آراء وتحليلاتالأخبار

موافقة غريبة في البرنامج الذي ظهر فيه وزير الصحة قل من ينتبه لها.. تعرف عليها

حصلت في البرنامج التلفزيوني الذي بثته قناة الموريتانية البارحة حول لقاء مع وزير الصحة نذيرو ولد حامد، موافقة غريبة وهي أن جميع أفراد طاقم الوزارة الذين جلبهم الوزير معه رجال، كما أن جميع الصحافة والمدونين الذين تمت دعوتهم لحضور الحلقة ومساءلة الوزير رجال باستثناء امرأة واحدة، كما كان جميع المتدخلين الذين أخذت القناة آراءهم من الشارع رجال.

وقد تم التنبيه على هذه المسألة في تعليق نشره موقع أصوات موريتانيا، وهذا نص التعليق:

بخصوص مقابلة وزير الصحة نذيرو ولد حامد، كنت مهتما بمتابعة المقابلة، لما اثارته من جدل.

وقد سجلنا اهتماما بتصريحات الوزير، ونواياه التي عبر عنها حول الإصلاح وهي أمور مهمة،

وبغض النظر عن النقاشات التي دارت في البرنامد فان هنالك ثلاث نقاط تتعلق بالصورة العامة التي ظهر عليها البرنامج:

1 – الوزير جلب طاقم رجاليا (10 من كبار موظفي الصحة) لا توجد بينهم امرأة واحدة لمقابلة تبدو تاريخية في عمل الوزارة في تلفزيون رسمي وكان الموضوع مقبولا لدى الوزارة والتلفزة والمشاهد..!!

وهذا امر بالغ الخطورة فيما يتعلق بسياسة النوع واشراك المرأة، لأن إطلالة وزير مع طاقم مدراء رجالي للحديث عن حملة اصلاح وطنية، لا يمكن ان تتم الا في ظل سيادة فهم ذكوري عميق لعمل الوزاري.

2- تبدو معايير اختيار المدونين والصحفيين للحضور تحديدا لمساءلة وزير أمرا ملفتا في الإعلام الحكومي، وبغض النظر عن معايير الاختيار، كان واضحا ايضا ان زميلة واحدة حضرت من بين قرابة 10 اشخاص حاوروا الوزير، وهذا مستغرب ايضا ومثير للانتباه، في ظل وجود صحفيات ومدونات لهن باع كبير في المجال.

3- أكمل المشرفون على البرنامج هذا التحيز الذكوري في برنامج بتلفزيون رسمي بأخذ آراء عدد من المتدخلين وكانوا كلهم رجال، وكأن الشوارع والجهات المدنية المعنية بالصحة خلت من النساء في هذا البلد.

قد لا يبدو الموضوع جوهريا بالنسبة للبعض، بل قد يراه البعض الآخر خارج موضوع اللقاء الصحفي الذي اطل من خلاله الوزير.

لكن هذه الامور مهمة الى اقصى درجة، واقصاء الحضور النسائي فيها لا يتم بالصدفة، حيث ان البرامج التلفزيونية خصوصا التي تستضيف وزراء يتم نقاشها وترتيبها من طرف فريق ومسؤولين ويأخذون لذلك الوقت والجهد في ترتيب الامور، ويجب ان لا يكون حضور المرأة في البرامج المهمة إلزاميا في المجال الحكومي فقط عندما يتعلق الأمر بمجاملة المنظمات الدولة بل يجب ان يكون ثقافة ويجب دائما الحفاظ على قيمة لارسالة التي يتم توجيهها الى الجمهور، والتي يجب ان تتضمن حقيقة ان هذا المجتمع يقوم على امرأة ورجل، انهما حاضران معا في كل عمل يقام به في هذا البلد.

هذا التعليق يقوم مقام التذكير والنقد الاصلاحي، لانه في هذه المرحلة بالتحديد سيظهر وزراء ووزيرات كثر في التلفزيون الرسمي، وسيحاورهم البعض ممن يتم انتقاؤهم بمعايير مختلفة.

هنا قد يكون من المهم ان ينتقي الوزير او الوزيرة طاقما يحترم النوع، ويجب ان يكون التلفزيون ايضا حريصا على اظهار رأي النساء والرجال وان يحرص المدونون والصحفيون على حضور زميلاتهم بشكل مقبول في اي اطلالة اعلامية.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى