجتماعات العامة وتوزيع المنشورات والدعاية الرقمية للمرشحين، كما لا يمكن نشر نتائج أي استطلاع للرأي قبل إعلان التقديرات الأولى للاقتراع عند الساعة (20,00) من مساء الأحد بالتوقيت المحلي/ (18.00 ت. ج).
وحتى اللحظة الأخيرة من الحملة الانتخابية، سعى المرشحان إلى محاولة الفوز بأصوات الناخبين، مستهدفين بشكل أساسي الذين صوتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون الحاصل على 22 بالمئة من الأصوات بالجولة الأولى.
الحصاد