نصف خطوة على سلم النجاح (4) / محمد الأمين ولد الفاضل
إن إدارة الوقت هي أن تعمل بطريقة أفضل وأكثر فعالية لا بمشقة أكبر.
كما قلنا سابقا فإنه لا أحد يمكنه أن يمنحك دقيقة إضافية واحدة، وليست هناك طريقة سحرية لزيادة الأربع والعشرين ساعة التي تمنح لكل واحد منا في كل يوم..تلك حقيقة علينا أن نتذكرها دائما، ولكن هناك حقيقة أخرى وهي أن الإدارة الجيدة للوقت تمكننا من السيطرة على الوقت بشكل جيد، وتمديده بشكل أفضل، مما يجعله يبدو وكأنه أطول. وسيتيح لنا ذلك أن نعمل بطريقة أكثر فعالية، ومن أجل إدارة جيدة للوقت فإليكم هذه النصائح السبع:
النصيحة الأولى : فتش عن أماكن هدر وقتك وضياعه وأغلق المنفذ بشكل فوري، وإذا لم تستطع فعل ذلك فعليك أن تتوقف بشكل فوري عن قراءة هذا المقال، واعلم بأنه لا أمل لك في أن تكون من الذين يديرون وقتهم بشكل جيد..إذا لم تتحكم في وقتك وتسد منافذ هدره فاعلم أنك لست مؤهلا لإدارة وقتك بشكل جيد.
النصيحة الثانية: حدد بداية ونهاية لكل مهمة أو عمل تريد إنجازه
من المهم جدا أن تحدد وقت بداية ونهاية لكل عمل أو مهمة تريد إنجازها، ولا تترك وقت تنفيذ المهام وتأدية الأعمال مفتوحا على طول. إن من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها أغلبنا هو أننا ننشغل بمهام وأعمال دون أن نحدد لها وقت بداية أو نهاية فنُضيع بذلك أوقاتا ثمينة دون أن نبدأ في تلك المهام ودون أن ننهيها، وبالتالي دون أن يكون بإمكاننا أن نتفرغ لمهام أخرى، فتقع المهمة على المهمة، وتتداخل المهام دون أن ننجز أيا من تلك المهام، فندخل بذلك في فوضى عارمة من التخبط ومن تشتيت الجهد.لا يعني تحديد وقت بداية ونهاية لكل عمل أن لا تكون هناك مرونة في تغيير ذلك الوقت إذا ما استوجبت الظروف ذلك. لا بأس بشيء قليل من المرونة، ولا بأس بترك هامش قصير لتعديل توقيت البداية والنهاية حسب الضرورة، ولكن ذلك الهامش يجب أن يظل محدود المدة دائما.
النصيحة الثالثة: خصص أوقات ذروة عطائك للأولويات وللأهم ثم الأهم
إن لكل واحد منا أوقات ذروة وأوقات صفاء ذهني تكون فيها قدرته على التركيز أكبر، ويكون فيها أكثر نشاطا. كما أن لكل واحد منا أوقات خمول يكون فيها غير نشط، ويكون فيها حضوره الذهني وتركيزه في أدنى المستويات. إن ما يمكن أن ننجزه من أعمال في ساعة واحدة من ساعات أوقات الذروة قد لا نستطيع أن ننجزه خلال عدة ساعات من أوقات الخمول، ولذا فيجب أن نحرص دائما على أن نخصص أوقات الذروة للأولويات ولكل الأمور المهمة في حياتنا، على أن نترك أوقات الخمول للأمور غير المهمة في حياتنا. وأوقات الذرة في الغالب هي الساعات الأولى من الصباح، وقد تكون في المساء أو الليل بالنسبة للبعض، فعلى الطالب أن يخصصها للدراسة، وعلى العامل أن يخصصها للإنتاج وإعداد التقارير، وعلى الأستاذ أن يخصصها للتحضير لدرسه ، وعلى الباحث والمفكر والكاتب أن يخصصوها لإنتاجهم الفكري.
النصيحة الرابعة: ركز لتربح المزيد من الوقت
إننا نبدو في زمننا هذا في غاية الانشغال، وعندما تسأل أي واحد منا عن العمل وعن الانشغالات يقول لك إن المهام والانشغالات كثيرة وإن الوقت لا يكفي لتأديتها. على من يقول بذلك أن يركز في عمله ليربح فائضا من الوقت، فعلى من يعمل مثلا لتسع ساعات في اليوم، ودون أن يتمكن من إنجاز ما كان يريد إنجازه أن يركز في عمله لست ساعات، وعندها سيجد بأنه قد أنجز في تلك الساعات الست ما كان عاجزا عن إنجازه في تسع ساعات. إن التركيز الجيد في العمل سيمكننا من ربح ساعات ثمينة ومن زيادة وقت الفراغ لمن يبحث عن وقت فراغ يخصصه للأمور الأقل أهمية.
النصيحة الخامسة : احذر لصوص الوقت
لقد تعودنا في هذه الحياة أن نحرس ممتلكاتنا وأموالنا، وأن لا نتركها عرضة للصوص، ولكننا لم نتعود ـ في المقابل ـ حراسة أغلى وأنفس وأثمن ما نملك، أي أوقاتنا. إن وقتك ـ والذي هو أغلى وأنفس ما تملك ـ يحتاج هو أيضا لحراسة مشددة، فهناك لصوص كثر يتربصون بك ويريدون سرقة وقتك، فلا تسمح لهم بذلك. ومن لصوص الوقت المكالمات والدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة المسلسلات ومباريات كرة القدم لساعات طوال، ومنها الزيارات المفاجئة والاجتماعات العبثية التي لا تناقش شيئا مفيدا، ومنها عدم القدرة على قول لا لمن يطلب منك تأدية عمل سيكون على حساب أولوياتك.
أخطر ما يقوم به لصوص الوقت هو أنهم لا يسرقون وقتك فقط، بل إنهم يسرقون معه تركيزك، ومن أجل استعادة تركيزك بعد كل عملية سرقة، فأنت بحاجة إلى وقت إضافي آخر حتى تستعيد من جديد تركيزك.
لكي تركز أكثر عليك أن تُبعد عنك كل لصوص الوقت خاصة الهاتف ..ضع الهاتف على الصامت وابتعد عن الانترنت حتى تنجز أعمالك المهمة.
النصيحة السادسة : لا تقم بعملين مهمين في نفس الوقت..أنت تعتقد أنك تفعل هذا من أجل استغلال الوقت، ولكن هذا سيأتي بنتائج سلبية عكسا لما أردت، وسيتسبب في ضياع وقت أكثر من الوقت الذي ستستهلكه في حالة حاولت أن تنجز كل واحد منهما في وقت خاص به..خلط الأعمال ينصح به فقط في الأوقات التي تقوم فيها بأعمال غير مهمة، فيمكنك مثلا أن تخلط بين متابعة مسلسل والدردشة في الفيسبوك، بل إن خلط هذا النوع من الأعمال يعد من الأمور التي ينصح بها.
النصيحة السابعة : احذر من التسويف، وابدأ من الآن، والآن تعني الآن…إن مواجهة التسويف تحتاج لأن تستشعر قيمة المهمة التي تقوم بها. وتذكر دائما أن اللحظة التي تعيشها الآن هي أفضل وأنسب توقيت لتبدأ عملك الذي تفكر فيه والذي عليك أن تنجزه.
يتواصل بإذن الله..
لمشاهدة الحلقة الرابعة من برنامج نصف خطوة: