آراء وتحليلات

محمذن ولد الزحاف يكتب: بيرام ولد اعبيدي: هذه سبيلي

بعد مقابلته الاخيرة مع احدى مجموعات التواصل الإجتماعي(مجموعة أصوات المظلومين) التي يديرها شباب الحركة الانعتاقية ايرا ارتفعت بعض الأصوات التي تأخذ على الزعيم الانعتاقي بيرام الداه أعبيد ما وصفوه بخطاب التهدئة خاصة في الجانب المتعلق بتحميل اعلى هرم السلطة الجنرال ولد عبد العزيز وحده دون غيره كامل المسؤولية عن ما تعيشه البلاد الآن من فوضى و مماطلة في تطبيق القوانين المجرمة للعبودية و استفحال الفساد المالي و الاداري و تفشي الرذيلة و انصهار الأخلاق و المحسوبية و كبت الحريات العامة للمواطنين و التنكيل بهم و استغلال القضاء و السجون لإسكات الخصوم السياسيين و الرافضين للركوع و الخنوع لدكتاتورية العصر . ويرى هؤلاء ولهم كامل الحرية فيما ذهبوا اليه ان الجنرال ليس وحده المسؤول بل تتسع دائرة المسؤولية لتضم كل جنرالات الجيش و ضباطه و رجال الأمن و القضاء و رجال الدين و مشايخه و الزعامات القبيلة و الفئوية و بعض قادة الحراطين و كل من شارك من قريب أو بعيد في عذاب و ويل الأمة…
لقد جرى بيني و الزعيم حديث مطول بهذا الخصوص و قد خلصت بعد الاستماع لشروحه الوافية التي زادت صراحة قناعتي و اعجابي ببعد نظره و حسن تدبيره و طيب خاطره و عظمة حبه لذا الوطن التي تتجاوز حد المعقول :
لقد فهمت من الرجل أنه لا يريدها سياسة انتقام او تصفيةحسابات فقد قال لي بالحرف الواحد “الجميع يعلم ان حركة ايرا هي وحدها من لاقت الويل و التنكيل و عانت ما لم تعانيه البشرية في عهد الجنرال لكن لا نية لدينا في الانتقام من ولد عبد العزيز و نظامه لأننا نريدها موريتانيا للجميع فللجنرال حقوقه الطبيعية كاملة اذا ابتعد عن نزوات حب البقاء في السلطة و غادرها بالطرق الديمقراطية المتعارف عليها حينها سيكون قد كفر عن خطيئاته في حق الأمة و انا أتعهد له امام الله -اذا ما كتب لي الأخذ بزام الامرور في هذه البلاد بإذن الله -أن لن يطاله مكروه و سيكون له علينا حق الاحترام و التقدير كرئيس سابق للبلاد”
اما بخصوص المنظومة او الدائرة الاوسع فقد قال ما يلي” نحن نعلم علم اليقين انه ليس من الحكمة و لا حسن التدبير مطاردة كل المنظومة الواسعة الانتشار و المتجذرة في كل ربوع البلاد فلا تكاد تجد أسرة و لا عشيرة و لا حيا و لا قرية الا و كان لهم نصيب مِن هذه المنظومة الخبيثة و قد رأينا ان تعقبها ستنجر عنه مخاطر كالفوضى و الذعر و الهستيريا و عدم الاستقرار لدى عامة الناس و لنا في سيد الأمة و قدوتها أسوة حسنة حين حرر مكة من يد من كانوا يومها اسوء خلق الله، من ابدعوا و تفننوا في القتل و التعذيب و العبث بكرامة الانسان حيث لاقى منهم صلى عليه و سلم و صحبه من العذاب و الاهانة ما يفوق الخيال لكنه صلى الله عليهم و سلم رأى ان قتل أو أسر خمسة آلاف من قريش لن يجر الا الفوضى و الخوف و التذمر من رسالة الاسلام السمحة فقال لهم حينها (…اذهبوا فأنتم الطلقاء) ليس ضعفا و لا قلة حيلة لكن الحكمة و سد الذريعة تقتضيان ذاك. و اذا عدنا الى العهود الحديثة فلنا في الثورة البلشفية في الاتحاد السوفيتي سابقا خير عبرة حيث ان سياسة الانتقام و العقاب الجماعي هي التي أطاحت و فككت بعد 70 سنة ثاني أعظم قطب في الكون بعد الولايات المتحدة الأميركية. وليس العراق ببعيد حين لجأ صناع القرار في بغداد الى اجتثاث حزب البعث و ما صاحب ذلك من دمار و عدم استقرار دائمين . لم يكن مانديلا رغم صرامته و صلابته و رغم ما ناله و شعبه من جحيم الابارتايد رجل انتقام بل كان داعية سلام و تسامح فأسس لدولة قوية قوامها العدل و المواطنة الكاملة للجميع من سود و ملونين و بيض فاستطاع بذلك ان يطوي الى الأبد ابشع و اسوء و اسود صفحة من صفحات البشرية المعاصرة.
