آراء وتحليلاتالأخبار

هل كان غزواني مصيبا خين قرر التخلي عن عزيز والارتماء في أحضان مدير الديوان

لم يكن وصول الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الى السلطة مضمونا مائة في المائة رغم انه مرشح السلطة المدعوم بقوة من طرف الرئيس الحاكم حينها واغلبيته فالرجل الذي لم يمضي على خلعه البزة العسكرية سوى شهور كان بعيدا عن الاضواء جدا ولايملك خبرة سياسية تعينه على النزول الى معترك المنافسة في بلد اصبح مستوى وعي الناخبين فيه مرتفعا جدا ولم يعد مرشح السلطة كما كان مطمئنا على نجاحه
وبعد معركة في الخفاء خرج الرئيس السابق معلنا في بيان مفاجئ رفضه محاولات الانقلاب على دستور البلاد ودفعه الى مأمورية ثالثة وفسح المجال أمام رفيقه وصديقه ليكمل المشوار ويعبر بموريتانيا نحو بر الأمان
نالت الخطوة استحسان غالبية الموريتانيين رغم عدم احتكاكهم بالرجل الذي ظل على امتداد مشوراه العملي بعيدا عن الاضواء ولم يسمع له صوت في مختلف المناسبات وهو مااعطى الناس صورة جيدة عنه وعن هدوئه
وبعد ترقب وانتظار خرج غزواني في حفل ضخم وأعلن للناس ترشحه بعد ان خلع بذلته العسكرية وامسك بملف الدفاع برمته في امسية مشهودة تحدث فيها
بلغة عربية فصيحة ونبرة صوتيه رصينة وحكمة كبيرة حين أنصف جميع الرؤساء السابقين وتعهد بالمساواة والعدالة والأمن وحفظ الوحدة والسيادة، وبالتنمية الشاملة
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي حينها بالتعليقات المثمنة للخطاب المشيدة بما جاء فيه من إشارات ورسائل دالة على نهج جديد وبدأت الانسحابات تترى من أحزاب سياسية معارضة واعلنت شخصيات وازنة دعمه وبات حديث الشارع ووسائل الاعلام

نجح الرئيس غزواني بعد معركة انتخابية شرسة نجاح عارضه المنافسون له وصاحبته احداث عنيفة دفعت السلطات الى قطع خدمة الانترنت واعتقال بعض المحتجين قبل ان يعود الهدوء ويختفى المحتجون وينصب غزوانيفي حفل مهيب
دخل الرئيس الجديد القصر الرئاسي واستبشر الموريتانيون بمقدمه لعله يحقق لهم ماعجز عنه سلفه وبدا في تشكيل حكومته والعمل بصمت غير ديناصورات الانظمة الفاسدة خرجت سريعا من حجورها وخططت جيدا للايقاع به وشرعت فيالق المهرجين تبحث عن موضع قدم بجانبه وتحالف اباطرة الفساد الذين يعرفهم الموريتانيون حق المعرفة لما سببوه لهم من ويلات ومشاكل تنموية وحرمان وظلم
غزواني الذي يصفه بعض من احتكوا به بالداهية قد يكون استشعر الامر باكرا واخذ كامل حيطته وحذره واستفاد من التجارب السابقة التى عايشها عن قرب من خلف الستار غير ان ذالك لم يستمر كثيرا فسلم لامر الواقع وبات مدير ديوانه يفعل مايحلوا له في الظلام الى جانب شخصيات معروفة
بدات الحكاية بابعاده عن رفيق دربه وصديقه المقرب الرئيس السابق فكانت الخطة تعتمد على اخراجه من الحزب الذي اعلن سابقا نيته العودة اليه وممارسة السياسة كمواطن عادي فتمت اثارة اشكالية المرجعية لسحب البساط من تحت اقدامه ثم التلميح بفتح ملفات حساسة وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية والمحصلة قطيعة وخلافات بين الصدقين بين هذا وذاك يبقى السؤال المطروح أين اختفى خطاب الرئيس غزواني اثناء ترشحه الشهير وبجانبه السيدة الأولى آنذاك زوجة الرئيس عزيز الذي قال فيه كلمته الشهيرة للعهد عندي معناه وشكر جميع الرؤساء مثمنا ما انجز في فتراتهم معلنا تكملة ما عجزوا عنه……

أخبار الوطن


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى