الأخبار

البيان الإماراتية: قطر خططت لتنفيذ انقلاب على ولد عبد العزيز

تعتبر موريتانيا من أبرز دول الساحل والصحراء التي واجهت مؤامرات تنظيم الحمدين لسنوات عدة، وفي هذا السياق أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسلك ولد أحمد إزيد بيه، أن دولة قطر اعتادت على تمويل حركات تهدد أمن البلاد، معللاً قرار قطع العلاقات معها بأنه مرتبط بأمن موريتانيا. وأضاف أن بلاده ليست بحاجة إلى أن يسبقها أحد في قرار قطع العلاقات مع قطر، «لأن الأمر يتعلق بقرار سيادي»، مشيراً إلى أن القرار تم اتخاذه بعد دراسة وتقويم السياق والتداعيات.

وجاءت تصريحات ولد أحمد إزيد بيه، لتؤكد ما سبق الإعلان عنه من امتلاك نواكشوط أدلة دامغة عن تورط قطر في دعم جماعات إرهابية في موريتانيا.

وكان مصدر رسمي موريتاني كشف في يونيو الماضي أن قطر موّلت تنظيمات مشبوهة في موريتانيا وحرّضتها على زعزعة الأمن في البلاد. وقال المصدر إن قطر ارتكبت تجاوزات كبيرة في حق موريتانيا منذ عام 2011 وحتى اليوم، وإن نواكشوط تغاضت عن الكثير من هذه التجاوزات، مشيراً إلى أن حكومة بلاده سبق أن أعربت للدوحة عن استيائها من التصرفات غير المقبولة التي تهدد الأمن القومي للبلاد، لكن قطر لم تصحّح مسارها تجاه موريتانيا.

المصدر الحكومي أشار إلى أن خطوة قطع العلاقات مع الدوحة كانت ضرورية لأن الأساليب الأخرى لم تنفع. وعن اختيار التوقيت وتزامنه مع قرارات مماثلة اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، أكد المصدر أن موريتانيا انتهزت الفرصة لإرسال رسالة واضحة إلى قطر عبر فرض عزلة عربية شاملة عليها.

انقلاب

وبحسب تقارير إعلامية، فإن قطر سعت إلى اختراق مؤسسات الدولة الموريتانية لتنفيذ انقلاب على نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لصالح حلفائها من أصحاب الأجندات المرتبطة بالإسلام السياسي، وأن نواكشوط تمتلك من الأدلة والبراهين ما يدين الدوحة سواء بدعم الإرهاب أو التآمر على الأمن القومي لموريتانيا.

يقول وزير الثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، إن قطر «عملت على تقويض وتمزيق العالم العربي، وإنه قد ثبت لموريتانيا أن قطر تعمل على تغذية الإرهاب والفكر المتطرف»، مشيراً إلى أنها مسؤولة عما آلت إليه الأمور في سوريا وليبيا، كما أشار إلى أن بيان وزارة الخارجية لخص باختصار الأسباب التي بنت عليها موريتانيا موقفها من هذه العلاقات.

ويكشف النائب محمد ولد محمدو، أن قطر قدمت الدعم لمجموعات موريتانية حاولت الانقلاب على النظام الحالي، فيما يؤكد الأمين العام المساعد للحكومة الموريتانية محمد إسحاق الكنتي، أن قطر دفعت أموالاً لجماعة الإخوان في موريتانيا، لزعزعة استقرار البلاد، والقيام بثورة على غرار ما جرى في تونس ومصر وليبيا 2011. وأضاف إن «قطع العلاقات مع قطر كان ينبغي أن يتم يوم قطعت موريتانيا العلاقات مع إسرائيل، فكلا البلدين ينفذان أجندة تخريبية واضحة بشكل مشترك، تستهدف الأمن القومي العربي، عبر بث الشقاق وزرع الفتن وإذكاء النعرات». واتهم الكنتي، الزعيم الروحي للإخوان في موريتانيا وأبرز المحسوبين على قطر محمد الحسن ولد الددو، بتكفير الناس وتحريض الشباب على القتال في سوريا وليبيا واليمن ومصر، وذكر بحريق قناة «المرابطون»، وكيف وصفه الددو بأنه قربان، قائلاً: «ما دام الأمر يتعلق بقربان، فلماذا التدخل لإخماد النيران؟ فالقربان أصلاً يقدم للنيران لكي تأكله».

طرد حمد

في يناير 2012 أدى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني زيارة إلى نواكشوط في ثوب «الزعيم الفاتح» انتهت بطرده شر طردة من جانب الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وقالت تقارير إعلامية إن المشادات حدثت في نهاية اللقاء بين الرئيس الموريتاني وأمير قطر، حيث أفاد مصدر مقرب من القصر الرئاسي في موريتانيا أن أمير دولة قطر «نصح» ولد عبد العزيز خلال حديث دار بينهما بضرورة إحداث إصلاحات ديمقراطية في البلاد، من خلال بسط الحريات وانتهاج سياسية اقتصادية ناجعة، وتقريب التيار الإصلاحي الإسلامي، والتشاور معه، والاسترشاد بالداعية الإخواني محمد الحسن ولد الددو، الذي أثنى عليه الأمير، غير أن هذه «النصيحة» أثارت حفيظة ولد عبد العزيز، الذي انتقد السياسة القطرية من خلال تصدير الثورة وتوظيف قناة الجزيرة في التأليب والتحريض ضد الأنظمة العربية، معتبراً أن «نصيحة» الأمير القطري له تدخل في الشؤون الداخلية.

ولم يوّدع الرئيس الموريتاني ضيفه القطري إلى المطار، كما لم يسمح للوزراء بتوديعه. وكان من اللافت أن التلفزيون الموريتاني لم يبث صور توديع الأمير القطري.

وقالت صحيفة «السراج» الموريتانية إن نصائح تلقاها الرئيس الموريتاني من جهات أمنية في دولة عربية هي التي هيأت الأرضية لعدم تقبل الرئيس الموريتاني «نصائح» الأمير القطري، مشيرة إلى أن جهات أمنية عربية أوصلت نصائح لموريتانيا مفادها أن عليها الحذر من دور قطري محتمل في الدفع باتجاه التغيير قائلة إن حقيقة ذلك الدور أنه ليس أكثر من تحضير لجر موريتانيا إلى مربع الثورات التي يرعاها القطريون في المنطقة العربية وفق تعبير الجهة الأمنية العربية.

وثائق إدانة

الكاتب الموريتاني أحمد عيسى ولد اليدالي قال حين قطعت بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع قطر إن الموقف الموريتاني من السياسة القطرية ليس بجديد، ففي مطلع العام 2012، حاول أمير قطر حينها حمد من خليفة أن يتدخل في شؤون البلاد الداخلية ويتجاوز حدوده ويرسم لموريتانيا معالم علاقتها الخارجية، لكن رد الرئيس الموريتاني كان حازماً في رفضه لهذه الوقاحة غير المسبوقة في العلاقات العربية البينية، وبيّن لضيفه أن موريتانيا لا يمكن أن ترتهن لأية دولة.

مخطط

كانت تقارير إعلامية موريتانية كشفت أن قناة الجزيرة أعدت سنة 2013 خطة للإطاحة بنظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز من خلال تغطية أنشطة المعارضة وتهويل الوضع في موريتانيا ونشر أخبار تروج لاندلاع ثورة شعبية في البلاد. وقام قائد أركان الجيوش الجنرال محمد ولد الشيخ محمد أحمد بدعوة سفير دولة قطر في نواكشوط إلى مكتبه، وأخرج الجنرال ولد الغزواني للسفير القطري وثائق خطيرة تتضمن تقارير سرية عن دعم قطري لحركات التمرّد في شمال مالي وخاصة «حركة أنصار الدين»، وهي إحدى الحركات المتشددة يتزعمها إياد أغ غالي. وتكشف الوثائق مسار الأسلحة والأموال من قطر لهذه الحركات.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى