للإصلاح كلمة توضح سبب خطاب الرئيس فى المدرسة الإدارية / محمدو بن البار
وصلنا فى الحلقة الماضية إلى بداية حكم عزبز.
وقبل ان ندخل فيه أؤكد ان جميع ما فى مورتانيا الآن مما بينه الرئيس الحالى أو سكت عنه من سلبية إدارة الدولة كدولة من طرف جميع أجهزتها وزراء وولاة وأجهزة أمن إلى آخره بدأ مع الديمقراطية الفوضوية الحالقة الماحقة لكل أصول أساسيات وجود الدولة .
والبداية كانت من أعوام معاوية الأخيرة حيث بيعت سيادة الدولة لأصحاب الأصوات الذين جيء بهم مكفنبن فى أثواب اللوائح العامة مع:الكتات :النسائية الاجبارية بما يسمى نوابا وشيوخا يري عليهم اثار البداوة ولا يعرفهم أحد لا يحسنون إلا قول عاش الملك المفدي فى جلد رئيس منتخب فى اسوء عملية انتخابية .ما زال معمولا بها حتى الان لأن كل نتائجها تابع لتحرك السلطة مدنيين وعسكريين ووجهاء قبائل وبالأموال العامة ورشاوي التوظيف المنفذ والمؤمل ومازال ذلك الوضع كذلك حتى ذكره الرئيس الحالى بأدب إشارة الصديق إلى مساوئ صديقه وهكذا مازالت إرهاصات الحالى والمستقبل توحي باستمرار ما كان يقع وسببه أن المأمورية خمس سنوأت فقط نصفها الأول لقضاء دين اختيار الاقتراع والإنضمامات إلى آخره والنصف الآخر لتقديم الدين من التعيينات والصفقات انتظارا للاقتراع الخ ما نعرف جميعا من منكر الانتخابات وكيف يقع ذاك المنكر.
أما التبرع بالتضحية لإنشاء رفاهية عامة للمواطنين بوضع اليد وضعا مباشرا على الثروات كلها واستدعاء الخبراء لتحصيلها لصالح الشعب والطرد والبطش بكل من يتطاول سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ضد المصلحة العامة للدولة وأنواع الإجرام وكل من يطمع فى اخذ ما لا يستحق
حتى يقول له الشعب هكذا فهمت قوله تعالى وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون الى اخر الآية
فتلك حلقة مازالت مفقودة فى البلد وعلى العموم فإن أوضح تلك المساوئ المستمرة هي التى تمثلها الحكومة الحالية وأشباهها من قبل أسوء تمثيل وهو غلق الابواب غلقا محكما دون مقابلة المواطنين لطرح مشاكلهم ويستثنى فقط من قال أنه نائب أومن جاء أثر مكالمة من صديق أو مسؤول عسكري أو مدنى.
ومن المؤسف أن كل توجيهات الرئيس الحالي فى فتح الأبواب لحاجات المواطنين لا يفهم الوزراء من كلمة الشعب إلا النواب وهذه السنة السيئة بدأت هي الأخرى مع ديمقراطية تحطيم الشعب عند ما وزعت أيام معاوية توصية باعتبار المنتخبين فتجسدت ان ذاك وحتى اليوم وغدا مرورا بزمن عزيز.
تلك سلم إهانة نصبتها الحكومات للمواطنين تبدأ من البواب إلى الكاتب الخاص والمدير والأمين العام قبل الوزير كلها عقبات إهانة للمواطن الذي لا نائب ولا صديق عنده للوساطة
ومن المؤسف أيضا ان تعليمات هذا الرئيس عند ما يعطيها يظن أنها ستنفذ وينفذ هو من مكانه الايعاز العسكري نصف دورة على اليمين : در
ونترجمها للوزراء الأميين فى لغة الدستور…دم تورا دروت: دروت..
بمعنى ان تعليماته يظنها للعسكر المنفذ وهي لسلم من حديد للحكومات ترعرعت عليها وشابت
وقبل الدخول فى حكم عزيز أقول فيه بصفة عامة ما قاله اخونا وصديقنا الوزير اسلم بن عبد القادر حيث قال أنه : بالرغم من أنه من ضحاياه فسيقول فيه ما يمليه عليه ضميره من تعاطف
فأنا كذلك من ضحاياه ولكن سوف أذكر انجازاته العملاقة للشعب فى كزرتيه ومأموريته الأولى أما تضحيته بي انا فقد وجد ملفى ناجحا متقدما فى لجنة مكافحة التعذيب فخط عليه بيده ليكتب موقع الأخبار العبارة التالية
الرئيس يخط بيده على اسم فلان ومازالت العبارة فى محفوظاته وفى الحين هتف بها الوزير الاول على صديق له كان قد اوصاه على المعاملة بعدالة.
ولكن اقول له هنا جزاك الله خيرا لأنى كنت عازما أن أدافع بالتي هي أحسن فى اللجنة لسلوك طريق إلى الجنة فى نظري بدل طريقها الى جهنم ان لم تتب من الوقوف مع المجرم والشفاعة فيه طبقا لقوله تعالى [ رب بما أنعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين] ” ولتسمع ذلك لجنة حقوق الانسان فهي كذلك للمجرم خصوصا .اما الانسان الضحية قتيلا او مجروحا أو مفقرا أو معتدي على عرضه فيكفى دفنه إذا مات وسجن المجرم أياما معدودات تحت الرعاية المباشرة للجان رعاية أصحاب الإثم والعدوان وكان الرؤساء لم يسمعوا قوله تعالى [واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ]الى اخر الاية وبالعودة إلى أيام عزيز أقول أنه لا شك أن كزرته ومأموريته الألى كان نفعه فيهما أكثر من ضره فلولا أيامه تلك لكنا الآن لا نري بالعين المجردة لقيامه بالمصالح التالية:
أولا: نجاح انقلابه ليتدارك الأنفاس الاخيرة للدولة التى بيعت سيادتها لرجال الاعمال ووجهاء القبائل ببداوة الديمقراطية العبثية.
ثانيا: نظر إلى الموارد فوجدها كثيرة ؛ ونظر الى الشعب فوجده قليلا وفقيرا فقال كما هو عازم عليه وهو استرجاع الاموال من جميع رجال الاعمال ولاسيما قرباء معاوية وأمثالهم لينفقها فى مصالح الشعب فقال من قلبه تصريحه المشهور انه رئيس الفقراء وهو فعلا آن ذاك كان فقيرا بالنسبة لزملائه.
فأرجع الاموال بنصف صلاحيته للرئاسة الشرعية بما أودع الله فيه منها وهي شجاعة الرجولة وتنفيذ العزم والتوكل على الطبيعة الخاصة به ان لم يحضر التوكل على الله
فالرئاسة الشرعية لا بد لها من الآتى :
اولا الحكمة والثقافة والتشاور: ثانيا العزم والرجولة و الشجاعة الطبيعية
فهو تلبس بالاخرين ولا مكان عنده للأولين.
وقام فعلا بإخلاص ببناء المنشات ألتحتية فى جميع الوطن وبني منشات عملاقة لولا هو لما وجدت الآن فبضرباته الأولى القاتلة خافه منها المقاولون الذين كانوا لا ينفذون من تعهداتهم إلا سحب ما في الفواتير الكبيرة الحجم قليلة التنفيذ كما أن سمعة الدولة فى زمنه طارت فى الأفق مشرقة ومغربة بمعنى أنه فى مأموريته الأولى لم ينس الإيعاز العسكري إلى الأمام سر.
وهذا الايعاز يحتاج ان نترجمه كسابقه الي جميع حكوماتنا الاميين وعجمة مدارسهم فى لغة دستورهم وتلك معجزة خاصة فى دولتنا من حقها ان تقود خصوصيتنا فى المتاحف الدولية.فترجمة الايعاز بلغة الرئيس والحكومة : آن ذاك دفاه مارش…
ومنه نعود الى حياة عزيز فى كزرته الأولى والثانية ومأموريته الأولى فقد قسم خيرات الدولة ان ذاك ثلاثة اقسام قسم للشعب وقد تقدم ما ترك به من آثار ماثلة للعيان لصالح الشعب
وقسم لإنشاء رجال اعمال جدد يمكن سحب الاموال من انابيبهم المالية دون ازعاج الى حسابه هو الخاص على المدي القريب والبعيد فالإنسان لا حدود لأمله فى حياته الدنيا وهذا القسم المنزوع من القسم الثانى هو القسم الثالث بمعنى قسم للشعب وقسم لرجال الأعمال ويتولد منه قسم خاص به :أمه الصفقات وأبوه الضرب بيد من حديد لغير رجال أعماله الجدد ولو كان اقرب المقربين اليه.
وتلك خصلة فيه فطبيعته اذا غضب فكأنه فى الآخرة لا نسب ولا صداقة بينه مع أي أحد ذكر أوأنثى إلا عن طريق المادة. فلو كان يترك قرببا لقرابته لترك ابنة عمه السيدة : خت.
ويلاحظ هنا انى لم اذكر ما تخلل حكمه من سلطة اعل وسيد رحمهما الله فاعل رجل منزوي لا يتطلع لأي رزق الا الرزق الذي يقال عن ..الضب.. وقد جاءه منه كثير صدفة دون أي مقابل إلا بالعمل بالسكينة دون ازعاج لأي أحد فحتى فى مهنة مسؤليته يترك الازعاج لغيره من غير اي تدخل. فوظيفته التى دامت اكثر من عشرين سنة جعلها مثل :شمامة :أخذ خيرها ولا تزعج أى احد بسببها .فاهل المهنة : مكفى سعيد
أما سيد فكانت خبرته الاقتصادية وعفافه عن المال العام يمكن ان يخلق بها طريقة تنموية مدنية يعيش فيها الشعب بكل هدوه ولكن حرص الجنرالات على استرداد انقلابهم لم يترك لاعل ولا سيد ا ثرا لرئاستهما
وأعانهم على ذلك وجود كتيبة من النواب مثقفة تجيد الكلام وتبلغ هدف القيادة المؤمل فيها كل الخير بمعناه الدنيوي كل ذلك عجل بما نفذه عزيز وحده فى امانته الرئاسية فبدلا من’الحجاب عليها شربها على نغمات عزف الكتيبة النيابية .
والى هنا ينتهى مجال عمل الرئيس عزيز الأول فى مأموريته بخيره الكثير وشره القليل الذي تخلله شربه لأمانته.
ومن هنا يبدا الرئيس عزيز مأموريته الثانية وقد وقفت له الرئاسة على اربع .
الحلقة القادمة باذن الله.