الحرب على كورونا : مقترحات عملية (1) / محمد الأمين ولد الفاضل
لقد كسبنا جولة في حربنا ضد كورونا، وذلك بعد أن تم الإعلان عن تعافي كل المصابين بكوفيد 19 في بلادنا، ورغم أهمية كسبنا لتلك الجولة إلا أن ذلك لا يعني بأننا قد انتصرنا في حربنا ضد كورونا. إن الجبهة الأخطر والأكثر سخونة في هذه الحرب، والتي ستحدد في النهاية نتائج حربنا ضد كورونا هي جبهة الحدود، وما لم نكسب المعارك على هذه الجبهة، ونوقف بالتالي عمليات التسلل، فلا مجال للحديث عن الانتصار على كورونا.
فكيف يمكننا أن نوقف عمليات التسلل على حدود يبلغ طولها في المجمل 5074 كلم؟
إن التحدي الأكبر يتمثل في السيطرة على حدودنا مع كل بلدان الجوار، وخاصة منها الحدود مع السنغال ومالي، وتبقى الحدود مع مالي هي الأكثر خطورة، وذلك لأنها تمتد على شريط طوله 2237كلم. ثم إن مالي تُعَدُّ من دول الجوار الأقل استقرارا والأكثر تهاونا مع جائحة كورونا، لدرجة أنها نظمت انتخابات في زمن تفشي الوباء، وكان من بين الوفيات بسبب كورونا ثلاثة نواب ماليين كانوا قد شاركوا في الحملة الانتخابية مما يعني بأنهم قد اختلطوا مع عدد كبير من المواطنين الماليين.
إن تفشي الوباء في دول الجوار يعني أن أي متسلل قادم من إحدى دول الجوار سيبقى حاملا محتملا للفيروس، ولذلك فهو يشكل خطرا كبيرا على بلادنا لا يقل عن الخطر الذي يشكله إرهابي يحمل حزاما ناسفا يحاول أن يتسلل إلى داخل بلادنا ليفجر نفسه بين عدد من المواطنين الأبرياء.
لا فرق بين متسلل يحمل فيروس كورونا ومتسلل آخر يحمل حزاما ناسفا، ولذا فإنه علينا أن نتصدى لهما بنفس الحزم والعزم، وهذه بعض المقترحات العملية التي قد تساعد في حماية حدودنا من المتسللين.
1 ـ إشراك الأهالي في القرى الحدودية، وخاصة الشباب والوجهاء، في عملية التصدي للمتسللين، وتخصيص مكافأة مادية معتبرة لكل مواطن يكشف عملية تسلل.
2 ـ معاقبة المتسللين من بعد انتهاء عملية الحجر، ومصادرة أي وسيلة نقل (سيارة ؛ دراجة ؛ عربة حمار …إلخ ) يضبط صاحبها متلبسا بعملية تهريب متسللين.
3 ـ اكتتاب بعض الجنود المتقاعدين بشكل مؤقت وإرسالهم إلى الحدود للمشاركة في جهود الجيش والقوات الأمنية في مجال التصدي للمتسللين.
4 ـ منح علاوات خاصة للجنود المرابطين على الحدود
5 ـ التركيز في مجال التوعية والتحسيس على القرى الحدودية
6 ـ توجيه البعثات الدعوية التي كانت ترسلها وزارة التوجيه الإسلامي إلى بعض الدول الأوروبية والإفريقية خلال شهر رمضان، توجيه هذه البعثات إلى القرى الحدودية لتفقيه الأهالي حول ما يجب فعله في زمن الأوبئة مع التركيز على قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها”.
7 ـ العمل على إيجاد حلول لبعض العالقين ممن لديهم حالات إنسانية خاصة، وتسهيل عودة مواطنينا الذين يوجدون في بلدان إفريقية غير آمنة، ويريدون الخروج بأموالهم إلى موريتانيا من قبل أن تسوء الأوضاع في تلك البلدان ويتم نهب أموالهم.
ستتواصل هذه المقترحات إن شاء الله
حفظ الله موريتانيا..