يوم الأدب – كرم العرب
#يوم_الأدب – كرم العرب –
هرم بن سنان المري أحد غطارفة العرب ووجوهها؛ وللشاعر الفحل زهير بن أبي سلمى قصائد في مدحه ومدح قومه من عيون الشعر؛ وبديع المديح… من أبرزها قوله في قومه بني سنان:
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم @
طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا@
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم @
قوم بأوّلهم أو مجدهم، قعدوا@
جنّ إذا فزعوا إنس إذا أمنوا @
مرزّءون بهاليل إذا قصدوا @
محسّدون على ما كان من نعم @
لا ينزع الله منهم ما له حسدوا ..
ويقول أيضا:
هُنَالِكَ إنْ يُسْتَخْبَلوا المَالَ يُخْبِلُوا @
وَإِن يُسْألوا يُعطُوا، وَإِن يَيْسِروا يُغْلُوا@
وَفِيهِمْ مَقَاماتٌ حِسَانٌ وُجُوهُهمْ @
وأنْدِيَةٌ يَنْتَابُهَا القَولُ والفِعْلُ @
سَعَى بَعْدَهمْ قَوْمُ لكَيْ يُدْرِكوهُمُ@
فَلَمْ يَفْعَلُوا ولَمْ يُلِيِمُوا وَلم يألوا@
وَمَا يَكُ من خَيْرٍ أتَوْهُ فإنَّما @
تَوَارَثَهُ آباءُ آبَائِهِم قَبْلُ @
وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلاّ وشِيحُهُ @
وتُغْرَسُ إلاَّ فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ.
ويخص هرم بن سنان فيقول:
وأبيض فيّاض يداه غمامة@
على معتفيه ما تغبّ نوائله @
تراه إذا ما جئته متهلّلا@
كأنّك تعطه الذي أنت سائله@
أخو ثقة لا تتلف الخمر ماله @
ولكنه قد يتلف المال نائله.
وكان هرم حلف أن لا يسلم عليه زهير إلا أعطاه هدية ثمينة – وقتها – فرسا أو جملا…
فلما انتبه زهير إلى وفاء هرم بوعده وبره ليمينه حتى إن ذاك بدأ يظهر في ماله؛ خجل واحتشم! وصار يستثنيه من السلام؛ ويقول عند ما يأتي إلى مجلس فيه هرم: “عموا صباحا غير هرم وخيركم تركتُ “!
وحدثني أحد الشعراء: لمغنيين الكبار في مدينة تمبدغة أن كريما حلف له لا يلقاه إلا أعطاه مائة ألف أوقية فكان يذهب إليه كل سنة وما خلف له وعده قط بل قال لي يعطيني “ادْفَ امعاها” أي يزيده على مائة ألف حتى تصل تمبدغة مائة ألف غير منقوصة.
الكرم إذا كان سجية لا ينفع معه العذل! ولا ” اطياح ليد”!
#عموا_صباحا_أصدقاءالصفحة.
#ملحوظة:
يوم الأدب في رمضان إنما يدور في فلكه وتحت ظلاله لذلك كان موضوعه اليوم الكرم والجود وقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.
من صفحة العالم الجليل د. أبو سهلة سيد أحمد