الأخبار

الحوض الشرقي: رجل يخاطر بنفسه وينقذ سيدة من موت محقق بعد أن جرفتها السيول

 

ذكرتني وفاة الفتاة المسكينة غرقا مساء أمس بالنعمة بقصة مشابهة
في خريف ٩٨ كنت مع مدير مدرسة اعوينات الراجاط انذاك السيد عبد الله ولد عبد الحي في احد الاقسام حيث يسكن عادة في العطلة الصيفية .

كان الوقت عصرا وكنا نلعب الورق ( مرياس) فجأتنا ارعبنا صراخ قادم من الشمال حيث البطحاء التي تشق القرية فخرجنا مسرعين
كان المنظر مرعبا وكانت فتاة تصرخ ( يم ماتت) ( يم ماتت ) وكان يقف الي جانبها جمع غفير رجال ونساء واطفال وفي وسط السيل الهادر كانت امرة في الخمسين تتضاربها الامواج وكأنها عود ثقاب

قبل أن اكمل لكم القصة اريد ان انبهكم ان السباحة وحدها لا تكفي للمغامرة ودخول البطاح الهوجاء
فالسيول قاتلة في اغلب الاحيان خاصة اذا كانت وسط المدينة لانها قد تحمل الصخور الحادة وبقايا الابواب والنوافذ والاخشاب والاشجار اليابسة التي تكفي منها ضربة واحدة لتزهق روح الشخص .

بالنسبة للبطحاء التي سقطت فيها المراة ذلك الوقت كانت مليئة بالصخور الثابتة التي قد تقطع ساقك او رجلك في لحظة عين …
المهم حين شاهدت ذلك المنظر قفزت دون تفكير فمشكلتي ليست مع السباحة لانني تعلمتها وانا في سن العاشرة في ابار النعمة من دون استثناء ومن ثم المياه الراكده في اجريف خاصة الاخاديد العميقة كاجار اسرسار ولغليك ومن ثم البحار خاصة شاطئ طرابلس ( ليبيا ) واتماره ( الرباط) وكذا شاطئ انواكشوط

حين قفزت شعرت ان المياه كانت باردة وموحلة في نفس الوقت لكنها حملتني بكل سهولة الي المراة فأمسكت شعرها ورفعت رأسها الي الاعلي حتي تستطيع التنفس كل ذلك والناس يراقبوننا بذهول دون ان يمدوا يد العون تمكنت من السيطرة عليها وبدأت احاول ان اجرها الي الحافة

فجأة قفز علي طفل بعمر ١٤ سنة اسمه لعروسي ولد دينا هو الان دركي وموجود بالنعمة حاليا فلما قفز لم يجد الرجال بدا من القفز وراءه وبمساعدة الجميع اوصلنا المرأة سالمة ودون ان تصاب بأذي الي الحافة بعد ان قطعت حوالي ٢٠٠ مترا او اكثر

من ذلك اليوم ادركت اننا في بلد يحتاج منقذين في مجال السباحة التي أمر النبي صلي الله عليه وسلم بتعلمها
كما ادركت ان التضحية صعبة خاصة حين تدرك انك قد تكون هو الضحية الثانية
في الجبن عار وفي الاقدام مكرمة
والمرء في الجبن لا ينجو من القدر

 

من صفحة محمد محمود شياخ على الفيس بوك


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى