آراء وتحليلاتالأخبار

أخيرا تبدد الشك / محمد الحافظ ولد محمد فال

 

أود الإشارة هنا في البداية إلى أني لم أكن يوما من أولئك الذين طبلوا لمحمد ولد عبد العزيز و مجدوه  ولن أكون اليوم من الذين يهينوه ويشتمونه بعد أن غادر السلطة، بل سأظل أحترم محيطه الأسري والعائلي ووسطه المحترم  الذي ينحدر منه وأقدر مشاعرهم (فقد مر العديد بظروف مشابهة) وأحترمه هو شخصيا كرئيس حكم البلاد لعقد من الزمن مثله كباقي الرؤساء السابقين. فهكذا تربيت وهذه طباعي.

 

منذ أن تم الإعلان عن ترشح فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ  الغزواني، ظهرت أصوات ظلت تشكك في قدرته على إدارة البلد حيث اعتبرته ظلا لولد عبد العزيز. وحتى بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية ظلت تلك الأصوات تؤكد على أنه فعلا مجرد ظل لولد عبد العزيز. وحتى بعد أن تم الشروع في عملية التحقيق الجارية حاليا، ظلت تلك الشكوك تراود العديد من المتابعين للشأن العام.

 

لكن ظهر اليوم جليا أن فخامة رئيس الجمهورية ليس ظلا لأحد وأن وفاءه للجمهورية الإسلامية الموريتانية وللشعب الذي انتخبه وليس وفاء لأمور شخصية، فالوفاء للوطن فوق كل اعتبار. لقد كان العديد من “السطحيين” يشككون في إمكانية توقيف ولد عبد العزيز حيث أنه كان البعض يظهرونه كما لو كان غير قابل للاستدعاء أو التوقيف.

 

لقد زال الشك وتبدد اليوم بعد أن ظهر للعيان أن لا أحد أكبر من الدولة أو فوق القانون وأنه لا يوجد شخص يتمتع بقوة او سلطة أقوى من قوة وسلطة الدولة. أنني في هذا المقام، أرجو أن يتحلى الجميع بالوطنية وأن يكون وفاؤهم للوطن وتعلقهم بالوطن ومصالحه ومصالح الشعب وتسيير أموره سواء كانوا مديري مؤسسات أو وزراء أو غيرهم ممن يتقلد تسيير الشأن العام. كما ارجو من الرئيس السابق ان يقبل كونه لم يعد رئيسا و يسلك المسلك الذي سلكه من سبقه لنفس المنصب و يحافظ علي مصلحة البلد و مصلحة محيطه العائلي. هاكذا تكون الحكمة.

 

إننا اليوم أمام درس مهم ومن أهم خلاصاته التي يجب أن نأخذ منه، أن الوفاء ينبغي أن يكون للوطن وليس لشخص بعينه، وأنه لا ينبغي لشخص مكلف بخدمة البلد أن يصبح موظفا لدى شخص آخر.

 

إن السبب الذي جعل البعض لا يستطيع فهم أسلوب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ  الغزواني هو طول عهدهم بهذا الأسلوب الذي كان ينتهجه الرئيس الراحل المختار ولد داداه. إنه أسلوب هادئ ولكن هدوءه نابع من قوة وإلمام كبير بشؤون البلد ومتطلباته الأمنية؛ ولم تتعود الأجيال الجديدة على مثل هذا الأسلوب الذي لم تعشه ولم تتربى عليه.

 

إن من الممكن فعلا أن يتم التعامل مع الأمور بهدوء تام دون سب أحد أو الإساءة لجهة معينة. وقد أثبت فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ  الغزواني صحة هذا الافتراض وفعاليته؛ وكل من أدرك شيئا من حقبة الراحل المختار ولد داداه سيفهم جيدا ما أتحدث عنه.

 

إنني من خلال مراقبتي وتحليلي للأوضاع وبما لدي من معلومات، أستطيع أن أطمأن الرأي العام على أن بلدنا بأيد أمينة ولله الحمد ومحكوم بمنظومة أمنية وعسكرية بطريقة لا تترك خوفا أو خشية على أمنه .
و في الاخير اتمني لوطننا الأمن و الاستقرار و التقدم.
محمد الحافظ محمد فال.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى