نبل الزعيم بيجل :
ذات ليلة شتوية وجد بيجل ولدحميد في صالونه رجلا لايعرفه ينتظره ، سلّم عليه ممازحا ” البيظاني أنت اخبارك ذا الوقت افداري ” ، فأبلغه بأنه عسكري سابق ، فصله ولد الطائع متهما إيّاه بانتمائه لحزب البعث ، وأنه يعيل عيالا ، و ” جئتك لتشتري لي سيارة انتكسي بها ، وكل شهر سأدفع لك ماأستطيع حتى يكتمل المبلغ ” ، فسأله بيجل هل تعرفني ، فردّعليه بأنه لايعرفه ، ولكن سمعت ماكان من أمرك مع غيري ، فجئتك ، أعطاه بيجل مبلغ عشرة آلاف أوقية ، قائلا له ” هذا ابّاص ليّاك إتلود الوته ، والين تجبرها جين ” ، بعد مايقارب الشهر رجع له ، ليبلغه بأنه وجد سيارة بمبلغ مليون وثمانمائة أوقية ، فطلب منه العودة عصر اليوم الموالي ، ليسلّمه بيجل كامل المبلغ المطلوب ، في مخلت مالبورو … كان بيجل حينها مفوضا للآمن الغذائي ، وفي الشهر الاول زاره في مكتبه رفيقنا حاملا معه مبلغ عشرين الف اوقية كدفعة شهرية ، ثم جاءه في الشهر الثاني ، وعند الثالث فتح الزعيم بيجل درجه وقال لرفيقنا ” هذه اطرينيشتك الكط جبت أراعيها كاملة ، أكبظها ، الله ابارك لك فيها ، كنت نبق نعرف يكانك مارك افشي وموثوق ، ولّ مانك مارك فيه ” .
جميع وزراء موريتانيا مفسدون وسارقون ، وكذلك كبار الموظفين ، والقصور الفخمة في تفرغ زينة أكبر شاهد على ذلك ، ولكن لا أحد من وزراء موريتانيا وموظّفيها السامون مثل بيجل في عهده ووفائه وإكرام صاحب الحاجة .
منقول
من صفحة المفتش محمد باب يحي