محطات على درب تواصل القمة والقاعدة…الداه صهيب
على مسار الإنجازات تتواصل الخطى، رئيس الجمهورية في زيارة لعدد من الولايات الداخلية قبل شهر رمضان المبارك.
سُنة القرب من المواطنين ومتابعة أحوالهم ومعايشة آمالهم وأحلامهم تتواصل، وهي السنة التي بدأت من حافة موريتانيا الشمالية ومكنز حديدها وذهبها تيرس قبل عامين، وتواصلت بزيارة عدد من الولايات والإطلاع عن كثب على واقع سكانها.
في تيرس قبل عامين كان الرئيس يعود إلى كل مداخلة، ويرد عليها على حدة، بتأن عحيب: “لست مستعجلا أبدا عنكم”..
وفي سماحة رحيمة: ” لقد قلت هذا الكلام صباحا، ولكن سأعيده لعل أن يكون من بين الجمع من كان غائبا في الصباح”.
وسعة أفق وطول باع تتفرع حسب مجال كل مداخلة، وتجتمع في بنية كلية أساسها الإحساس بالوطن وراعية المواطن: “إن استخراج الذهب له فوائد عظيمة على الوطن والمواطن، ولكن لن يستخرج أبدا في حال يلحق الضرر بأي مواطن”.
هذا المستوى الكبير من فهم الآخر والموقف والمكانة، والجمع بين هذا الثلاثي دون إخلال يستحق الإعجاب والتعجب، خصوصا حين اتخذ الرئيسِ المواطنَ بوصلة وموجها لكل الردود، مع تحديد الأجوبة واختصارها على الكافي المفهوم الذي يوحي بصورة أو بأخرى إلى مفهوم “طرد الهم” عند ابن حزم الأندلسي في رسالته الخالدة.
إن عبارة كهذه في فقه الحكامة تؤدي أدوارا أخرى في فقه الخطابة، حين يكون المحكوم المرجع الذي يعتمد عليه الحاكم في إطار محكوميته واضعا إياه نصب عينيه في كل أعماله بل وتفكيره ودوده.. وما دام المواطن مركز الاهتمام “فقل حي على البناء”.
بعدها بفترة كان رئيس الجمهورية في امبود لإطلاق السنة الدراسية، التي اختارها، عن وغي، لتكون الظرف المكاني لإعطاء إشارة إطلاق السنة الدراسية..
امبود مقاطعة عانت كثيرا مثلما عانت مقاطعات مثلها من التهميش ومن هدر الطاقات البشرية والاقتصادية..
في المقاطعة أطفال وشباب لو أدخلوا ضمن المدرسة الجمهورية، وتلقوا تعليما حقيقيا لائقا لحققوا المعجزات..
فإخوتهم الأكبر منهم سنا هم سادة الأعمال النبيلة في العاصمة وبعض المدن بشرف وكرامة، دون أن يتلقى غالبيتهم التكوين المناسب..
تحتضن مقاطعة امبود خزان فم لگليته الذي يعتبر أكبر سد في البلاد، وعن طريقه يمكن أن تحقق البلاد اكتفاءها الذاتي في ميدان الزراعة، لو كُوِّن العنصر البشري، وأدخل قليل من المكننة هناك.
بعدان، اعني البشري والاقتصادي، كانا حاضرين في ذهن الرئيس، وهو يقوم بزيارة المقاطعة.
وبين ازويرات في أقصى الشمال إلى امبود على خاصرة النهر توالت الزيارات الرئاسية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
كان المواطن البوصلة والسعي إلى تحسين حاله الموجه لعمل الرئيس والحكومة.
قد يقول قائل: ما زال الكثير لم يتحقق، وله نقول: الرئيس يدرك ذلك، وهو يعمل على حلحلة الأوضاع بصفة عامة.
واحهنا كوفيد، وكان تحديا لم يسبق له مثيل، وبحمد الله تم تجاوز وضعية المؤسفة التي كلفتنا أنفسا وأموالا، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
بإيمان رئيس الجمهورية بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وقيادته فريقا صبورا يعمل لأجل هذه الأرض، وباعتماده سياسة المكاشفة والصراحة مع المواطن، سوف نعبر إلى الأمام.
وليس من المعهود من قبل في هذا البلد سرعة تعاطي الحكومة مع مطالب المواطنين وانتظاراتهم، كما ليس من المعهود أن يرد الرئيس على كل المداخلات مداخلة مداخلة بانتباه وتركيز وإحاطة كاملة، ما شاء الله. لكن ذلك كان واقعا في زيارات الرئيس للداخل.
بالتأكيد ينتظر سكان ولايات لبراكنه وكوركول وآدرار وتكانت والحوض الغربي هذه الزيارات بفارغ الصبر، ولهم الحق في ذلك، وستكون مناسبة لإطلاق مشاريع تنفع العباد والبلاد، واستمرارا في نهج الباب المفتوح والقرب من المواطن.