الطيور المخابرة
استخدم الإنسان، منذ القدم، أنواعا شتى من الطيور لاغراضه المختلفة؛ فقد استخدمت المجتمعات البدائية زجر الطير للتفاول والطيرة، ومن ثم الإقدام والإحجام؛ واستدلت بالنسور والغربان، على مواقع الماء، وعلى شراسة المعارك الدامية، وبصياح الديكة على المواقيت.
ثم تمكن الإنسان من استئناس جوارح الطير، كالعقبان والرخم، وتعليمها الصيد والقنص، فكان يصطاد بها الطيور الماكولة، كالنعام والحبارى والديك الرومي والحبشى؛ كما اصطاد بها صغار الغزلان والارانب والسناجب والثعالب..كما برع الإنسان في تدجين انواع من الطير في المزارع لإنتاج البيض واللحوم، كالدجاج والبط والحمام
واستخدم الإنسان الطير، لاغراض اخرى كثيرة، لا صلة لها بالقنص وشؤون المائدة، فاستعمل الحمام الزاجل في البريد، لحمل قصائد الغرام والحب، بين العشاق، ولتبليغ اوامر وإيعازات المعارك الحربية، واخبارها ونتائجها، إلى من يهمه أمرها.
اما الإنسان المعاصر، فقد أحدث استخدامات كثيرة للطير، بقدر ما احدث من فجور، وقطع اشواطا بعيدة في تسخيرها للشر، وجعلها حوامل لاجهزة استخبارات دقيقة، لتسجيل وإرسال المعلومات الاستخبارية؛
وقد أحرزت المخابرات الصهيونية( الموساد) قصب السبق في هذا السليل، حيث باتت الشركات الصهيونية المصدر الاول والاساسي للنوابض الاليكترونية الدقيقة والحساسة التي تستخدم في القرصة الاليكترونية، ونقل المعلومات الاستخبارية.
طافت بنفسي هواجس مرعبة، وانا اتابع فيلما وثائقيا عن حوض آرغين، كمحطة شبه إجبارية، لافواج الطيور المهاجرة، عبر أبرز خطوط هجرتها المعروفة، من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، وما يمثله استخدام تلك الطيور في الشر، من تهديد لامننا ومستقبل اجيالنا
ثم طافت بنفسي ذكرى واقعة احضرت خلالها دولة الإمارات آلاف طير الحبارى المستزرعة عندهم، ثم اطلقتها في مناطق شاسعة من بوادي ولاية تيرس زمور؛ وقد ثبت أن أولئك الأشقاء، قداخترقوا هاتف أغنى رجل في آمريكا، من خلال تقنية صهيونية دقيقة.
حفظ الله بلادنا ورد عنها زيغ أهل الزيغ وفساد أهل الفساد.
الطيور المخابرة