هام: بوادر تحسن في العلاقات بين موريتانيا والسينغال
الركب إنفو: تدهورت العلاقات بين الجارتين (موريتانيا والسينغال) في الأيام الأخيرة، وتبادل الطرفان الإساءة لبعضهما البعض، وعاشا شبه بداية حرب إعلامية، على إثر نشر وكالة الصحافة السينغالية خبرا عن اعتزام منظمات حقوقية عقد مؤتمر صحفي في داكار عن أوضاع حقوق الإنسان في موريتانيا.
الخبر الذي نشرت الوكالة حوى فقرة اعتبرتها موريتانيا مسيئة وقد جاء فيها: “إن موريتانيا تمر منذ سنوات بأزمة سياسية واجتماعية خطيرة، وإنها أضحت فريسة للعبودية والعنصرية والفقر والأمية، كما تعاني من فساد ممنهج يعيق التنمية الاجتماعية”.
لكن ما نشرته وكالة الصحافة السينغالية لم يمر دون تعليق، فقد بادرت نظيرتها الموريتانية إلى الرد على هذه الإساءة، وإن كان الرد الموريتاني أقل حدة من الإساءة السينغالية، ومما جاء في التعليق الموريتاني: ” إن على هذه المنظمات غير الحكومية التي تنتقد موريتانيا ـ على نحو خاطئ ـ أن تركز اهتماماتها على شأن آخر، حيث انتهاك الحريات الصحفية، وقمع مظاهرات المعارضة… كان على هذه المنظمات غير الحكومية أن تجعل أولوية اهتمامها، ضمانا للحد الأدنى من المصداقية، لحالات الفساد التي تتناولها الصحافة المحلية السينغالية”.
وقبل أن يزداد الوضع توترا بين البلدين عمدت وكالة الصحافة السينغالية إلى الفقرة موضع الإساءة من الخبر وقامت بحذفها، وهو ما يبدو سعيا منها لرأب ما أثآته هذه الفقرة، وإن كانت لم تقدم بعد اعتذارا لجارتها الشمالية.
ويبدو أن هذا ما لم يفت على السلطات الموريتانية حيث اكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة اليوم بالقول “إن الصحافة الموريتانية كفيلة بالرد على هستيريا الإعلام السينغالي”.
ولا يخفى أن نأي الناطق باسم الحكومة بالرأي الرسمي عن القضية، وكونه جاء بعد سحب السينغال للفقرة المسيئة؛ يعد أكبر دليل على حدوث تحسن في العلاقة بين البلدين وإن صاحبه بعض التحفظ.