من أخفها انتشار السرية: 9 مسائل تدعو المجتمع لقبول التعدد
توضيحا لموقفي من تعدد الزوجات.
أولا: لا أدعو له من باب سنيته، بل لأنه مسألة مباحة فقط،فهو أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد شرعه الله لحكمة بالغة ومصلحة وخير للناس جميعا، لا يشك في ذلك إلا معترض، أو معاند لما جاءت به الشريعة الإسلامية، وأعتبر أن المجتمع يحتاج اليه أحيانا.. ولم أتصد لهذا الموضوع إلا لما رأيته من رفض المجتمع له رفضا باتا، وتقاعس الفقهاء والدعاة، ومنهم من هو أولى به مني، عن النظر إليه بنظرة إيجابية تنظر إلى ما فيه من مصالح جمة وتدعونا للاستفادة منه بدلا من ظهور بعض الفتاوي من بعض الفقهاء الذين تأثروا بالمجتمع كثيرا، وهم في الحقيقة بداة لا يعيشون الواقع بتمعن، وأصبحوا يفرقون بين المرء وزجه ويبيحون هجران القابلات به من طرف الأهل دون النظر فيما يترتب على ذلك من قطيعة الرحم ومن ضياع الأبناء وتفكك الأسر وتعريض المطلقات للفاحشة وحرمانهن من المتعة الجنسية بطريقة توافق شرع الله، وإكراه الرجال على المخادنة.
ثانيا: نحن نريد أن نخرج “التعدد” من دائرة الحرمة عند المجتمع إلى دائرة الإباحة كما أراد الله ويبقى مسألة خيار، إن رغب فيه الرجل وقبلت المرأة فلا تنبذ من طرف المجتمع، ولا تهاجر من قبل الأهل كما تفعله المجتمعات_العنيدة وعندنا شواهد موجودة كثيرة…
ثالثا: نريد رفع الحرج عن الفتيات القابلات للتعدد، وهن كثر، لكن منعهن سيف المجتمع الذي لا يبقي ولا يذر وفضلن ممارسة الرذيلة أو الرفض لقبوله لأزواجهن، وكان ذلك سببا في تفكك أسر كثيرة، وفي كل مجتمع مثيلاتها..
رابعا: نشعر بأن هناك أبناء كثرا من “السرية” ولا بد أن يجدوا النور ويخرجوا لمصافحة أرحامهم ويحصلوا على حقهم في التربية والتعليم وحق الأبوة… وقد حان الوقت لذلك، وإذا لم يكن هناك تهيئة مسبقة للمجتمع من قبل المصلحين فعند خروجهم ستتفكك الأسر وتحصل صدمة كبيرة ربما تكون سببا لكارثة عند مجتمع جاهلي يعتبر مجرد الخوض في هذا الموضوع كفرا أو دونه الكفر…
خامسا: نحن أمام كم هائل من العانسات والمطلقات والأرامل ومواليد جدد غالبيتهم البنات وعندنا في المقابل رجالات أعمال كثر كبار ومتوسطون بإمكانهم الزواج بأربع نساء والإنفاق عليهن بسعة، وبدلا من أن نطالبهم بالصدقة عليهن نزوجهم إياهن وينفقون عليهن وجوبا، وبهذا يكون المجتمع لديه استعداد للاستفادة من حكمة تعدد الزوجات، بدلا من تحريمه ورفضه…
سادسا: هناك إقبال كبير على “السرية” من رجالات الدولة ورجال الأعمال وغيرهم وأصبحت هناك نوافذ مفتوحة في نواكشوط، لتسهيلها، وفي ازدياد متواصل من الناحية الطلبية، ومن ناحية تعدد المنافذ، ومن بين تلك الممرات أئمة وعلماء ودعاة وداعيات، وهذا يولد لدينا أهمية قبوله بطريقة علنية وبتراض من الطرفين، بدلا من السرقة التي تدوم سنوات أو أشهرا ثم تسفر عن تفكك الأسر…!!
سابعا: نحن نحارب تساهل المجتمع للمخادنة وتغاضيه عنها وفي المقابل رفضه البات للتعدد وحتى الكلام فيه يعتبر من الموبقات السبع.. في الوقت الذي نرى أن المجتمعات التي حرمته وقننت الطلاق أباحت المخادنة فنرى أن الكثير من الداعين إليه الآن لم يقعوا في المخادنة ولا يستطيعون الوقوع في صريح الفاحشة، وقد منعتهم مصالح الأبناء والعواطف من الطلاق، وفي الوقت نفسه لديهم رغبة في الزواج، وما زالوا ينتظرون الفرص، وهذا شيء أباحه الله، ونرى أن المجتمع إذا استمر في جاهليته المتمثلة في الرفض التام للتعدد جملة وتفصيلا فسيغرق الجميع في المخادنة، وربما يبيحه غدا عندما يغرق الجميع في الفاحشة، ولن نرى من يرغب فيه من الرجال آنذاك وهذا ما نخشاه…!!
ثامنا: أسجل استغرابي ممن رفضه وأغلق بابه وتساؤله عن العدل عندما يذكر التعدد ولا يسأل عنه عندما يطلب الرجل الزواج بواحدة.. من عدل مع واحدة بإمكانه العدل مع أربع نساء، ومن يقولون إن الموريتانيين لا يقومون بشئون واحدة، كذبوا فالموريتانيون بطبيعتهم يقدسون المرأة ويحسنون عليها ويبالغون في ذلك وهذا مطلوب أيضا من الرجال..!!
تاسعا: رسالة أخيرة إلى أخواتي، ٱعلمن أن الزواج برجل كريم ذي خلق يجعل عليكن أخريات يتقاسمن معكن الحياة أفضل لكن من الزواج برجل سيء الأخلاق ولئيم بخيل لا يريد الزواج عليكن ويكتفي بالمخادنة..!!
بقلم: يحيى الحضرامي عبد الله