ظرافات.. وظرفاء (3) الأستاذ: محمدو سالم واد جدو
* قال ظريف لرجل طويل اللحية أصلع: ما أطول لحيتك!! قال: نعم إن ماءنا يكثر نبات الشعر ويقويه. قال: فلِمَ لَمْ يكن ذلك الماء مؤثراً في صلعتك؟ خذ يا هذا كفا واحداً واجعله على صلعتك!.
* أراد بعض الظرفاء أن يطلق كريمة قوم فخطبهم قائلا: الحمد لله الذي جعل في الطلاق اجتلاباً للأرزاق، فقال تعالى: {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته} أوصيكم عباد الله بالقساوة والملالة، والتجني والجهالة، واحفظوا قول الشاعر:
اذهبي قد قضيتُ منك قضائي ** وإذا شئت أن تبيني فبيني!.
* قد تكون النكتة آخر ما ينتظر من المتنبي؛ ومع ذلك ففي ديوانه أن رجلين قتلا جرذا كبيرا فأبرزاه إلى الشارع ووقفا عليه فخورين بفعلهما؛ فمر أبو الطيب بهما فقال:
لقد أصبح الجرذ المستغير ** صريع المنايا طريح العطبْ
رماه الكناني والعامري ** وتَلاَّه للوجه.. فعلَ العربْ!
كلا الرجلين اتَّلا قتله ** فأيكما غلَّ حر السلَبْ؟
وأيكما كان من خلفه؟ ** فإن به عضةً في الذنَبْ!!
* في الدقائق الأخيرة من حياة أشعب أوصى ابنته بقوله: إذا مت فلا تندبيني والناس يسمعونك، فتقولين: وا أبتاه.. أندبك للصوم والصلوات، وا أبتاه.. أندبك للفقه والقراءة، فيكذبك الناس ويلعنوني. ثم التفت فإذا جارة له توصم بالعين، فغطى وجهه بكمه وقال لها: يا فلانة إن كنت استحسنت شيئاً مما أنا فيه فاتقي الله لا تهلكيني. فغضبت المرأة وقالت: سخنت عينك، في أي شيء أنت مما يستحسن؟ أنت في آخر رمق! قال: قد علمت؛ ولكن خشيت أن تكوني قد استحسنت خفة الموت عليّ وسهولة النزع، فيشتد ما أنا فيه. وخرجت من عنده وهي تشتمه وتسبه، والحاضرون يضحكون.. ومات أشعب.