الأخبار

التفاصيل الكاملة لجريمة ذبح فاطمة وأقوال صديقاتها ورواية الشهود من مسرح الجريمة

كسر هدوء الحي مساء الجمعة خبر صادم؛ ذبْح شابة عشرينية من الوريد إلى الوريد.. وعلى يد من؟ .. على يد زوجها.
هرع رجال الأمن ومراسلو الحياة الوطنية والأقارب والفضوليون إلى المكان .. حركة السير أصيبت بالشلل نتيجة التجمهر الحاد هناك خلال ساعات المساء الأولى.
مصادر صحيفة الحياة الوطنية في الشرطة قالت إنها تلقت بلاغا يفيد بإقدام شاب يدعى محمد سالم ولد احميدي على ذبح زوجته فاطمة بنت اسحيل أو ازحل، ومحاولته الشروع في الانتحار بعد تنفيذه العملية لولا أن سيطر عليه إخوته وكبلوه وأوثقوه رباطا.
حسب الشرطة دائما فإن المشتبه بقي صامتا طول الوقت، يرفض الكلام بإصرار، عمدا أو ذهولا.. ويبدو كما لو كان تحت تأثير صدمة لم يستطع استيعابها.
تتناثر على يمين وشمال الشارع المنطلق من نهاية مبنى وحدة الهندسة العسكرية شرقا، ثلاثة منازل تفصل كلا منها عن الآخر عشرات أمتار؛ هذه المنازل الثلاثة معنية بالدرجة الأولى بفاجعة الجمعة.. إنها منزل الزوجين ومنزل ذويه ومنزل ذويها.
يتلقاك أولا تجمع بشري أمام منزل على يمين الشارع، الذي تتموقع فيه ثلاث شاحنات، إحداها كان ولد احميدي يعمل سائقا لها، حتى ما بعد ظهيرة الجمعة.
المنزل يعود لأسرة أهل احميدي، أمامه نسوة وكهول يصرون على عدم معرفتهم أي شيء عن تفاصيل القصة، وينفون علمهم بأي خلاف سابق بين الزوجين، ويقولون إن ما حدث شيء مؤسف، ولم يكن لهم على بال. وشباب يروون روايات غاية في الدراما والتراجيديا تحمل في طياتها أحيانا بعض التناقض؛ أحدهم :”فاطمة كانت على علاقة بصديق محمد سالم ومحمد سالم عاد على حين غرة بعد أن وشى له أحدما بوجود صديقه معها في خلوة غير شرعية فذبحها” وحين تسأل عن مصير الصديق ينتاب الوجوه بعض الحيرة.. تقول فتاة: ” هو نهاها عن مغادرة المنزل بدون إذنه وكل مرة حين يعود لا يجدها؛ وحين يستفسرها عن مكان انصرافها لا تجيبه ولا تعيره أي اهتمام مما يغضبه ويخرجه عن طوره” .. فتاة أخرى : ” أستغفر الله وجب الإمساك عن الميت” .. أخرى: ” الناس تتحدث عن أشاء كثيرة، وعن مسلكيات معينة أستغفر الله .. لكن حظي من ذلك الجهل .. اسأل الله العافية”.
على بعد حوالي ثلاثمائة متر، هناك شارع جانبي يتجه شمالا يسار الشارع الكبير، بعد أربع منازل يفتح للغرب منزل الأسرة المفجوعة، حيث يخيم الحزن على الحجرات والنوافذ والأبواب والناس.
يتوافد المعزون والمواسون من الجيران والأقارب؛ بين الفينة والأخرى، وهناك في ساحة المنزل تجمع نسائي ينسجم مرة في طقس بكائي عميق، ليخلد مرة أخرى إلى بعض التصبر، قبل أن يقطه دخول معز أو معزية تثير الأسى.
صديقات فاطمة وقريباتها لهن روايتهن للقصة: تلقت فاطمة اتصالا؛ قالت قريباتها إنه من زوجها محمد سالم؛ يفيد بأنه عاد من رحلته، وأنه أرسل مساعده لجلب الغداء.. حسب هذه الرواية قطعت الضحية جلسة الشاي مع بنت خالتها، وتركت هاتفها في الشحن، وذهبت إلى منزلها، دقائق قبل سريان الخبرـالفاجعة.
