ولد الغزواني.. الثائر على النمطية
لقد صَدَقَنا ولد الغزواني اليوم كما صَدَقَنا من قبل في وادان ونواكشوط، فنحن بلد فقير، هذا هو واقعنا، وذلك هو تصنيف العالم لنا، وهنا قد يقول قائل إن أرضنا غنية بالمُقدِرات، وسواحلنا زاخرة بأفانين الأسماك، وهي مقولة صِدق لا شية فيها، لكننا فاشلون في الاستفادة من خيرات أرضنا، وعاجزون عن استغلال طيبات محيطنا، لذلك نحن فقراء ومتخلفون، فهل أنتم مغنون عنا بالتدوين البذيء والفجور في السب والخصومة، نصيبا من الفقر والتخلف، كلا، لقد صدق الرجل وكذبتم وكنتم قوما بورا.
لكننا قادرون ـ كما قال رئيس الجمهورية ـ على تحطيم سُجف الفقر ونسف جُدر البؤس والتخلف، وتلمس نور التقدم والرقي، إن نحن واصلنا السير قدما سواء السبيل، ونبذنا أسباب التخلف واتخذنا عوائق التقدم وراءنا ظهريا، فالضوء في نهاية النفق يقترب رويدا رويدا، ونحن واصلوه بإذن الله.
ولعل في العامين الفارطين من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ما يرفع غشاوة اليأس ويبعث روح الأمل في قهر البؤس والتخلف، رغم أن “كورونا” لم يمهل نظامه كثيرا، فأدخل البلاد ـ كما العالم بأسره ـ بعد أشهر من وصوله إلى السلطة، في حالة طوارئ صحية واقتصادية واجتماعية لا مرد لها، لكنه أصر على أن يحارب كورونا وتداعياته على جبهة بذل فيها الغالي والنفيس، وأن يمضي قدما ـ على جبهة أخرى ـ في حرب لا هوادة فيها على الفقر والتخلف، بتنفيذ تعهداته للمواطنين، وإشاعة الإخاء والطمأنينة بينهم، ونزع فتيل كل بؤر التشنج والفئوية والغبن وسائر بوائق التخلف والخصاصة، وتلك بوادر أشراط التقدم، ومطالع دروب النماء.
محمد محمود ولد عبد الله