آراء وتحليلات

ولد أييه و رحلة “الإنصاف” المنتظرة …/ إسلمو أحمد سالم

تشرف المأمورية على النهاية ، و لا زال الحزب الحاكم في حالة إعادة تشكيل ، فبعد أزمة المرجعية ، و المؤتمر الأول و ما نتج عنه من هياكل و أوجه ، و الرأي العام يتطلع إلى مراجعته بطريقة تشكل قطيعة مع الماضي ، و هو ما اعتبر أمرا صعبا في ظل عدم فتح حملة انتساب تفضي إلى مؤتمر جديد لا يعتمد على إفرازات العشرية ..
في ال25 من فبراير الماضي عقد المجلس الوطني للحزب دورة عادية ناقش فيها ، من خلال ورشات عمل استغرقت ثلاثة أيام، مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلد ، في ما بدا و كأنه وضع أساس صلب لبناء مؤسسة حزبية قوية ، و تم إنشاء لجان تعنى بحلحلة معظم المشاكل التي يعنى بها الحزب .
و في دورة استثنائية  تحولت إلى مؤتمر ، اجتمع،  أول أمس،  المجلس الوطني للحزب من أجل انتخاب رئيس جديد له  هو وزير التهذيب الوطني محمد ماء العينين ولد أييه ، و تم تغيير اسم الحزب إلى : “حزب الإنصاف” ، و تغيير شعاره، و انطلاق من هذه المستجدات يمكن أن أعطي الملاحظات التالية ..
– أن الاسم مستوحى من خطاب الرئيس في وادان ، و يوحي بتتبع خطابات الرئيس ، و يشير أن الحزب يتخذ من توجيهات الرئيس حول القضايا المتعلقية بالإنصاف و الشفافية العدل و محاربة الفساد برنامجا له ، و هو أمر سيدخل الحزب المعترك كجناح سياسي فاعل للحكومة و لبرنامج رئيس الجمهورية ..
– أن الشعار هو نفسه شعار الرئيس و هو لا زال بعد مرشحا لرئاسة الجمهورية ، و هي رسالة واضحة عن بداية القطيعة مع الماضي و تسجيل ماركة خاصة بالنظام الحالي ..
– أن الرئيس الجديد للحزب هو ابن النظام الحالي ، و قد تم الدفع به لأول مرة ضمن واجهة الجهاز السياسي و التنفيذي في هذا النظام ، و بدا و كأنه صاحب ثقة لم يتغير موقعه خلال التغييرات المتتالية للحكومة ، و ازدادات مسؤولياته بإضافة الناطق باسم الحكومة إليها ، ثم بإسناد رئاسة الحزب .
– أن المهندس ولد أييه رجل من منطقة “آدرار” يحمل صفات المنطقة من صبر تؤدة و تعقل ، و هدوء و وزن للكلام و البعد من العفوية و الانقياد ، كما أن أبناء المنطقة من أقل أبناء الوطن فسادا و أكثرهم إيمانا بالدولة . و هو فوق ذلك تكنوقراطي بطبيعته من المفترض أن يطبع السياسة بالعقلانية و المبدئية .
– الرجل لا ينتمي لأي من الأطراف المتصارعة على أساس إيدولوجي و جهوي و قبلي و شرائحي ، و من المفترض أن لا يخشى عليه من استغلال علاقاته الاجتماعية و المهنية و علاقاته الخاصة في أجندات تخدم أفراد أو أحلافا على حساب الهدف العام الذي تسمى من أجله الحزب ب”الإنصاف”..

سيكون أمام الرئيس الجديد للحزب الكثير من العمل ، على رأسه دراسة متأنية لوضعية للحزب و آليات مواءمته مع تطلعات رئيس الجمهورية ، و هو ما أشار إليه في خطابه بعد انتخابه ، ثم مباشرة التنفيذ التي ينبغي أن تبعد الحزب عن الاستقطاب و الصراعات ، و تجعل منه حكما متفقا عليه في حلحلة الصراعات الوطنية و المحلية.

و سيكون على رئيس الحزب مباشرة تغيير جهوري في هياكله عن طريق فتح انتساب جديد على أسس سليمة و تنظيم مؤتمر يفرز هياكل و قيادات تشكل قطيعة مع العشرية ، و بالتالي التحضير لانتخابات يضمن فيها الاكتساح دون صراعات و مواجهات محلية ..

و سيكون على الرئيس أن يجعل من الحزب مؤسسة ذات أسس و مبادئ و نظام أساسي و نظام داخلي مستقل عن الأفراد ، تضمن له البقاء و الاستمرار مهما تغيرت قيادة البلد ..

يرى الكثير المنخرطين في الحزب أن رئيسه الجديد و التغيرات الأخرى هي مؤشر على عملية إصلاح شاملة ، فهل سيكون ولد أييه على مستوى تطلعات الرأي في إحداث قطيعة مع الماضي و بناء حزب قوي ذي أسس ثابتة لا تتغير مع تغير الجالس على كرسي رئاسية ؟


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى