الحرب الروسية الأوكرانية.. أهداف بوتين والسيناريوهات المتوقعة
استيقظ العالم، صباح الخميس، على عملية عسكرية روسية في الأراضي الأوكرانية، لكن مستقبل العملية على المدى القريب والبعيد، يبقى مجهولا.
وفي تقرير لمجلة “دير شبيجل” الألمانية، شرح الاستراتيجي العسكري البارز ويليام ألبيركي، تحركات روسيا في الأراضي الأوكرانية، وأهدافها، والسيناريوهات المتوقعة للحرب، وكذلك أسباب التمركزات الحالية للقوات الروسية.
وقال ألبيركي “من البداية، كان واضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند حد الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك، ولو كانت هذه الخطوة هي أقصى أهدافه، لما حشد قوات في بيلاروسيا أو أرسل ست سفن حربية إلى البحر الأسود.. ببساطة هذه الحرب رسالة للغرب”.
وأضاف: “علينا أن نميز بين أهداف روسيا قصيرة المدى من الحرب والأهداف بعيدة المدى؛ الأمر لا يتعلق بالإطار الزمني، وإنما يتعلق بالحجم”.
وتابع: “فقد حقق بوتين بالفعل الحد الأدنى في خطته وأقر باستقلال الانفصاليين، وستكون المرحلة التالية هي تحقيق اتصال جغرافي بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها من جانب واحد، على طول البحر الأسود”.
وتوقع الخبير الاستراتيجي العسكري قائلا: “ستكون الخطوة الكبيرة والصعبة حقًا بالنسبة لروسيا، هي تحقيق اتصال بري من شبه جزيرة القرم عبر أوديسا إلى ترانسنيستريا في عمق شرق أوكرانيا، وهو هدف كبير للعملية الروسية.. قد تكون القوات الروسية المتمركزة في بيلاروسيا موجودة هناك لجذب انتباه أوكرانيا شمالاً، والاحتمال الآخر هو أن موسكو تستغل التمركز في بيلاروسيا لضرب كييف جوا، وتدمير وحدات القيادة والسيطرة الخاصة بالجيش الأوكراني”.
سيناريوهات القتال
ورغم الضربات الجوية والصاروخية الروسية، يرى ألبيكري أنه من الصعب على الروس تدمير أجزاء كبيرة من هياكل القيادة الأوكرانية بهجمات إلكترونية وغارات جوية، لافتا إلى أن المعركة الحقيقة ستكون برية.
وأوضح أن “أوكرانيا تدرك أنها ستخسر المعركة التكنولوجية. لكن الحرب الحديثة لا تزال تدور حول السيطرة على الأراضي، وهذا هو المجال الذي سيكون فيه الجيش الأوكراني قادرًا على القتال”.
ولفت إلى أن “روسيا تأمل في أن تجبر الحرب بالضربات الجوية والمناورات، الحكومة الأوكرانية على الاستسلام، لكن إذا لم يحدث ذلك السيناريو سنكون أمام السيناريو الثاني والمتمثل في معركة برية صعبة للغاية”.
ونوه إلى أن “الجغرافيا والطرق والدفاعات الأرضية في أوكرانيا مختلفة تمامًا، وستكون صعبة على الجنود الروس، وأعتقد أن أمامنا بعض أسابيع صعبة”.
وردا على سؤال حول إمكانية غزو كييف، قال ألبيكري، وهو مدير قسم الاستراتيجية والتكنولوجيا والحد من التسلح في مركز أبحاث لندن، “يجب أن يكون هذا السيناريو كابوسًا مطلقًا حتى بالنسبة للاستراتيجيين الروس.. لا يوجد جندي يريد القتال في بيئة حضرية. خاصة في القرن الحادي والعشرين.. سيناريو الروس الأول هو استسلام الجيش الأوكراني دون قتال أو احتكاك كبير بين القوات”.
ووفق الخبير الاستراتيجي، فإن بوتين عمد من بداية الأزمة إلى إبقاء خياراته مفتوحه، وترك الأمور تتصاعد ورصد رد فعل الغرب وأوكرانيا، لكن الجيش الروسي كان يتابع الأمر، ويعرف كيف ينفذ القرار، عندما يجري اتخاذه.
الجبهة الروسية
وحول امتلاك الجنود الروس الدوافع لخوض حرب صعبة، يقول ألبيكري، “جزء من استراتيجية الأمن الروسية هو زرع القومية الروسية في الشباب، ذلك، فإن دافع الجنود الروس حاليا، أعلى بكثير مما كان عليه الأمر خلال الحرب الباردة”.
وتابع “السبب الرئيسي أيضا في ذلك، هو أن بوتين حسن ظروف الجيش بمعدات أفضل وتدريب أفضل، ورواتب أفضل.. بغض النظر عن السيناريو الذي يضعه بوتين، فإن هؤلاء الجنود سيفعلون ما يقوله لأنهم مدربون ومحترفون”.
وفيما يتعلق بتأثير العقوبات على بوتين، قال “يعمل الرئيس الروسي على جعل الاقتصاد الروسي مقاوما للعقوبات، منذ سنوات، وأعتقد أنه قام بعمل جيد جدًا”، مضيفا “هناك احتياطيات نقدية كبيرة من العملات الأجنبية في روسيا”.
وتابع: “بالطبع لا يزال يتعين علينا فرض عقوبات على روسيا، لكن ذلك لن يؤثر على تخطيط بوتين”، لافتا إلى أن “روسيا تريد تغيير النظام العالمي الراهن، وحلف شمال الأطلسي “الناتو” مطالب بالتحرك لجعل الأمر صعبا على موسكو”.
العين الإخبارية