لقد قررت عن وعي ان لا اسلك طريق الانتقام و الحساب ممن سلبوني حقي و ظلموني وظلموا حركة ايرا و شعب الحراطين و الأمة الموريتانية بأسرها و لن أكون ظهيرا لمن يؤمن بفكر الانتقام و تصفية الحسابات و على الذين لا يشاطرونني فكر التسامح و العفو ان يبحثوا عن غيري و عن قبلة غير قبلتي و ليجيشوا العساكر و ليدمروا ان شاؤوا ما ابتغوا من الارض و النسل اما الذين اختاروا البقاء معي فأقول لهم انه قد قدر لنا ان نولد على هذه الارض و نحبها و هذه المحبة تقتضي منا التضحية و الصبر من اجل بقاءنا و بقاءها . ادعو كل من يغار على هذه الديار و تعني له شيء ان يشد على عضدي و ان يعينني على رسم موريتانيا الحديثة المتصالحة مع ذاتها بصدق و اخلاص ، موريتانيا التي ستفخر بها قادم الأجيال و تنعم بالهناء و العافية. نعم لقد حسمت امري و قررت الترشح لرئاسة الجمهورية الاسلامية الموريتانية في استحقاقات 2019 غايتي في ذلك هي ان اخدم هذه البلاد العزيزة علينا جميعا، اخدم شعبي فردا فردا حتى يشعر كل من موقعه انه جزء مهم لا غنى عنه في كينونة هذه الديار. اما وسيلتي فهي انت و انتِ و هو و هي و أنتم جميعا يا معشر الموريتانيين دون استثناء. نعم يمكننا ان نصنع التغيير بانفسنا دون الثورة أو الانقلابات و اراقة الدماء. نعم بأصواتنا و تسجيلنا على اللوائح الانتخابية و التعبئة و اليغظة يوم الاقتراع كلها أمور ممكنة اذا وجدت الارادة و تضافرت الجهود و قويت العزائم و هي كفيلة بإزاحة الجنرال و رهطه بخير و عافية كما حدث في غامبيا و دول اخرى .نعم ان هناك من يريد عن قصد كسر هممكم و زرع الشعور بالاحباط و الاستسلام لامر الواقع و الهزيمة مسبقا حين يهمز بالقول ان لا مناص و لا ملجأ من حكم العسكر الا الثورة أو العسكر نفسه حتى تشيع ثقافة اليئس و الخمول انها دعاية تخدم الجنرال و بقاءه مسلطا على رقاب العباد الى ما لا نهاية ثم ان من لم يضحي بالصبر على سياط الشرطة و عصيها و السجون و وحشتها لا يعول عليه كثيرا في الثورة أو العصيان اللذان فيهما تزهق الأرواح و تسيل الدماء. إن هذه الدعاية توأم لتلك التي سخر لها الجنرال وسائل الدولة لتخويف البعض من انتقام بيرام و بطشه اذا ما آلت اليه الأمور في البلاد و ان ولد عبد العزيز هو وحده صمام الأمان لهذا البعض ليضمن بذلك دعمهم و ولاءهم”.
اما بخصوص الفساد و اباطرته فقد قال لي ” يجب عدم الخلط بين بعض الأمور و تحاشي الوقوع في الفخ من ذلك على سبيل الميثال محاولة البعض حشر بعض شخصيات الحراطين في بوتقة الفساد و الشبهات حيث يوجد بعض اخوتهم في الوطن و الدين من العرب و البربر فهذه الشخصيات التي عرفناها لايمكن نعتها بالثراء الفاحش على حساب الأمة لسببين بسيطين أولهما ان ولوج هذه الشخصيات الى مناصب مرموقة في الدولة جاء كنتاج تكوينها الجيد في المدارس و المعاهد التقنية العالية و قدراتها الفائقة و تميزها المهني الذي لا غبار عليه ولَم يكن هذا الولوج ريع الزبونية أو شراء الذمم و السبب الثاني ان هذه الشخصيات ليست لديها أموال طائلة من صنف الشركات أو البنوك و غيرها من الأصول المنقولة او الثابتة التي تجدونها عند غيرهم في الطرف الاخر فيما بات يعرف بالحق المعلوم من الكعكة التي تتقاسمها المجموعة المسيطرة …”
لقد انار لي هذا الحديث المطول و الشيق مع الزعيم الحاج بيرام الداه أعبيد الكثير من القضايا المهمة و ازال اللبس عن بعض الأمور التي تهم حاضر و مستقبل الأمة الموريتانية لقد وضع فعلا النقاط على الحروف لمن يحسن القراءة و رغم معرفتي التامة بالرجل الا انني وقفت عاجزا ان اجد وصفا يليق بمقامه و علو همته فهنيئا لارض موريتانيا التي أنجبته. السلام عليكم
محمذن ولد الزحاف
مكلف بمهمة لدى ديوان رئيس حركة ايرا/ الناطق بإسم الحركة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى