تفاءلوا خيرا / البشير ولد بيا ولد سليمان
ولنثمن ما نحن فيه من صحة وعافية و لا نعظم أمر هذا الوباء، كارثة حلت ببلدانهم , أما في بلداننا ولله الحمد فالخطر خفيف , فلنثمن ما نحن فيه من نعم و نعيش حياتنا الطبيعية ولا نخلق أزمات ومشاكل لشعوبنا, ثم ان الأوبئة ليست جديدة علي العالم ولم تغير سلوك الناس الا مع هذا الوباء, فلأول مرة يساق العالم لمنهج واحد لمحاربة وباء غامض,لغزا منذ البدايه ولا يعرف حتي الان ان كان أمره طبيعيا ام مدبرا, ولا كيف انتشر؟ وكيف لم يبحث له عن علاج بل تركزت الأبحاث علي انتاج لقاح للوقاية , ليتم تعميم هذا اللقاح بسرعة غير طبيعية متجاوزا الأعراف الصحية بتجربته علي الفئران أولا ، وليظهر الاختلاف في عدد اللقاحات , حقنة واحدة عند هؤلاء وحقنتين و ثلاث عند هؤلاء , و ليرغم الناس “غير المصابين ” علي أخذ هذه الحقن ، فما السر وراء كل هذا ؟ ولماذا هذه الزوبعة الإعلامية وثقافة الرعب والتهويل المرافقة لهذا الوباء ؟ .
افلام الرعب, لقد نجح أصحاب أفلام الرعب في تخويف الأطفال و ترويعهم واليوم مع ظهور هذا الفيروس تعود أفلام الرعب للواجهة لكن هذه المرة مع الكبار والمطية هي الإعلام فيبالغ و يهول و يكثر صور الوفيات و عدد الإصابات ، ترويع و تخويف و ترويج اللقاحات ، الآمريكي جيد لانه مرة واحدة ,الصيني , الانجليزي ، مرتان , فلماذا هذا الاختلاف و لماذا التدرج الإعلامي , في البداية كان الحديث عن الوباء و صور الوفيات و عدد الإصابات، وفجأة بدأ الترويج للقاحات وظهر جنود أشخاص و دول و منظمات توزع اللقاح بالمجان علي دول افريقيا التي لم تعرف انتشارا قويا للوباء, وفجأة كذلك تحول الإعلام الي خطر جديد سماه المتحور دلتا ثم يعود للحديث عن عدد اللقاحات ، لقاح واحد يكفي , لا , اثنان علي الأقل ’ ثلاثة و هكذا حتي أصبح الناس حيارى ، فكم مرة و مع أي لقاح يكون الأمان ؟
لقد نجح أصحاب أفلام رعب الكبار وتم استصدار جواز سفر كوفيد 19 وتمت السيطرة علي العالم ليتحول الي مطيع لأي تعميم و ذا بيت القصيد , نجحوا كذلك في بث ثقافة الرعب و فرض اللقاحات و حظر التجمعات و بدل منعها و التجوال في النهار منعوها ليلا , تحصيل حاصل, فالليل سكن وليس للتجمع و التجوال , فالشاهد انها لعبة إعلام و أفلام رعب و ترهيب طيرت عقول الكبار.
خطورة لبس الكمامات لفترة طويلة، فلبسها المستمر مضر بالصحة و سبب رئيسي لأمراض الصدر و ضيق التنفس لما تتسبب فيه من تقليص حجم الهواء و الأكسجين المتسرب الي الرئتين و لذا فلا ينصح بلبسها في الأماكن المفتوحة و الجو العام الغير مزدحم بالناس .
خطورة هجر المساجد: فالمألوف اذا اشتد القصف الجوي ان يلجأ الناس الي الملاجئ الأرضية , فكذلك الحال بالنسبة للأزمات والأوبئة والزلازل والأعاصير والكسوف والخسوف فان المسلمون يلجئون الي المساجد , يحتمون بها و يتضرعون الي الرحمن ليرفع عنهم الكوارث و الأوبئة.
الثقافة و الوعي الصحي ، الشعب التونسي من أكثر الشعوب وعيا و تحضرا و مع ذلك انتشر فيهم هذا الوباء ، رفعه الله عنهم و عجل لهم بالفرج ، فالمسألة ليست مسألة وعي و ثقافة صحية وأخذ بالاحتياطات فحسب , فثمة أمر آخر غامض ، نسأل الله العافية و السلامة ، والخلاص لا يكون الا باللجوء الي المساجد و التضرع الي الله.
التعامل مع المجهول و مقولة ” أن الفيروس نائم ” مهزلة , فكم من أمراض و فيروسات نائمة في أجسامنا , فهل نعيش بقية أعمارنا نتحفظ و نتباعد عن بعضنا ؟ , في عقيدتنا ان المجهول يظل طيبا الي ان يظهر العكس ، فهو كالمتهم بريء الي ان تثبت إدانته ، وفيروس كورونا اذا كان كما يقولون نائما ، فعقيدتنا ترجح الخيرية و السلامة و الايجابية في الأمور كلها و خاصة اذا كانت مجهولة ، هناك في الأفق شبح شخص في الظلام قادم الينا ، فثمة من يرجح انه لص مجرم ، وأما مدرستنا (مدرسة الخيروالفأل الحسن)فترجح انه رجل طيب صالح ، فالمجهول تتساوى فيه الاحتمالات ، فلماذا لا نرجح الخيرية ونجعل كل مجهول طيب خير ؟ فابشر يا أيها الضيف وتفضل مرحب بك في بيتنا واذا كان يحتمل انك تحمل الفيروس أو أننا نحمله او انه نائم فينا أو بيننا فابشر فانه لن يستيقظ بإذن الله وتفضل نتصافح لكن ليس بقبضة اليد ولا بالمرفق فتلك الحركة قلة حياء و قلة أدب .
أمتنا ليست أمة إمعة، لنا قوانيننا و أحكامنا ، فالقاتل عندنا يقتل حدا بقطع رأسه بالسيف و ليس بالكرسي الكهربائي و لا بالجرعة القاتلة أو في غرف الغاز والسارق تقطع يده بالسكين ليتألم كثيرا فلا يعود و أما المصاب بوباء معدي فيعزل فان كانوا جمعا حوصروا في ديارهم و منعوا الاختلاط او السفر منهم او اليهم , هذا ان ثبتت إصابتهم بالوباء فعلا ، لا احتمالا ، فموضوع الاحتمال و أن الشخص قد يكون مصاب لأن الفيروس نائم و قد يظهر , فأحكام ديننا لا تنبني علي الوهم والاحتمال .
لقاحاتهم و لقاحاتنا، لهم أدويتهم ولنا أدويتنا ، نأخذ بحقنهم ان وجدنا فيها خيرا و لكن لا نعول عليها انما علي حقنة الفاتحة بقراءتها في الماء سبع مرات وشربها ، و كذلك عندنا القرآن و هو شفاء لكل داء و ماء زمزم لما قرأ له و النبي محمد صلي الله عليه و سلم وهو لا يكذب وقد قال ان الإكثار من الصلاة عليه تكفي كل هم ( مرض ، فيروس ، وباء ، فقر ، ضعف … ) .
إعلام كاذب مروع مضخم للأمور، فعلي الكل توحيد الجهود لكبحه وعرقلته و موجة الرعب و التهويل ولا يكون ذلك الا بنشر ثقافة الخير و الفأل الحسن و بث روح الاطمئنان بين البشر و تذكيرهم أن للعالم رب يحميه و أن الدنيا بخير و الارض خضراء خريف و السماء حبلى بالغيم و الفرج من الله قريب و الأخذ بالاحتياط واجب لكن الخلاص لا يكون الا في حسن الظن بالله و ترجيح الخيرية و الفأل الحسن، فتفاءلوا خيرا تجدوا خيرا .