مثل خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم، في شكله ومضمونه، تساميا على الخطابات النمطية التي تغرق في العموميات لتقول كل شيء، دون أن تقول شيئا محددا! فمن حيث الشكل استخدم فخامة الرئيس الحسانية في سابقة فاجأت الحضور الذي توقع خطابا “رسميا” يشيد بالإنجاز، ويسدي بعض النصح، ويتطلع إلى المستقبل. عزز هذا الشعور إخراج الرئيس ورقة من جيب بدلته. لكن ثوانٍ من الصمت، والرئيس ينظر إلى الحضور، مهملا الورقة، أثارت الانتباه، وأزالت من أذهاننا جميعا تصورنا المسبق لشكل الخطاب ومضمونه. كانت تلكم أولى المفاجآت التي أعطت للخطاب نكهته الخاصة شكلا ومضمونا. فقد شعر الحضور أن رسالة الخطاب لا تقف عند المستويات الرسمية، وإنما تتجاوزها إلى العمق الشعبي ليدرك الشعب أن رئيسه ليس حبيس القصر، والتشريفات، والرسميات… وإنما هو على اطلاع بظلم فاتورة الكهرباء، واختفاء عداد الماء نهاية الأسبوع، ودوامة المداخلات… أمثلة ضربها فخامة الرئيس لمعاناة المواطن في تعامله مع إدارة وجدت لتخدمه في أحسن الظروف!