آراء وتحليلات

مهزلة اختيار رئيس جديد لحزب تواصل الاخواني برعاية من يا ترى.؟

كل الضجيج الإعلامي وكل الصخب الدعائي الذي صاحب المؤتمر الثالث لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الفرع المحلي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين لايستحق هذه العناية وهذا الاهتمام لكون المؤتمر وما صاحبه من حراك

ومن حضور ليس سوى مسرحية متقنة العناصر والادوار الفنية فالرئيس الجديد للحزب ليس سوى ذاك العنصر الذي يزكيه التنظيم الدولي ويعينه لهذه المهمة ويكلفه بالادوار التي يفترض عليه فيها الولاء الاعمى لاجنداته…

فمن تابع فعاليات هذه المسرحية الهزيلة ومن شاهد ضيوف التنظيم من قيادات اخوانية ورموز في هذه الحركة يظهر له بكل وضوح مستوى تبعية وارتهان هذه المجموعة الموريتانية بالجماعة الام على الرغم من ان اغلب قياداتها اما وراء القضبان او في خنادق سيناء او محاصرا في فنادق الدوحة اواسطنبول والى حد بعيد شقق لندن الفاخرة المثابة الام لكل بيادق الاخوان في العالم…

اليوم وكذاك الايام الماضية كان حزب تواصل يمارس ألاعيبه بحق الدهماء ويعبث بعقول الوطن واهله حين صور لنا ببراعة فنية نادرة انه سينتخب رئيسا جديدا وان هناك مناديب جاءوا من مناطق الوطن لهذه المهمة لكن اغلب المغفلين من هؤلاء المناديب الابرياء لا يعرفون ان رئيس هذا الحزب يختار بطرق سرية وباوامر من التنظيم الدولي وفق الشروط والمعايير التي يرسمها هذا التنظيم لفرعه في موريتانيا..

جميع الحركات السرية السياسية في البلد ومع اشراقة العهد الديمقراطي في موريتانيا قامت بحل نفسها وتخلت عن العمل السري غير المشروع وانشأت أحزابا ونقابات وهيئات لممارسة انشطتها بالطرق السلمية والعلنية…

وحدهم إخوان موريتانيا وعلى الرغم من تشريعهم لحزب سياسي ولعشرات النقابات والروابط طلابية والشبابية والاعلامية الا انهم ظلوا متشبثين بالعمل السري تحت الأرض ويدنسون به منابر المساجد…

وظلت التشريعات الدستورية والقانونية الوطنية بالنسبة لهم لا تمثل شيء امام أوامر وتوجيهات التنظيم الام وتحول الحزب فقط الى مجرد واجهة للتغطية على الأنشطة السياسية والتعبوية للجماعة ولتبرير الاسفار عبر الخطوط الجوية التركية الى مختلف العواصم. فهل نسي الناس الاتفاق الذي ابرمه مراقب الإخوان المسلمين في موريتانيا السيد محمد الحسن ولد الددو مع المرشح الرئاسي الأسبق الرئيس محمد خونا ولد هيدالة باسم الحركة2003..

وهل نسي الرأي العام الأوامر التي صدرت للحزب ابان ما يسمى بالربيع العربي بإشعال الثورة في موريتانيا على غرار ما حدث في بلدان مغاربية وعربية..

ولو اعدنا النظر الى النتائج البائسة التي تحصل عليها ما يسمى بالاصلاحيين الوسطيين النواة الاولى لحزب ” تواصل” في انتخابات 2006 لادركنا وزنهم السياسي والشعبي الحقيقي ..

اما وانهم انتهزوا فرصة مقاطعة احزاب المعارضة في انتخابات 2013 فانهم كانوا ملاذا لكل الغاضبين والمستائين من اختيارات الحزب الحاكم ومن تناقضات القبائل في الداخل فقد حملت قوائمهم اانتخابية اسماء لم يعرف اصحابها اسم رجل يدعى حسن البناء او مامون الهضيبي او يوسف القرضاوي ولم يسجل لهم التاريخ أي حضور في معسكرات التنظيم او تلفظ بادبياته الفكرية…

اما النتائج التي تحصل عليها الرئيس المنتهية مدته في الانتخابات الرئاسية الماضية فهي تكفي لمعرفة الوزن الحقيقي للتنظيم والحزب والجماعة في موريتانيا..

اليوم يواصل تواصل مهازله ويسعى جاهدا الى قناعنا بمهزلة لايصدقها الاطفال ويوهمنا بان قواعده هي من ستختار رئيس الحزب او وكيل التنظيم في موريتانيا على الاصح في محاولة لاستغفال الدهماء من عامة الناس واشباه المثقفين وليتغنى ويرقص على انخاب الديمقراطية الزائفة والتصويت والتناوب وغير ذالك … لقد اخطأت السلطات الموريتانية حين سمحت لعتاة التنظيم الاخواني بزيارة هذا البلد وتدنيس أرضه لان الإخوان المسلمين سوس ينخر في جسد هذه الأمة وهم أدوات امريكا الذين احرقوا الأرض بمن عليها في ليبيا وسوريا ومصر وتونس وكادوا ان يفعلوها في موريتانيا بأوامر من أسيادهم في لندن وباريس ومن يأتمر بأمرهم في الدوحة واسطنبول…

بعيدا عن من سيختاره التنظيم لقيادة حزبه في موريتانيا فان كل المؤشرات تشير الى ان تعيين السيد محمد محمود ولد سيدي امين سر مكتب الشيخ محمد الحسن ولد الددو الادري بملف التمويلات والاتصالات الاجنبية بل والأكثر ثقة لدى مراقب التنظيم وممثل المرشد العام في موريتانيا يشير الى ان ولد الددو نفسه بدا يستشعر الخطر ليس على مستقبل التنظيم وتماسك الحزب وحسب وانما على سلطته في ظل التمرد الذي تعرض له امثاله في امكنة اخرى.. اما وان تم اختيار الاستاذ الشيخان ولد بيبه والذي اشارت الى اختياره مراكز بحثية وطنية لاتنقصها الرصانة والدقة والموضوعية فان اختياره سيكرس لا محالة الصراع القديم في اروقة الحزب وخصوصا بين مناطق في موريتانيا حيث تشعر جهات شرقية بتهميشها من زعامة الحزب…

اما الحديث عن انتخاب حر ونزيه وعن تناوب فهو ليس سوى ذر للرماد في العيون..

غير ان السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو معرفة الجهة التي ينظم هذا الكرنفال برعايتها….؟

محفوظ الجيلاني


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى