المضحكات المبكيات/ الدبلموساي المقال سعد بوه ولد بي
المضحكات المبكيات !
تذكرت اليوم وأنا أشاهد بعض البنى الصحية والتعليمية المهشمة والمتهالكة ،خلال فيديوهات للزيارة التفقدية؛ قصة قديمة حدثت معي أظن في ديسمبر 2006حيث استغليت سيارة تكسي مابين دمشق وبيروت، وكان شريكي في هذه السيارة شخص ما ولم نهتم لا أنا ولا هو بأكثر من تبادل التحايا ،غير أنه وبعد نصف ساعة من السفر ووصولنا إلى المعبر الحدودي “المصنع ” ،انتبه الأخ إلى أني لست سوريا ولا لبنانيا بسبب التأخر النسبي لإجراءات الدخول على غير العادة، وحين انطلقت بنا السيارة وهي تزحف معاندة جبال ظهر البيدر قبل أن تتدلى على بيروت، سألني من أين الأخ فذكرت له أنني من موريتانيا؛ فاستوى جالسا وقال والله أنتم شعب طيب لكن مظلوم ،فتعجبت وقلت له ما أدراك وكيف عرفت قال لي :لقد زرت العاصمة أنواكشوط بصفتي ممثلا للناشرين اللبنانيين للمشاركة في معرض للكتاب؛ وحكى عن صنوف من المعاناة والمفاجئات لم يظن أنها لا تزال قائمة في هذا الزمان، وأردف أنه زار بلادا أفريقية عديدة لكنه لم يتوقع أن تكون أنواكشوط الأسوء؛ وكان مما قاله أنه من المطار إلى فندق الخيمة ،لم يستبن الطريق للاضاءة الضعيفة وقرب المسافة، ونام في الفندق ليلته ولكنه حين أستيقظ وأطل من النافذة كبر لا إراديا! وحين سألته لم؟ ! قال لي بلغته اللبنانية ( يازلمة فكرت أنو هيدي ساحة حرب هلأ خلصت )، إنه تعبير عن صدمته من حجم الفوضى الذي انعكس في الفضاء العام وكأنه تدمير، فحاولت وأنا الذي ألعن الساعة التي تعرف علي فيها، أن أشرح له حداثة العاصمة وكيف أنها أسست لبدو وريفيين لا يعرفون المكان وما يلزمه من السكنى وواجبات التحضر، وضعف الإمكانات …إلخ ،لكنني أحسست بأنه غير مقتنع بهذه المحاججة ، ثم أنه أعتذر عن أي إحراج قد يكون سببه لي ،وختم باستنتاج(والله كنت أنفكر مافيه أوسخ من مسؤولين لبنان )يقصد الفساد ! فقلت له أننا كلنا في الوساخة شرق وإن بتفاوت ، وقلت في نفسي أننا الأوسخ بالتخلف والفساد ومعايشة ذلك ونحن نظهر الرضا خوفا وطمعا.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
من صفحة سعد بيه على الفيس بوك