منت امّنْهَ؛ المرأة التي ملكت السلطة والمال وانتهى بها الحال متسولة في شوارع المذرذرة
من المفترض أن “منت امّـنـْـهَ” ولدت في العشرية الأخيرة من القرن التاسع عشر. ففي سبعينات القرن العشرين، كانت تبدو وكأنها في عقدها الثامن.
تعتبر بنت امّـنـْـهَ “الفتاة” المدللة لحاكم دائرة المذرذره السيد شاربونيي (المعروف محليا بـ”صَرْبَنـْـيَه”). كانت “زوجة كومانده” التي لا يُعصى لها أمر. لقد شـُـغف بها أيما شغف فكان الحرس يسهرون على خدمتها في أي وقت موفرين لها كل ما تريده، مهما كان.
عاشت “منت امّـنـْـهَ” بورجوازية مجنونة عرفت خلالها حياة بذخ لا مثيل له، فكانت تعتبر أن لبن الإبل يفيد في لمعان ونعومة البشرة، لذلك تبعث بخدامها، ضحى كل يوم، لاستجلاب عشرات أقداح اللبن من أجل أن تستحم به.
عاشت منت امّـنـْـهَ، ما بين 1920 و1930، أقصى أنواع الغنج والكبرياء واستغلال النفوذ. وفجأة، دون سابق إنذار، حل غضب الإدارة الاستعمارية، في سان الويس، بالحاكم صَرْبَنـْـيَه فحـُـول عن المذرذره عقابا له على تعاطفه المزعوم مع السجين الشيخ حماه الله. وهكذا بدأت دولة بنت امّـنـْـهَ في الانهيار، وأخذ نجمها في الأفول شيئا فشيئا.
وفي السنوات الأولى من سبعينات القرن الماضي، كانت منت امّـنـْـهَ تتسول في شوارع المذرذره: فالمسكينة، التي لم تنجب أبدا، لم يكن لها أي معيل. كان الأطفال يهابون عضتها الشرسة عندما يحاول أحدهم سرقة النزر القليل من الصدقات التي تحصل عليها هناك.
ولسبب ما زلت أجهله، دفنت منت امّـنـْـهَ وحيدة معزولة على بعد كيلومترين جنوب غرب المذرذره، رغم أن المقبرة لم تكن تبعد من المدينة أكثر من 500 متر.
من صفحة الكاتب محمد فال ولد سيدي ميله