أعلامثقافة

نبذة وجيزة عن الأديب: محمد الحسن ولد شاش/ بقلم الأستاذ محمد الامين ولد لكويري

بولاية تيرس زمور، وتحديدا بالموضع المسمى بولاتاد، وفي العام ألف وثمان مائة وستة وسبعين، ولد الأديب محمد الحسن (حسني) ولد سيدي عبد الله ولد محمد ولد شاش، ولم يكن بولاتاد موطنا لأسرة الرجل، وإنما هو الحل والترحال الذي كان يطبع حياة أولائك الأسلاف.

ينتمي حسني ولد شاش إلى قبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع (أبناء عامر الهامل)، ثم إلى بطن أهل سيدي عبد الله، ثم إلى أهل ابراهيم، وقد نشأ حسني في بيت والده سيدي عبد الله ولد شاش، وهو رجل عرف بالصلاح ودماثة الأخلاق، كما عرف حسني بالذكاء وبسرعة الحفظ، الأمر الذي مكنه من حفظ القرآن ولما يتجاوز بعد الحادية عشر من عمره، كما مكنه من الحصول على قسط وافر من الثقافة الإسلامية.

مارس صاحبنا قرض شعر الحسانية وهو لا يزال صبيا لم يبلغ، وبفعل ظروف تربية هذا الأديب، ونتيجة لتأثير محيطه الاجتماعي فقد طبعت شعره الحساني مسحة دينية واضحة، وتجلت هذه المسحة في الإكثار من الوعظ والاعتبار بأحوال الدنيا وتقلبها:

نعرف هون امرايرْ ظنيـــــتْ= عن بعد امعاهم ﯕـطيـــــــــتْ

امْعَ لحباب امشيتْ ؤجيـــــتْ= ذو ك ال عدْمٌ في المثبـــــوتْ

واصل انتِ يالدني فَغْنَيْــــتْ= واصل اهلكْ زاد اتدور اتموتْ

 

وال ذاك ألا لا ينجـــــــن= هاذَ كاملْ فوات إفــــــــــــــوتْ

وال ذاك ألا يعرفْ عـن= ما خالـﯕ كون الل والمــــــــوتْ

 

وفعلا فقد عرف الأديب حسني الدنيا كما يعرفها الزهاد المتصوفون، فلم يعد ينخدع بأفراحها، أو يفزع لأتراحها:

الدني حزمك فوتيــــــــــيه = وكْتنْ منْ لملاس اخطيـــــــــتِ

يحرﯕـ بُو حد امفرحتيــــه = والل خالعتيه اتليــــــــــــــــــــتِ

كما أكثر الرجل من الحث على الإجمال في الطلب والإقبال على الله عز وجل، فانتقد الإفراط في جمع المال وطلب الدنيا، مذكرا أنه ليس باستطاعة أحد أن ينال منها إلا ما كتب الله له وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف:

الدني ماهِ مبْتنْــــــــــــــــــــيَ= كون اعل ش ماهُ منْـــــــــيَ

والكد ؤدَوْران الغنْـــــــــــيَ= والحص ؤ لِساءَ فـــــــــــــهَ

ما يَعْطُ لَمْنادم دنـــــــــــــيَ= مولا ن ماهُ عاطيــــــــــــــهَ

 

ومع ما يمتاز به شعر حسني من الرقة وسلاسة اللفظ، والخلو من التعقيد، فقد ضاع معظم إنتاجه، وقد يعود ذلك إلى تقادم عهد هذا الأديب، واعتماد الشعر الحساني على الرواية الشفهية، في حين يرى المقربون منه أن قلة النصوص المنسوبة له أمر عائد ــ أساسا ــ إلى نسبة أشعاره إلى غيره من شعراء الحسانية الكثر.

ورغم العاطفة الدينية الجياشة لدى الأديب حسني ولد شاش، واشتغاله بالوعظ والاعتبار بأحوال الدنيا فلم يخل إنتاجه من التغني بمرابع عرفها وألفها، حيث كانت منتجع أهله وأحبابه حيث نجده مثلا يتمنى لو يبقى بجانب “لعبار” وإلى الأبد:

لكانتْ في الدني منْــــــــــــــــيَ= حد إتم احذ لعبـــــارَ

غير اص يالعـﯕـل الدنـــــــــي= ألا تارة وتــــــــــــارَ

 

توفي حسني ولد شاش سنة 1924م ودفن ببلدة انتررت على بعد   ستة كليرومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة تكند، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى