الأخبار

ولد مدو يفتتح النسخة الثانية من مهرجان الصيادين التقليديين

أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، رفقة والي كوركل، السيد محمد المختار ولد عبدي، مساء أمس السبت بمدينة كيهيدي على انطلاق فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الصيادين التقليديين، المنظم تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تحت شعار: “الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي”.
وأبرز معالي الوزير، في كلمة بالمناسبة، أهمية هذا المهرجان الذي يعتبر مهرجانا للثقافة والاقتصاد والتاريخ، وفرصة للتذكير بما لعبته هذه المنطقة من وطننا العزيز من جهود جبارة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية.
وأشار إلى الدور الذي لعبته مدن الضفة التي ليست محض مدن تعانق شواطئ الأنهار، ولكنها أكثر من ذلك، مدن الحضارة والإشعاع ومصابيح أضاءت دروب أمتنا وشكلت هويتنا ورسمت ملامحنا.
وأضاف أن مدينة كيهيدي واحدة من تلك المدن التي ارتفع فيها صوت الوطنية باكرا؛ لتتشكل هوية وطنية جامعة تتعانق فيها كل ثقافاتنا وكل ألسنتنا وكل ماضينا، مشيرا إلى أن هذه المدينة كانت ومازالت قبلة لمواثيق الوحدة والتآخي، فعلى ساحاتها تعانقت كل السحنات الموريتانية، وبين طرقاتها تراءت كل ملامحنا؛ ومنها استلهمنا من النهر صموده وكفاحه، ومن الأرض ثباتها وعطاءها.
وقال إن اختيار ثقافة الصيد التقليدي لتكون محور هذا المهرجان هو اختيار للهوية ذاتها؛ مشيرا إلى أن هذا النمط من الصيد يتجاوز البعد الاقتصادي؛ فهو ليس وسيلة شريفة لحياة كريمة فحسب؛ بل إنه خطى الأجداد وتاريخهم، وقصة انتماء الإنسان ورمز ارتباطه بأرضه ومياهه.
ونبه إلى أن المهرجان فرصة للاحتفاء بتراث يعبر عن روح التضامن المجتمعي وعن مهارات توارثتها الأجيال وارتبطت بالعادات والتقاليد لتشكل رافدا أساسيا في تراثنا واقتصادنا ولحمتنا.
وقال إن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يولي عناية خاصة للثقافة جاعلا منها حجر الزاوية في مشروعه المجتمعي التنموي الطموح، لما لها من قدرة على إعادة تشكيل الوعي وغرس قيم الانتماء والتآخي والتكاتف، مشيرا إلى أن الحكومة تحرص على تجسيد هذه الرؤية عبر حزمة من السياسات والاستراتيجيات الثقافية المتناسقة.
وأضاف أن هذه الاستراتيجيات الثقافية تم في إطارها استحداث مهرجان جول الثقافي، ومهرجان الموسيقى التقليدية، وتكثيف الدعم لمختلف البرامج الثقافية، وإرساء يوم وطني للتنوع الثقافي يخلد سنويا بمشاركة كافة مكونات الطيف الوطني تعزيزا للتماسك الاجتماعي واحتفاء بالتعدد اللغوي والثقافي والفني الذي تزخر به بلادنا، إضافة إلى تسجيل المحظرة الموريتانية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، اعترافا بإسهامها الفريد في نشر المعارف الدينية واللغوية وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال وربط الإنسان الموريتاني بالعلم والحكمة على مر القرون.
وأشار إلى أن من ضمن الإنجازات التي تحققت في هذا الإطار افتتاح منصة للغات الوطنية بالوكالة الموريتانية للأنباء ومحطات إذاعية تبث باللغات الوطنية، وصدور القانون التوجيهي للتعليم، بما حمله من ترقية للغاتنا الوطنية، إضافة إلى المكانة التي حجزتها ملحمة صمبا غلاديو في القائمة العالمية للتراث الثقافي الإنساني، بما تحمله من رمزية بطولية، وبما تجسده من تلاحم عضوي بين الرافدين العربي والإفريقي، مكرسة الطابع العابر للحدود لثقافتنا المشتركة، واعتماد اللغة السونوكية لغةً عابرة للقارات، في خطوة نوعية تعزز التنوع الثقافي وتبرز الامتداد الحضاري لمكون أصيل من مكونات هويتنا الوطنية الجامعة.                                       وكان عمدة بلدية كيهيدي، السيد دمبا انجاي، قد أشاد في كلمة قبل ذلك، بتنظيم هذا المهرجان الكبير الذي يجعل من الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين كافة مكونات مجتمعنا المسلم شعارا.
وقال إن النسخة الحالية من المهرجان تعمل على التحسيس بأهمية الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، وخطورة كل المسلكيات التي قد تؤثر على أمن واستقرار بلدنا العزيز.
جرت فعاليات افتتاح المهرجان الذي يدوم ثلاثة أيام بحضور حاكم مقاطعة كيهيدي، السيد محمد سالم بيلل، ونائب رئيس جهة كوركل، السيدة اقيلا ديكوا، ورؤساء المصالح الإدارية، والأمنية، وشخصيات وطنية ودولية.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى