شاعر كبير: اتحاد الأدباء لا يمثلني
“نسين”..و”مهرجان الأدباء الموريتانيين”!
.
كلما بدأ الإعلان في وسائل الإعلام عن اقتراب تنظيم نسخة جديدة من “المهرجان الوطني السنوي للأدب الموريتاني”؛ تذكرت الكاتب التركي الساخر الراحل جسما ، والخالد معنى وروحا وأدبا لدى الكثير من شعوب العالم، التي ترجم إليها أدبه الجميل: عزيز نسين!.
.
تذكرته. ليس لأن الشبيه يذكر بالشبيه ، هذا يحدث غالبا، ولكن لأن الضد يذكر بالضد أحيانا؛ فعندما تشاهد رجلا طويل القامة، قد تقفز إلى ذهنك صورة شخص آخر تعرفه قصير القامة، وكذلك عندما تشاهد شخصا بدينا، أو ذكيا، أو قويا، أو مبدعا …الخ.
.
هذه هي العلة الوحيدة ربما التي يمكن بها جمع كاتب مثل “نسين” و”مهرجان اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين” في مقال أو خاطرة أو تدوينة ؛ أسميه مهرجانا تجوزا ، ولا أسميه اتحادا للأدباء والكتاب الموريتانيين ، لأن “المهرجان” هو النشاط الوحيد الذي يواظبون على تنظيمه طيلة أيام السنة رغم أن ميزانيتهم تضاعفت، ولكن تفكيرهم في جيوبهم الخاصة تضاعف هو الآخر على حساب تفكيرهم – إن وجد – في المصلحة الأدبية العامة، وخدمة الإبداع والمبدعين.
.
لقد تذكرت. هناك علة أخرى يمكنها أن تجمع بينهما فكلمة “نسين” في اللغة التركية تعني (من تكون؟) وقد اختارها لنفسه نسبة عندما قررت الحكومة التركية : أنه يحق لكل مواطن اختيار نسبة تكون معتمدة له بشكل رسمي في أوراقه الثبوتية؛ ومن الطريف أنه ذكر أثناء حديثه عن هذا الموضوع أن معلما كان يدرسه وكان عاجزا حتى عن التوقيع على الورق أحرى أن يكتب جملة صحيحة مفيدة، أطلق على نفسه اسم “الكاتب ” وكذلك أطلق أصحاب “المهرجان..” على ملتقاهم القبلي السنوي اسم : مهرجان الأدب الموريتاني، بينما أطلق الكاتب الذي ترجمت كتبه إلى أكثر من ثلالثين لغة ، على نفسه اسم “نسين” التي تعني بالعربية : من تكون؟.
.
تلك مفارقة أخرى. ألم أقل لكم أن الضد يذكر بالضد أحيانا!
.
ومما يحز في النفس وجود قامات أدبية كبيرة تربينا على حبها وحب أدبها الرفيع ونضالها الوطني المشهود مثل المبدع الخالد العميد أحمدو ولد عبد القادر في بعض أنشطة هذا “المهرجان-الإتحاد ” وجودا يتضمن المباركة والتأييد، حفظ الله مبدعنا الكبير وأطال بقاءه بيننا سنين عددا، فنحن على كل حال نحفظ له مكانته الوطنية وقامته الأدبية السامقة، وخياراته وإن اختلفنا معه.
.
ليس من العبث تجديد التأكيد على موقف آمنا به ذات ثورة، ومازادنا مر الأيام به إلا إيمانا على إيمان، وإصرارا على إصرار. لذلك وجب التنبيه إلى أن ما يسمى مجازا “اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ” لا يمثلني ولا أمثله.
من صفحة الكبير أبو بكر ولد المامي