عكس صحافة اليوم: كاتب يُشبع جنرالا ثناء بعد مغادرته المنصب
الفريق بلاهي أحمد عيشه..
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها
تنال إلا على جسر من التعب
لقيت الفريق لأول مرة لقاء تعارف ورحم وجيرة وإرث، ففاجأني فيه هدوءه وعمق طرحه ووضوح رؤيته وصفاء تجربته ووطنيته وترفعه عن قيعان السياسات الآسنة المحلية والوطنية وابتعاده عن تغذية الخلافات ليسود، ينفعك أو لا يضرك.
ومع أن مثلي ليس مرغوبا عند رجال الأنظمة لأني دوما معارض ولا تأخذني في جلد الأنظمة لومة لائم، ولا تستهويني المناصب والتعيينات، ولا أعرف التملق، ولا أعبد إلا الله، فإنه قد ودعني بعد كثير من الإكرام قائلا كلمني بمجرد أن تحتاجني، ولم يطلب مني موقفا ولم ينهني عن موقف، صحيح أنه مقتنع بالنظام ومتماه في مشروع الرئيس غزواني إلا أنه كبير”ظافي”.
لا يمر يوم إلا ولدي مهام كثيرة لي ولمعارفي، لكني لم أتصل به، وذات سانحة ظلم اتصلت به واستقبلني فورا ببشاشة وحفاوة وبمجرد أن تأكد من عدالة القضية والظلم البين فيها بذل مجهوده المثمر وواكبها جزاه الله عني أحسن الجزاء، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
الفريق بلاهي مفخرة تشرف معرفته والقرب منه، فتاريخه ولله الحمد خال من التنطع والظلم والكبر وسوء السيرة، ليس له ملف فساد، ومن بيته إلى عمله ليس من أهل الشبه، ولم يضبط أحد من أهل بيته في موقف مزر، مما يشي بمستوى عال من التربية والفضيلة:
الطاهرون كأنهم ماء السما
لم يلتصق درن بهم وعيوب
وقد شهد قطاع الدرك نموا وتطورا مشهودا في فترته يعترف به القاصي والداني.
تقاعدت أخي الفريق…
لكنك تركت بصمات راسخة في ميادين مسؤوليتك ستبقى شاهدة على عطائك المتميز لوطنك، وراكمت جهودا محمودة في منافع المسلمين وذوي الحاجات دون من ولا أذى ستبقى أيادي أهلها ممدودة بالدعاء لك..
مهما تقاعدت من المناصب فلن تتقاعد في الضمير الجمعي، ستبقى ذكراك في النفوس وتبقى الحاجة ماسة للاستعانة بك والاستفادة من تجربتك المشرفة:
عطاؤك موفور ونفعك شامل
وعرضك ممنوع ومالك مسلَم
وفعلك محمود ومجدك شامخ
وجودك موجود وبحرك خِضْرِم
كامل الود والتقدير والتبجيل والاحترام
من صفحة الدكتور محمد سالم ولد جدو