آراء وتحليلاتالأخبار

الخوف من الكورونا أبعد من التفسيرات الجاهزة

إن سرعة انتشار فيروس كورونا من الصين إلى آسيا ثم إلى أوروبا والأمريكتين، والعد اليومي لعدد المصابين وعدد القتلى يقدم صورة مخيفة للبشرية على حافة الهاوية. بعد صدمة مع هذه التراجيديا التي تعيشها البشرية اليوم، يستسهل كثيرون البحث بسرعة عن أسباب بسيطة ومسؤوليات محددة وحلول وتفسيرات جاهزة.

في هذا السياق، يبحث الكاتبان إتيان غريزيون وبرتران ساجالولوي في هذه التفسيرات الجاهزة ضمن كتيب يضم مقالين تتيحهما منشورات “جامعة السوربون” على موقعها، تحت عنوان “القلق في مواجهة فيروس كورونا: أداة سياسية ودينية”.

 

يرى الباحثان في البداية أن فيروس كورونا هو فيروس سياسي بامتياز، حيث ينتشر الوباء ويتعمق على المستوى العالمي، وتلقي دول أوروبا وأميركا باللائمة على الصين، مما يوحي بأن مرحلة ما بعد كورونا ستعرف الكثير من الصراعات حول تأويل وتفسير ما حدث، لا سيما وأن آخر ما نشر في وسائل الإعلام العالمية يقول بأن الفيروس تسرب من مختبر في الصين وليس من أكل الخفافيش كما أشيع ولا من طبيعة طعام الصينيين.

 

لا شيء أكيد بعد، الوثائق والمراسلات التي كانت سرية بين الدبلوماسيين والحكومات نشرت الصحافة بعضاً من محتواها، ليتحول الأمر برمته إلى موضوع للصراع السياسي بين أميركا وأوروبا والصين على الحقيقة التي لا يعرفها أحد إلى اليوم.

 

لا يقتصر الأمر على مسألة الصراع على مصدر الفيروس، بل إن المسألة سوف تمس منظومات مثل الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أن أسطورة التعاون بين دوله قد سقطت عند أول أزمة من هذا النوع.

 

أما التفسيرات الأخرى التي وجد فيها الناس ملاذاً، أياً كانت دياناتهم، فهي العقاب الإلهي للبشرية، أو نهاية العالم التي اقتربت، وبدأ الملايين يجدون في التفسير نوعاً من المنطق الغيبي الذي يطمئن بعضهم ويفزع البعض الآخر.

 

أياً كانت الحال، فلا شك أنه سيتم استغلال انتشار كوفيد- 19 مثله مثل أي كارثة بشرية سبق وأن تاجرت بها القوى السياسية المهيمنة في العالم، الاقتصاد مهدد في كل مكان والخسائر لا تعد ولا تحصى، وهذه أرض خصبة للنزاعات التي قد تأخذ تطورات عنيفة مستقبلاً.

 

يذكر أن الكتيب الذي تتيحه “السوربون” مجاناً على موقعها، يتضمن مقالين مطولين، كما أنه يأتي ضمن سلسلة من المنشورات التي أطلقتها الجامعة منذ اندلاع الوباء، وجاء في موقع “سوربون برس” “بالنظر إلى الوضع غير المسبوق والخاص للغاية الذي نمر به، تعطي مطابع جامعة السوربون صوتًا لمؤلفيها”.

 

وأضاف الموقع: “تتمحور النصوص القصيرة المنشورة هنا حول موضوعاتهم البحثية التي تضع في الاعتبار الأزمة الحالية، من نواح مختلفة: الحبس، إعادة اكتشاف الطبيعة والنفس، مساهمة الفن في فترات استثنائية والعديد من الكتابات التي ستسمح لك بفهم هذه الاضطرابات وفهمها بشكل أفضل”.

 

العربي الجديد


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى