الأخبار

ظرافات.. وظرفاء (17) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو

نقل أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني عن بعض من عاصر أشعب الطماع أنه رآه يوما وقد علق رأس كلبه وهو يضربه ويقول له: تنبح الهدية وتبصبص للضيف!!
وفي الأغاني أن أشعب غَذَا جديا بلبن زوجه وغيرها حتى بلغ الغاية، ثم جاء به إلى إسماعيل بن جعفر بن محمد –رضي الله عنهم- فقال: بالله إنه لابني، قد رضع لبن زوجتي وقد حبوتك به، ولم أر أحدا يستأهله سواك، قال: فنظر إسماعيل إلى فتنة من الفتن فأمر به فذبح وسمط، فأقبل عليه أشعب، فقال: المكافأة، فقال: ما عندي – والله- اليوم شيء، ونحن من تعرف، وذلك غير فائت لك.. فلما يئس منه قام من عنده فدخل على أبيه جعفر بن محمد، واندفع يشهق حتى التقت أضلاعه، ثم قال: أخْلِني، قال: ما معنا أحد يسمع.. لا عين عليك، قال: وثب ابنك إسماعيل على ابني فذبحه وأنا أنظر إليه، قال: فارتاع جعفر وصاح: ويلك! وفيم؟ وتريد ماذا؟ قال: أما ما أريد فوالله ما لي بإسماعيل حيلة ولا يسمع هذا سامع أبدا بعدك. فأخرج إليه مائتي دينار وقال له: خذ هذه ولك عندنا ما تحب.
وخرج إلى إسماعيل لا يبصر ما يطأ عليه، فإذا به مترسل في مجلسه، فلما رأى وجه أبيه نكره، وقام إليه، فقال: يا إسماعيل أوفعلتها بأشعب؟ قتلت ولده! قال: فاستضحك وقال: جاءني بجدي من صفته كذا، وخبره الخبر، فأخبره أبوه ما كان منه وصار إليه.
فكان جعفر يقول لأشعب: رعبتني رعبك الله! فيقول: والله لروعة ابنك إياي في الجدي أكبر من روعتك أنت في المائتي دينار.
واسم أشعب شعيب، وهو مولى لآل الزبير من قبل أبيه، وكانت أمه مولاة لعائشة بنت عثمان بن عفان؛ ويقال إنها بغت فضربت وحلقت وطيف بها وهي تنادي: من رآني فلا يزنِيَن، فأشرفت عليها امرأة (لعلها زميلة لها) فقالت: يا فاعلة.. نهانا الله -عز وجل- عن الزنا فعصيناه، ولسنا ندعه لقولك وأنت محلوقة مضروبة يطاف بك.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى