آراء وتحليلات

محطة التغيير والإصلاح/ عبد الله ولد اكوهي

بادئ ذي بدء لا يمكن لأي كان أن موريتانيا ليس لديها مشاكل على كافة الأصعدة والمستويات هذا هو المعطى الذي لا بد أن نثبته وننطلق منه.
ومن الثابت كذلك أن سوء التسيير وسوء التدبير وسوء الإختيار والإستبداد والإنفرادية في اتخاذ القرار من بعض أصحاب القرار والتكليف الذين تولوا المناصب العليا في الدولة طيلة مسيرة الدولة إلى الآن لم يكن المسؤولية وبالمصلحة العامة يسكن قلوبهم ولا عقولهم بل طغى عليهم حب النفس والمال والشهوات وكان المواطن والشعب ومشاكله ومعاناته آخر اهتماماتهم وانشغالاتهم. فأصبح الشعب وهو صاحب السيادة في واد سحيق من التجهيل والمرض والمؤسسات والتعاسة قل نظيرها.
كما إني إن كنت انسى فلن أنسى أن مصيبتنا كانت في تعاقب دوامة الانظمة الإستثنائية تارة باسم الإنقاذ وتارة باسم الخلاص وتارة وتارة والتي لم تحسن من احوالنا شيئا يذكر.. ثم دخلنا مكرهين أو غير مكرهين في ديموقراطية مشوهة أنجبت لنا نخبة فاسدة ومفسدة منحازة للسلطة في اغلبها تبحث عن مصالحه الشخصية ولا يعنيها في الشعب لا تحمل الكل ولا تقري الضيف ولا تداوي المريض ولا تساند الملهوف عالة على الشعب وعلى السلطة لا يعنيها إلا نفسي نفسي.. أما مفاهيم الوطنية ودولة المؤسسات ودولة الحق والقانون والإنصاف واتصل كل ذي حق حقه واستقلالية القضاء والتصدير لمشاكل المواطنين وتقريب القضاء من المتقاضين والإدارة من المواطنين كلها مفاهيم ضرب بها عرض الحائط أو رموها في سلة المهملات.
والحالة هذه وفي هذه العجالة فإن محاربة الفساد من خلال التغيير والإصلاح هو اولوية الأولويات والشغل الشاغل للحديث الصالونات. إن تأجيله المرة تلو المرة لا يزيد الطين إلا بلة ليحيى من حيي عن بينة ويهلك عن ببنة. إن الإصلاح والتغيير المنشود لم يعد يتحمل التلكأ والتردد والتسويف. فقد لا نكون نحن هم المقصودون به نحن هذا الجيل بل نريده لعيالنا وللأجيال القادمة من الموريتانيين لترفل في النهضة والتقدم والتنمية. ومسيرة تنمية الدول من أكثر ما تتطلبه هو الاستعانة بالله وطول النفس والعمل الدؤوب إلى أن تتحقق الاهداف التنموية المنشودة.
وفي الختام كلمة فخامة الرئيس في اسبانيا كانت صادقة وعفويه يعي ما يقول ولا ينبئك مثل خبير ولها إن شاء الله ما بعدها وليس بمثلها إلا التفاؤل والمال الحسن

ودمتم بخير..


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى