طالب محظري يفتي العلماء بردته عن الإسلام ولمرابط محمذن فال يتدخل
حدث الثقات، قالوا: اقترع طالبان من طلاب إحدى المحاظر العتيقة في هذه الربوع حول أيهما يتولى رعاية النوق في يومهما ذاك، فغمض أحدهما عينيه، بينما أشرف الثاني على إجراء القرعة التي قضت بأن يتولى مغمض العينين رعاية النوق، فقال لصاحبه: “اظلمتني” ليرد الثاني بقوله: “ظلمك مولان” فقال الأول: لقد ارتددت، ثم أسرعا إلى شيخهما الذي قال: ما أراه إلا ارتد، وطار الخبر بين العلماء وكثرت الفتاوى بردة الطالب، حتى وصل الخبر إلى العلامة الصالح محمذن فال ولد متالي رحمه الله الذي قال، ليس هذا بردة ولم يكن الطالب مرتدا، وإنما هي المشاكلة ألم يقل الله تعالى: (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا) الله تعالى لا يجوز في حقه النسيان، (لا تأخُذُهُ سنةٌ ولا نوْمٌ)
والمشاكلة أسلوب من أساليب البديع المعروفة، وهي “ذكر الشيئ بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أوتقديرا”
وتكثر المشاكلة في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ واللهُ خَيْرُ الْماكِرِين) لأن المكر هو إعمال الحيلة لإيصال الضرر إلى الغير من حيث لا يشعر، ولا يجوز أن يطلق هذا على الله تعالى إلا عن طريق المشاكلة.
ومن المشاكلة في القرآن الكريم كذلك قوله تعالى: (فَمَن اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُو عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) لأن جزاء الاعتداء لا يسمى اعتداء، وإنما أطلق عيله اعتداء عن طريق المشاكلة.
من صفحة الباحث/ محمد الامين ولد لكويري