منزلها، هو ثالث المنازل المعنية بالفاجعة، نعود أدراجنا إلى الشارع الرئيس، ونتجه شرقا، يتلقانا عن شمائلنا منزل أصفر مغلق يطل منه مصباح كهربائي يضيء جانب الشارع (الذي يظهر في الصورة).
من الطبيعي أن يكون المنزل مغلقا، فساكناه لا أبناء لهما وأحدهما في ضيافة الشرطة ومن بعدها إلى سجن من المرجح أن لا يبرحه مطلقا إلا إلى دار القرار، والثاني في ضيافة قبر من المؤكد أنه لن يعود منه إلى يوم يبعثون..
والدة الضحية، السيدة الوقور لاذت بسبحتها، واندمجت في تمرير حباتها، والصمت ديدنها، كما حق الصمت من قبل على ما يبدو على الزوج القاتل.
تلفعت الوالدة المصابة في فلذة كبدها بأثوابها، ولم تحر جوابا، لم تقو على حضور الغسل ولا الصلاة على بنتها.
احتشد العشرات بعد صلاة العشاء في مسجد ولد امحود في مقاطعة تيارت لأداء صلاة الجنازة على الضحية، التي خرج جثمانها للتو من غرفة التشريح بالمستشفى.
كان من بين الحضور أفراد عائلة الجاني، تجمع وشائج دموية طرفي قصة “دار السلام”..
جيران المنازل الثلاثة يجمعون على دماثة أخلاق وتديّن الجاني؛ ويستغربون إقدامه على هذا الفعل.
مساعد سابق له يقف بجانب أحد زملائه من سائقي الشاحنات ليقولا للحياة الوطنية إنهما أصيبا بصدمة كبيرة ولم يصدقا بادي الرأي أن محمد سالم يذبح أحدا، أحرى زوجته.
فتش عن الغيرة في الخلفية، قال بعض الجيران في تصريحات للحياة الوطنية إن الرجل يشك منذ فترة في سلوك زوجته، وأنه تعمد القدوم في وقت غير متوقع ليستكشف جلية الأمر.
أوقف ولد احميدي سيارته أمام منزل أسرته، وترجل إلى منزله، -يقول أحد المتحدثين للحياة الوطنية- ، وهناك وجد من أخبره بوجود أحد أصدقائه المقربين، تتحفظ الحياة الوطنية على اسمه، مع زوجته.
دخل الرجل بهدوء، لينسحب -حسب ذات الرواية- صديقه سابقا؛ غريمه لاحقا، من المسرح كفص ملح ذاب في الماء، أو خيط دخان تبدد، قيل إن الزوجة كانت غير مكتملة الاكسسوارات لحظة دخول الزوج..
حوار قصير لم ينقل كنهه الشاهدان الوحيدان للجريمة اللذان أحداهما مات والثاني ختم الله على لسانه، بعد أن مَرر السكين على رقبة الشاهد الأول، لتصل التراجيديا ذورتها.
غادر ولد احميدي مسرح الحدث، وفي منزل أهله كان في وضع هستيري غير طبيعي، وهناك كاد يلحق روحه بروح فاطمة التي سافرت إلى الدار الآخرة قبل دقائق.
تدخل ذووه وكبلوه وأوثقوه وقيدوه، قبل أن يتصلوا بالشرطة.. التي جاءت يقدمها مدير الأمن الجهوي في نواكشوط الشمالية المفوض محمد محمود ولد الحسن، وضابط المداومة باب أحمد ولد البكاي.
عاين نائب وكيل الجمهورية الشيخ ولد الغابد الجثة، وأمر بنقلها إلى المشرحة ومن ثم السماح لها بالدفن.
بعد ساعات أودعت فاطمة مستقرها في مقبرة الطويله شمال العاصمة.. وما زالت هناك أسئلة كبيرة عن الدوافع والخلفية وعن فص الملح الذي ذاب في الماء.وعن خيط الدخان الذي تبدد في الهواء.
في جرائم قتل الأزواج فتش عن الغيرة.
نقلا عن الحياة الوطنية


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى